في خطوة جريئة، أطلقت إيران عشرات الصواريخ ضد إسرائيل، تستهدف أهداف عسكرية مهمة في عمق الأراضي المحتلة، وذلك ثأرًا لاغتيالها كل من إسماعيل هنية وحسن نصر الله وعباس نيلفروشان، ما أثار مخاوف من تطور المشهد إلى صراع أوسع سع نطاقًا.
ويأتي الرد الإيراني كإنذار موجه لـ إسرائيل محسوب بكمية الصواريخ ونوعيتها، حسبما يذكر اللواء محمود زاهر، الخبير الأمني والإستراتيجي، الذي أشار إلى أن ذلك يتزامن مع توغل جيش الاحتلال في الأراضي اللبنانية، الذي يعني جر أمريكا رغم أنفها إلى المعركة.
وأوضح في حديثه لـ"دار الهلال"، أن المعطيات في الوقت الراهن تشير إلى أن طهران استخدمت صواريخ "كروز" في هجماتها، التي مداها قصير إلى حد ما، لكنه يناسب قصف البلدات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن كمية الإنفجار الخاصة بها ليست شديدة، لكن الرسالة تكمن في كثرتها، حيث أن القبة الحديدية فشلت في التصدي لها، إضافة إلى أن المشهد قد يحمل تفاصيل أخرى في حالة زيادة الصواريخ ونوعيتها.
وأضاف زاهر، إن الهجمات عكست رسالة قوية من طهران، وإنذار بتدخل المباشر، مفاده يلغي كل ما روج إليه طوال الفترة الماضية بأنها سترفع يديها عن حلفائها.
وفي شأن تأثير الهجمات، يقول الخبير الإستراتيجي والأمني، إن مما لاشك فيه بأن الهجمات مؤثرة، ولكن التأثير له درجات، حتى لو لما تحدث أي ضرر، لكن تبعث الخوف في نفوس المواطنين معنويًا، متابعًا لكن هجمات بحجم الحاصل، اليوم، وما لها من تدمير، تؤثر وبقوة، دون القول "تدميرى" بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، فهذا لايزال بعيدًا.
هجمات طهران
ووجه الحرث الثوري الإيراني، ضربات لـ إسرائيل بعشرات الصواريخ، ثأرًا لاغتيالها الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، والقائد بالحرث الثوي عباس نيلفروشان.
وحذر الحرث الثوري من أي رد عسكري إسرائيلي على هذه العملية سيواجه بهجمات أكثر تدميرًا وأقوى، مشيرًا إلى أنه استهدف مواقع أمنية وعسكرية في قلب الأراضي المحتلة وسيتم إعلان تفاصيل العملية لاحقًا.
بالمقابل، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه اعترض عددًا غير قليل من الصواريخ الإيرانية وهناك إصابات محددة، معقبًا:"هذا الهجوم ستكون له تداعيات ولدينا خطط هجومية وسنتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب"، متوعدًا بالرد على تلك الهجمات.
واغتيل الرئيس الأسبق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في قصف لمقر إقامته خلال زيارة لطهران نهاية يوليو الماضي، بينما اغتيل الأمين العام لحزب الله، والقائد بالحرث الثوي الجمعة المنقضية.
وفيما تبنت إسرائيل اغتيال نصر الله، الذي كان بجواره آنذاك نيلفروشان، خلال غارة استهدفت المقر المركزي للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، نفت أن يكون لها أي مسؤولية باغتيال هنية، لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار لمسؤوليات بلاده عن ذلك، يوم الحادثة، قائلًا:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".