وابل من الصواريخ أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل، خلال الليلة الماضية، أثارت حالة من الرعب داخل الاحتلال ولجأ مواطنوه إلى الملاجئ للحماية من عشرات الصواريخ الإيرانية، التي جاءت بعد أيام من التصعيد الإسرائيلي في لبنان واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من قادة الحزب، وتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية على لبنان وخاصة الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتباينت تعليقات الجانبين بشأن تأثير الهجوم الإيراني على دولة الاحتلال، ففي الوقت الذي أكدت فيه طهران إصابة الصواريخ لأهدافها، لم تعلن إسرائيل وقوع أي خسائر في صفوفها.
تأثير الهجوم الإيراني على إسرائيل
قبل دقائق من الهجوم أرسلت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، رسائل نصية إلى أشخاص في مناطق معينة تطالبهم بالتوجه إلى مناطق محمية، وفقا لما ذكرته "بي بي سي"، حيث دعى جيش الاحتلال الإسرائيليين للتوجه إلى "الأماكن المحمية إذا سمعت صفارات الإنذار".
وبينما كان الاحتلال يستعد للضربة الإيرانية، وقع حادث إطلاق نار على شارع في تل أبيب، مما أسفر عن مقتل سبعة على الأقل وإصابة العديد من الآخرين.
وفي مساء الثلاثاء، استهدف نحو 180 صاروخًا إيرانيا، أنحاء متفرقة داخل إسرائيل، فيما قال جيش الاحتلال إنه اعترض معظم الصواريخ التي أطلقت على تل أبيب، بعضها سقط على الأرض في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة حيث أسفرت الصواريخ عن مقُتل رجل فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة خلال القصف، فيما أصيبت مدرسة في وسط إسرائيل ومطعم في تل أبيب.
وقال المتحدث الدولي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، نداف شوشاني، لشبكة سي إن إن إن إن الهجوم أسفر عن مقتل فلسطيني واحد في أريحا نتيجة للهجمات.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي تداولتها وسائل الإعلام الغربية، ومواقع التواصل الاجتماعي، تيارات من الضوء بينما كانت الصواريخ تحلق فوق إسرائيل، مع سحب من الدخان، بينما تم اعتراض بعض الصواريخ أو تفجيرها عند الاصطدام.
وفي رده على الضربات، قال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، إن إيران ستدفع الثمن، وأنهم عازمون على الرد، مضيفًا أن طهران ارتكبت خطأً كبيرًا الليلة، وأنها ستواجه عواقب وخيمة للهجوم، وأن "النظام في إيران لا يفهم تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وتصميمنا على الرد على أعدائنا".
وهدد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري باستهداف البنية التحتية لإسرائيل، إذا اتخذت أي إجراءات انتقامية أخرى ضد طهران، موضحا أنه "إذا أرادت إسرائيل، مواصلة هذه الجرائم أو أرادت القيام بأي شيء ضد سيادتنا وسلامة أراضينا، فإن عملية الليلة ستتكرر عدة مرات أقوى وستستهدف جميع بنيتها التحتية".
كما أكد الحرس الثوري الإيراني أنه مستعد دفاعيًا وعمليًا لتكرار الهجوم الصاروخي الذي نفذه يوم الثلاثاء ضد إسرائيل "بكثافة مضاعفة"، موضحا أنه استهدف إسرائيل ردًا على مقتل نصر الله وآخرين، وفقًا لوكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية الإيرانية.
وأوضح الحرس الثوري أن 90٪ من المقذوفات أصابت أهدافها، قائلاً إن الصواريخ الأسرع من الصوت استخدمت لأول مرة. وقالت مصادر الحرس الثوري الإيراني إن ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية كانت مستهدفة.
بعد الهجوم الإيراني، قالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة إن طهران نفذت ردًا على "الأعمال الإرهابية للنظام الصهيوني"، موضحا أنه إذا تجرأت إسرائيل على "الرد أو ارتكاب المزيد من الأعمال الشريرة، فسوف يتبع ذلك رد لاحق وساحق".
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن الهجمات بدت وكأنها انتهت ولم يعد هناك تهديد من إيران في الوقت الحالي، لكن لا يزال من غير الواضح حجم الأضرار التي لحقت بها.
ويعد هذا الهجوم هو الثاني الذي تنفذه إيران ضد إسرائيل، إلا أنه الأكبر، حيث أطلقت إيران نحو 180 صاروخًا باتجاه إسرائيل، مساء أمس، فيما شهد الهجوم الذي وقع في أبريل الماضي، إطلاق نحو 110 صواريخ باليستية و30 صاروخ كروز باتجاه إسرائيل.
