كم ضخم من الشائعات، تواجهه الدولة المصرية في ظل مجموعة من التحديات الإقليمية والخارجية التي تواجهها، وصفها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بأنها "مرعبة"، وتستهدف تشكيك المواطن في الدولة وأدائها، مؤكدا أهمية حرص المواطنين على التماسك الداخلي للدولة المصرية.
وهو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أيام، فأكد خلال حفل تخرج طلاب أكاديمية الشرطة، فقال في رسالته للطلاب وللشعب المصري حينها: "انتبهوا لأن الفترة الحالية والشهور الماضية شهدت كمًا كبيرًا من الشائعات، ندير أمورنا بشكل يحفظ بلادنا والمنطقة ما أمكن".
خطورة الشائعات
وتعمل الحكومة باستمرار على الرد على كم ضخم من الشائعات التي تثار يوميا، بتوضيح الحقائق والمعلومات، عبر أجهزتها ومنها المركز الإعلامي التابع لمجلس الوزراء، كذلك يعقد الوزراء ورئيس الوزراء مؤتمرات دورية، للرد على تلك الأنباء المغلوطة وتوضيح الحقائق للشعب المصري.
وكان آخر الشائعات التي أثيرت خلال الأيام القليلة الماضية تستهدف الوضع في أسوان وإصابة بعض المواطنين بحالات نزلات معوية، نشر أنباء مغلوطة ومعلومات غير صحيحة عن الوضع هناك، وهو ما عملت أجهزة الدولة على توضيح حقيقه، حيث عقد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، مؤتمرا صحفيا من داخل مستشفى الصداقة في أسوان.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان أن ما يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح ونسبة الإشغالات بمستشفيات أسوان حاليا حوالي 37%، موضحا أن هناك منظومة للاطمئنان على سلامة كل نقطة مياه شرب تصل للمواطن، وأنه تم التحرك بسرعة للتعامل ومتابعة الوضع في محافظة أسوان.
مخاطر الشائعات
ويقول اللواء فاروق المقرحي، عضو مجلس الشيوخ، إن البلاد تتعرض لكم هائل من الشائعات وخاصة خلال الآونة الأخيرة بهدف زعزعة ثقة المواطنين في الدولة، وكذلك جرها لحالة من عدم الاستقرار في ظل إقليم مشتعل، فالتحديات تحيط بالبلاد من جميع الاتجاهات، موضحا أن هناك أطراف لا يريدون لمصر الاستقرار، وهذه الشائعات مصدرها إما من أجهزة خارج البلاد أو من أطراف من المناهضين للدولة من تنظيم الإخوان.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك محاولات للتشكيك في الدولة وقراراتها والنيل من ثقة المواطنين في دولتهم واصطفافهم خلف الدولة، مشددا على أنه في الوقت الحالي يجب الحفاظ على قوة وتماسك الدولة، في ظل حالة التوترات الإقليمية، مشيرا إلى أن المهم في الوقت الحالي الوعي واستقاء المعلومات من مصادرها الموثقة، وخاصة أن الدولة تقول الحقائق ولا تخفي شيئا عن المواطنين.
وأكد أن الوعي هو السلاح الوحيد للوقوف أمام أي محاولات للتشكيك في الدولة ويجب على المواطنين الوعي بما يدار في الوقت الحالي وما تشهده المنطقة من اضطرابات هدفها توسيع رقعة الصراع وإعادة تشكيل الشرق الأوسط.
حرب الشائعات
وفي تقرير رسمي أصدره المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بشأن حصاد مواجهة الشائعات وتوضيح الحقائق خلال العام الماضي، أكد أن زيادة انتشار الشائعات أكثر من ضعفين خلال الفترة (2023-2020) مقارنة بالفترة (2019-2016) نتيجة الأزمات العالمية،
ووفقا للتقرير الحكومي، فقد بلغت نسبة الشائعات المتعلقة بالأزمات 53.8% عام 2023، من بينها الأزمة الاقتصادية العالمية بنسبة 48.9%، وأزمة كورونا بنسبة 3.4%، فيما بلغت نسبة شائعات أخرى 1.5%، بينما في عام 2022 بلغت نسبة الشائعات المتعلقة بالأزمات 46%، من بينها 39.6% متعلقة بالأزمة الاقتصادية العالمية، و6.4% متعلقة بأزمة كورونا.
كذلك شهد عام 2023 شائعات مرتبطة بالاقتصاد بنسبة 36.9%، والتموين 21.5%، والطاقة والوقود 11.3%، والحماية الاجتماعية 9.2%، والصحة 6.2%.
ومن أبرز الشائعات المتعلقة التي تلقت بالأزمة الاقتصادية العالمية عام 2023، كانت شائعات اعتزام الحكومة استقطاع جزء من تحويلات المصريين في الخارج، تداول منشور تعليمات منسوب لرئيس مصلحة الجمارك بحظر استيراد عدد من السلع لمدة 3 أشهر، واعتزام الحكومة بيع "شركة مصر للطيران"، فضلا عن شائعات بشأن الاقتصاد، ومنها تعثر مصر في سداد مدفوعات وارداتها من القمح المستورد، بجانب اعتماد مصلحة الضرائب المصرية بعض الشركات كوسيط لإرسال الفواتير لمنظومة الفاتورة الإلكترونية، وإصدار قرار بتحصيل ضرائب على حسابات المصريين بالخارج المستوردين للسيارات.
وكان قطاع التموين من أبرز القطاعات التي شهدت شائعات أيضا، ومن بينها اعتزام الحكومة إلغاء الدعم العيني للسلع التموينية وتحويله إلى دعم نقدي، وتداول منشور منسوب لمجلس الوزراء يحذر من عجز المخزون الاستراتيجي للسلع ودخول مصر في أزمة غذائية، وعلى مستوى الحماية الاجتماعية، كان من بين تلك الشائعات اعتزام الحكومة تقليص المخصصات المالية للمعاشات تزامناً مع الأزمة الاقتصادية العالمية، وصدور قرار بتخفيض قيمة مستحقات برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة" نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية.