أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي بأن فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمرة بالإبلاغ عن أي نشاطات عسكرية قرب محطات الطاقة النووية في أوكرانيا.
جاءت تصريحات جروسي، خلال مشاركته في فعاليات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث أطلع قادة العالم على جهود الوكالة الدولية المستمرة لمساعدة أوكرانيا في تفادي وقوع حادث نووي خلال النزاع العسكري.
وقال جروسى: "واصلت فرق الوكالة المتمركزة في محطات الطاقة النووية الأوكرانية الإبلاغ عن وجود طائرات مسيرة وأنشطة عسكرية أخرى بالقرب منها"، مشيرا إلى أوكرانيا كانت تولد أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة النووية قبل بدء النزاع في فبراير 2022، مضيفا "منذ الشهور الأولى للحرب، ركزت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مساعدة أوكرانيا في منع وقوع حادث إشعاعي أو نووي قد تكون له عواقب عابرة للحدود".
ومنذ ذلك الحين، أنشأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثات دعم ومساعدة في جميع محطات الطاقة النووية الأوكرانية، بما في ذلك محطة زابوريجيا النووية الواقعة على خط المواجهة، وكذلك موقع تشيرنوبل.
وفي بيانه أمام قمة المستقبل، ذكر جروسي أنه "بعد أشهر من المفاوضات والمشاورات، قدمت في 30 مايو 2023 أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خمس مبادئ ملموسة للمساعدة في ضمان السلامة والأمن النوويين في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وقد حظيت هذه المبادئ بدعم قوي من أعضاء المجلس".
كما كانت المخاطر المستمرة على السلامة والأمن النوويين في أوكرانيا موضوعًا رئيسيًا خلال اجتماعات المدير العام مع القادة الحكوميين والمسؤولين في نيويورك، الأسبوع الماضي؛ بما في ذلك مع وزير الخارجية الأوكراني الجديد أندري سيبيها، الذي أعرب عن دعمه القوي لعمل الوكالة في البلاد.
وقد أظهرت التقارير الصادرة عن فرق الوكالة في أوكرانيا؛ أن الوضع المتعلق بالسلامة والأمن النوويين لا يزال هشًا خلال الأسبوع الماضي، حيث اضطر أحد الفرق إلى الاحتماء بسبب وجود طائرات مسيرة في المنطقة، وسمع فريق آخر إطلاق نار مضاد للطائرات وانفجار كبير خلال إنذار غارة جوية، بينما زار فريق ثالث موقع هجوم مزعوم بالطائرات المسيرة.
وفي محطة زابوريجيا للطاقة النووية، سمع فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية انفجارات طوال الأسبوع الماضي، بما في ذلك عدة انفجارات بالقرب من الموقع، على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي أضرار للمحطة.
وفي 26 سبتمبر، أبلغت محطة زابوريجيا الفريق عن هجوم مزعوم بطائرة مسيرة وقع بعد ظهر الجمعة على محطة فرعية للكهرباء 35/6 كيلو فولت على بعد حوالي 300 متر من المحطة.
توفر هذه المحطة الفرعية الكهرباء للمنشآت غير المتعلقة بالسلامة في محطة زابوريجيا، بما في ذلك محطة لضخ المياه وشبكة إدارة المياه والمستودعات الخارجية.
وعند زيارة الموقع المتأثر في اليوم التالي للهجوم المزعوم، لاحظ فريق الوكالة تأثيرًا على أحد المحولات في المحطة الفرعية، كما تم العثور على بقايا بطاريات وقطع معدنية يُعتقد أنها من الطائرة المسيرة. وقالت المحطة إن الإصلاحات لا تزال جارية.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، واصل فريق الوكالة إجراء عمليات تفتيش في جميع أنحاء موقع محطة زابوريجيا، وناقشوا أعمال الصيانة وغيرها من الأنشطة الهامة للسلامة والأمن النوويين في المحطة.
ومع ذلك، أفادت المحطة الفريق بأنه لم يُسمح لهم بإجراء التفتيش المخطط للمستودعات الخارجية ومنشأة تخزين وقود الديزل بسبب المخاطر الناجمة عن الأنشطة العسكرية.
وذكر تقرير الوكالة الدولية انه يظل ضمان الصيانة الكافية تحديًا خلال النزاع الدائر فى أوكرانيا.
وقد تم إبلاغ فريق الوكالة عن خمس فئات من الصيانة التي تنفذها المحطة لضمان موثوقية مولدات الطوارئ التي تعمل بالديزل، وكذلك عن جدول توقيتات الصيانة.
وأفادت فرق الوكالة الموجودة في محطات خميلنيتسكي وريفني وجنوب أوكرانيا النووية وموقع تشيرنوبل بأن السلامة والأمن النوويين يتم الحفاظ عليهما على الرغم من تأثير النزاع المستمر.