وبدا أن اللقطات التي بثها التلفزيون الإسرائيلي أظهرت بعض الصواريخ وهي تحلق فوق منطقة تل أبيب قبل الساعة 19:45 بالتوقيت في الأراضي المحتلة، وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن معظم الصواريخ أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بينما قال مراسل بي بي سي في القدس إن بعض القواعد العسكرية ربما أصيبت، وأن المطاعم والمدارس أصيبت.
وقالت هيئة الدفاع المدني الفلسطينية في مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة إن رجلاً هناك توفي خلال وابل الصواريخ الإيرانية.
ولم يبلغ المسؤولون الإسرائيليون عن وقوع إصابات خطيرة نتيجة للهجمات الجوية يوم الثلاثاء، لكن مسعفين إسرائيليين قالوا إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة بشظايا.
هل أوقفت القبة الحديدية الصواريخ؟
وتمتلك إسرائيل نظامًا للدفاع الجوي، وأشهرها القبة الحديدية، المصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى من النوع، واعترضت القبة الحديدية بعض من تلك الصواريخ التي أطلقتها إيران مساء أمس، وهو ما يؤدي لخسائر مادية هادية للاحتلال، ووفقا لباحث في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، بحسب تقرير لـ"بلومبرج"، فإن تكلفة كل صاروخ يطلق من القبة الحديدية لاعتراض صاروخي هجومي نحو 40 ألف دولار إلى 50 ألف دولار.
أمريكا تشارك في صد الهجوم
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت لاحق من أمس الثلاثاء إن الهجوم الذي شنته إيران هُزم فعليًا"، حيث أمر الرئيس الأمريكي بمساعدة القوات في الدفاع مع إسرائيل وإسقاط الصواريخ الإيرانية
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل كامل ووصفه بأنه "مهزوم وغير فعال"، موضحا أن إدارته لا تزال تناقش مع إسرائيل نوع الرد المناسب،
وقال: "سنقوم بتصحيح جميع البيانات، ونحن على اتصال دائم بالحكومة الإسرائيلية ونظرائنا، ويبقى أن نرى ذلك".
وقال متحدث باسم البنتاجون إن مدمرات البحرية الأمريكية أطلقت نحو اثني عشر صاروخا اعتراضيا ضد الصواريخ الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أيضا اعتراضات متعددة من قبل الولايات المتحدة.
كذلك قال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي إن القوات البريطانية "لعبت دورها في محاولات منع المزيد من التصعيد" مساء الثلاثاء، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر إن المملكة المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل وتعترف "بحقها في الدفاع عن النفس".
تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل
وفي رد فعل مباشر على الهجوم والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة، أعلنت وكالة ستاندرد أند بورز للتصنيف الائتماني، اليوم الأربعاء، عن خفض تصنيف إسرائيل على المدى الطويل من A+ إلى A، بسبب تزايد المخاطر الأمنية، فضلاً عن إبداء الوكالة نظرتها المستقبلية السلبية.
وأوضحت الوكالة أن "خفض التصنيف يعكس التداعيات على اقتصاد إسرائيل وأوضاع ماليتها العامة"، وتوقّعت "زيادة عجز إسرائيل المالي في الأمدين القصير والمتوسط مع زيادة الإنفاق المرتبط بالدفاع بشكل أكبر".
ومع توقّعها "تأخّر التعافي الاقتصادي في إسرائيل"، خفضت الوكالة توقعاتها للنمو الحقيقي إلى "صفر بالمئة في العام 2024، و2.2 بالمئة في العام 2025".
وكشفت أن "النظرة السلبية لإسرائيل تعكس أيضاً خطر اندلاع حرب أكثر مباشرة مع إيران"، وكذلك "الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، واشتداد قوته، ما يشكل مخاطر أمنية على إسرائيل"، وكذلك "النشاط العسكري في غزة وتصاعد حدة القتال عبر الحدود الشمالية لإسرائيل قد يستمر في العام 2025"، وفقا لما قالته الوكالة.
وهذا القرار هو الخفض الثاني لتصنيف الاحتلال، بعدما خفضت وكالة موديز Moody's الجمعة 28 سبتمبر الماضي، التصنيف الائتماني لإسرائيل إلىBaa1 من A2، وأبقت على توقعاتها للتصنيف عند مستوى "سلبي" وسط تفاقم الصراع في المنطقة.
100 صاروخ يستهدف إسرائيل اليوم
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن جيش الاحتلال أن نحو 100 صاروخ أطلقت على شمال إسرائيل حتى الآن اليوم، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات، موضحة أنه أطلق نحو 100 صاروخ من لبنان على شمال إسرائيل منذ صباح اليوم، وكان آخر وابل من الصواريخ، يضم نحو 10 صواريخ باتجاه منطقة الجليل الغربي وخليج حيفا.