الجمعة 4 اكتوبر 2024

اكتشاف أكثر من 60 قطعة أثرية بالمجر

جانب من الاكتشافات

ثقافة2-10-2024 | 08:46

إسلام علي

قاد فريق دراسات العصر البرونزي والعصر الحديدى مشروع التنقيب هذا الصيف في شمال غرب مدينة بوك بالمجر تحديدا على قرية قديمة تقع على قمة جبل فيريبسي بيرك.

تاريخ القرية

ازدهرت هذه القرية بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد حتى تعرضت للتدمير جراء هجوم عنيف، ومنذ بدء التحقيق، الذي بلغ عامه السادس وموسمه الثالث من التنقيب، ظهرت تفاصيل مثيرة عن حياة هذا المجتمع القديم وأحداث تدميره.

حقق فريق التنقيب إنجازات مهمة هذا العام؛ حيث اكتشفوا في ثلاثة خنادق بقايا مبانٍ احترقت أثناء الهجوم الذي دمر المستوطنة، كما قادت مسوحات أجهزة الكشف عن المعادن إلى اكتشاف مجموعة مذهلة من القطع المعدنية، ما أضاف فهماً أعمق للعلاقات الثقافية التي كانت تسود المنطقة.

اكتشافات أثرية حديثة بالموقع

وكان أحد أبرز الاكتشافات مجموعة تضم أكثر من 60 قطعة برونزية وحديدية، معظمها مجوهرات وأجزاء من أحزمة الخيول، التي ربما دُفنت أثناء الحصار.

وقد ارتبطت هذه المجموعة بثقافات جنوب شرق أوروبا، خاصة منطقة البلقان، حيث يُعتقد أن هذه القطع قد دُفنت للحفاظ عليها أثناء الهجوم، مما يجعلها دليلًا قيمًا ليس فقط على النشاط التجاري والتفاعل الثقافي، بل أيضًا على الصراعات الحربية التي شكلت تاريخ القرية.

اجتذب المشروع تعاون العديد من الخبراء من مختلف الجامعات في مجالات البحث والخدمات اللوجستية، من بين الزوار البارزين عالم الآثار برنهارد هيب من برلين ومارتن جوليك من جامعة أولوموك، بالإضافة إلى الدعم الذي قدمه فريق منتزه بوك الوطني بالتعاون مع خبراء مثل بارثا أتيلا، وإيزسول تيبور، وهولو ساندور، وتلقى الفريق أيضًا دعمًا من المعهد الوطني للأبحاث التابع للمتحف الوطني المجري.

وكان من أبرز أعضاء الفريق، موجيروس بيتر، طالب الدكتوراه الذي لعب دورًا رئيسيًا في ذلك البحث، بدأ موجيروس دراسته في عام 2017 بجامعة  Eötvös Loránd، متخصصًا في علم الآثار ما قبل التاريخ وعلم آثار عصر الهجرة، وأكمل دراسته عام 2022، ويواصل الآن دراسته للدكتوراه بينما يعمل كعضو في فريق التنقيب بمتحف بودابست التاريخي.

تركزت أبحاث موجيروس الأكاديمية على العلاقات الثقافية خلال العصر الحديدي، حيث تناول في أطروحته لنيل البكالوريوس مجموعة من القطع البرونزية المكتشفة في ميزوزومبور.

وركزت أطروحته للماجستير على التحليل النمطي لرؤوس الأسهم ذات الطراز السكيثي المكتشفة في ديديستابولكساني-فيريبسي-بيرك عام 2011، والتي بلغ عددها نحو 300 سهم، مما أتاح فهماً أعمق للعلاقات الثقافية في المنطقة خلال العصر الحديدي.

شارك موجيروس منذ عام 2018 في مشاريع بحثية بقيادة البروفيسور ف. زابو جابور، ركزت على مستوطنات العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي في شمال المجر. كشفت هذه المشاريع عن اكتشافات غير مسبوقة أعادت تقييم الشبكات الثقافية في تلك الحقبة.

وعكف موجيروس في بحث الدكتوراه الخاص به، على دراسة هذه الروابط، مستهدفًا المواقع الأثرية المختارة في شرق المجر لفهم تطور التوجهات الثقافية للمجتمعات القديمة هناك، وذلك طبقا لما ذكره موقع labrujulaverde.