السبت 5 اكتوبر 2024

مبادرة حياة كريمة.. المشروع الأضخم لتطوير الريف المصري

حياة كريمة

تحقيقات1-10-2024 | 15:12

تواصل المبادرة الرئاسية حياة كريمة أعمالها في قرى وربوع مصر، حيث تستهدف المبادرة التي تستمر منذ انطلاق مرحلتها التمهيدية في 2019 لتطوير الريف المصري، والنهوض بمستوى معيشته وخاصة في المناطق الأكثر احتياجا، فعملت المبادرة على تقديم كافة الخدمات للمواطنين، لتشمل أيادي التطوير كل الخدمات للمواطنين من المياه والصرف الصحى والخدمات الطبية والتعليمية وكل الخدمات الأخرى.

مبادرة حياة كريمة

كان انطلاق حياة كريمة في 2019، لتكون من أهم المبادرات الرئاسية وأكبرها، وأكبر مشروع تنموي في العالم حيث استهدفت تقديم خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب والخدمات الصحية والتعليمية للمواطنين في قري الريف المصري، وخاصة في المناطق الأكثر احتياجا والأعلى في نسبة الفقر، وتوسعت المبادرة لتصبح المشروع القومي لتطوير الريف المصري الذي يستهدف تطوير أكثر من 4500 قرية في ربوع مصر.

استهدفت مبادرة حياة كريمة تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري، في إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر، بهدف تقديم حزمة متكاملة من الخدمات، التي تشملُ جوانبَ مختلفة صحية واجتماعية ومعيشية، بمشاركة هذه الجهات المختلفة لتحسين مستوى معيشة المواطن المصري، لا سيما من الفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا.

وانقسمت المبادرة إلى ثلاث مراحل، بخلاف المرحلة التمهيدية، بدأت مبادرة حياة كريمة مسيرتها بمرحلة تمهيدية خلال العام المالي 2019/2020 استهدفت حينها 143 قرية  في 11 محافظة، ونجحت المبادرة حينها في تنفيذ ونهو 625 مشروعا في هذه القرى، وأسهمت المرحلة التمهيدية كذلك في معالجة واحدة من أهم مشكلات البنية الأساسية في الريف المصري وهي مياه الشرب والصرف الصحي من خلال مضاعفة كميات المياه المنتجة بالقري المستهدفة  بنسبة 100% تقريباً وزيادة معدل التغطية بخدمات مياه الشرب في هذه القري من 84% إلى حوالي 93% ، ورفعت معدلات التغطية بخدمة الصرف الصحي على مستوى  ال143 قرية  من 6% إلى 39% في ديسمبر 2020.

وكذلك ساهمت في تعزيز ورفع كفاءة  الخدمات الصحية من خلال  تطوير وإحلال وتجديد وتجهيز 51 وحدة صحية في 51 قرية وفقاً لنموذج التأمين الصحي الشامل ، كما ساهمت المبادرة في  رفع كفاءة الخدمات الشبابية وخدمات الطب البيطري  وخدمات تحسين البيئة في عشرات القرى المستهدفة.

المرحلة الأولى من حياة كريمة.. مشروعات بـ400 مليار جنيه

وانطلقت المرحلة الأولى من المبادرة الشاملة لتطوير الريف المصري والتي وجه بها الرئيس السيسي بها، في مطلع العام المالي 2021-2022، لتستهدف نحو 1500 قرية وتوابعها البالغ عددها نحو 40 ألف تابع لهذه القرى، ووفقا لما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حديثه مع طلاب الأكاديمية العسكرية، أمس، أن التكلفة المالية التي وضعت لهذه المبادرة بلغت 600 مليار جنيه، لكن حين تم النزول على الأرض، اكتشفت الحكومة أن حجم المطلوب ضخم للغاية، ولكن كان يجب تنفيذه في المرحلة الأولى بأي شكل ممكن.

وأوضح أنه استغرقت المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة حوالي 3 سنوات بدلا من المخطط الذي كان من سنة إلى سنة ونصف، وبلغت التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة حوالي 400 مليار جنيه، موضحًا أن المرحلة الثانية يمكن أن تحتاج إلى مثل هذا المبلغ أو أكبر منه، وكذلك المرحلة الثالثة، حيث تم البدء بالقرى الأكثر تضررا والأكثر حاجة وتمت دراسة القرى التي يجب البدء بها وتم منحها أولويات.

وأضاف أن مشروعات المرحلة الثانية من حياة كريمة والتي تستهدف 1500 قرية في مستوى أفضل بعض الشيء من مستوى قرى المرحلة الأولى، من المتوقع أن تقدر تكلفتها للمرحلة الثانية 400 مليار جنيه، مضيفا: "لا يمكن التوقف عن خطة حياة كريمة، وننهي المرحلة الأولى لنبدأ في المرحلة الثانية، فالخطة تسير، لكن قوة الدفع أقل بعض الشيء بسبب الظروف المحيطة".

واستهدفت المرحلة الأولى من المبادرة الشاملة لتطوير الريف المصري 1477 قرية يعيش فيها نحو 18 مليون مواطن، وجاري الانتهاء من مشروعاتها.

كما يجري التخطيط لبدء تنفيذ المرحلة الثانية التي ستستهدف نحو 1667 قرية يعيش فيها 20 مليون مواطن، وفقا لما أعلنته وزارة التنمية المحلية، موضحة أن في دعم وتنفيذ المشروعات المخططة على مستوى 1477 قرية ، والتي تخطت 23 ألف مشروع  باستثمارات تزيد عن 350 مليار جنيه، وتشاركت كافة أجهزة الدولة في تخطيط وتنفيذ ومتابعة هذه المشروعات العملاقة وغير المسبوقة.

إنجازات حياة كريمة

واستطاعت مبادرة حياة كريمة تحقيـق العدالة المكانية؛ عـلاوة على تحسـين مؤشر جـودة الحياة، وخفـض متوسـط معدل الفقـر في القرى المسـتهدفة، كذلك تستهدف المبادرة أيضا تنمية الثروة البشرية وتعزيز البنية التحتية في الريف المصري، بما يمهد لضخ المزيد من الاستثمارات الاجتماعية والاقتصادية.

ووفقا لتقريــر متابعــة الموقــف التنفيــذي للمشــروع القومـي لتطويـر الريـف المصـري »حيـاة كريمـة«، خلال السـنة الماليـة /2021 ،2022 الصـادر عـن وزارة التخطيـط والتنميـة الاقتصادية لقيـاس الأثر التنمـوي للمبـادرة، فقد تـم إدراج حياة كريمة ضمـن أفضـل الممارسـات التنمويـة ومسـرعات أهـداف التنميـة المسـتدامة على منصــة الأمم المتحــدة؛ نظــرا لإحداثها تغييــرا ارتقائيـا مخطـط لأوضاع القريـة المصريـة اقتصاديـا وثقافيـا ومؤسسـيا، بالإضافة إلـى شـموليتها وأهميتهــا فــي تحقيــق أهــداف التنميــة المســتدامة فـي إطـار رؤيـة مصـر 2030 حيـث نالـت المبـادرة إشـادة دوليـة مـن قبـل مؤسسـات التنميـة الإقليمية والدوليـة، التـي أكـدت دور مصـر الريـادي في تحقيـق أهـداف التنميـة المسـتدامة فـي المجتمعـات الريفيــة، لا ســيما فــي ظــل كون المبادرة مــن أكبر المشـروعات التنمويـة التي اسـتهدفت تطويـر القـرى علـى مسـتوى العالـم.

 وفي ضـوء ذلـك، يظهـر قيـاس الأثر التنمـوي للمبـادرة الرئاسـية »حيـاة كريمـة« في المرحلة الأولى مـن المبادرة، مـن خلال الوقـوف علـى تطـور وضـع مصـر في »مؤشــر جــودة الحيــاة«، حيــث تحســن وضــع مصــر في المؤشـر 6 نقـاط خلال عـام واحـد مـن تطبيـق المبادرة، لتحصـل مصـر علـى نسـبة %32 وفـق المؤشـر مقارنة بــ %26 قبـل تطبيـق المبادرة، وتجلي هـذا التحسـن في تطـور وضع مصـر بالمؤشـرات الفرعيـة لمؤشـر جودة الحياة، حيـث بلــغ التحســن فــي تغطيــة خدمــات الصــرف الصحــي 4 نقـاط، وبلـغ التحسـن فـي حجـم التغطيـة الصحيـة 45 نقطـة، أما فيمـا يتعلـق بتوفـر الخدمـات التعليمية فقد وصل معدل التحسن إلى 11 نقطة كما بلغ التحسن في توفير شبكات الغاز الطبيعي 4 نفقط، ووصل التحسن في معدل توفير الخدمات الرياضية 5 نقاط، وهو ما يؤكد الدور المحوري والفاعل لمبادرة حياة كريمة في تحسين جودة حياة الفئات الأكثر احتياجا في قرى مصر المستهدفة.