أقام مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما، ندوته الأولى، حول فن المونودراما، ورحلة مكرمي المهرجان مع المسرح، وذلك بحضور رئيس ومؤسس المهرجان دكتور أسامة رؤوف، وحاضر بالندوة المخرج والمؤرخ المسرحي دكتور عمرو دوارة، ومشاركة الناقد والكاتب أحمد خميس، و عدد من الصحفيين والمسرحيين.

 وفي البداية رحب دكتور أسامة رؤوف، بالحضور وأعرب عن سعادته بمشاركة المخرج والمؤرخ المسرحي دكتور عمرو دوارة في ندوات المهرجان، وتقديمه لندوة حول رحلة ومسيرة مكرمي المهرجان.

فن المونودراما

وفي بداية كلمته قام دكتور عمرو دوارة، بإلقاء الضوء على فن «المونودراما» والتعريف به موضحا أن المسرح بدأ تاريخيًا بالمونودراما، وعاد من جديد ليقدم وينتشر في بداية القرن الحادي والعشرين، فالمسرح الإغريقي، في القرن السادس قبل الميلاد بدأ بالممثل الواحد، وذلك من خلال «ثسبيس»، ومن بعده إدخال الممثل الثاني والثالث، حتى وصل العرض المسرحي  للشكل المتعارف عليه.

وأوضح«دوارة» عن سبب عودة المسرحيين إلى تقديم «المونودراما» أن الإنسان، في القرن الحادي والعشرين، بدأ يشعر بالوحدة والاغتراب، فلذا يريد أن يعبر عن مشاعره في هذا العالم عن حالته النفسية، ومشاعره الفردية وأزماته النفسية الكبيرة التي يعيشها وسط المجتمع، وسط هذا العالم الكبير، إضافة أنه هذا الفن تتسم بتكلفة إنتاج منخفض، وممثل ومخرج يمكن أن تقدم بيسر في أي مكان.

وأكد «دوارة» دوارة أن مصر قدمت المونودراما منذ عقود طويلة في رحلة الفن المصري، وأول دولة تقدم عروضت للمونودراما، في الوطن العربي، منها عرضًا للمخرج سمير العصفوري بقاعة 1979 م أن تسمى باسم «صلاح عبد الصبور»، وقدمنا أول مهرجان للمونودراما للجمعية المصرية للهواة المسرح عام 1984م

رحلة المكرمين

وفي حديثه استعرض « دوارة»، رحلة وتاريخ المكرمين،  وعن الثلاثة المصريين الذي خاضوا رحلتهم مع المسرح المصري منذ عقود طويلة، فالفنانة نيللي أكثر المكرمين المصريين مشاركة في المسرح، وبدأت في رحلتها على المسرح  وقدمت الدلوعة 1969م، وقدمت العديد من العروض المسرحية بعد ذلك منها «سندريلا والملاح، «كباريه، «العيال الطيبين»، الدنيا دولاب»،  عريس في إجازة وغيرهم، والفنان هاني رمزي بدأ رحلته مع مسرحية «تخاريف» 1989 م واستكمل رحلته في عدة عروض مسرحية يعرفها الجمهور العام منها«ألابندا، كده وكيه» وآخرهم مسرحياته «أبو العربي 2021»، ولكنه رغم مهارته وقدرته على تقديم المونوداما لكنه لم يقدمها.

وكذلك الفنانة إلهام شاهين بدأت رحلتها في السبعينيات بالقرن الماضي وقدمت العديد من المسرحيات من المحلية والعالمية منها «كاليجولا»، وقدمت المصيدة»، «بهلول في اسطنبول» 1995م وغيرهم من صنفي الدراما الكوميديا والتراجيديا.

وعن الفنانين المكرمين من الوطن العربي لهم أثرهم الكبير في مسرحهم المحلي والعربي، فالفنان غنام غنام مؤسسا لفرق مسرحية منذ بداياته، حيث شارك في فرقة «المسرح الحر» بالأردن وهو «رجل مسرح»،  بمعنى الكلمة فشارك بالمسرح العربي، ممثلًا ومؤلفًا ومخرجًا مسرحيًا ونشاطا مسرحية له تاريخ طويلة وتجارب عديدة تمتد لعقود سابقة وحاصل على  الكثير من  التكريمات والأوسمة  والجوائز والمراكز الأولى في المهرجانات المحلية بالأردن والإمارات و المهرجانات الدولية من بينها مونودراما «سأموت في المنفى»، «بأم عيني» 1984، ومن عروضه الأخرى المتميزة عرض «ليلك ضحى» واختياره يمثل تميزا كبيرا في المكرمين.

واستكمل «دوارة»  يكرم المهرجان الفنان العراقي دكتور جبار جودي، صناعًا للسينوغرافيا متميزًا، ويدعم جميع الفنانين من خلال كونه نقيب الفنانين العراقيين يسعى دائمًا لانتشار وتقديم المسرح العراقي في المحافل المحلية والعربية والدولية، وله العدي من التجارب المسرحية المميزة.

ويكرم المهرجان الفنان التونسي محمد منير العرقي رئيس لجنة تنظيم أيام قرطاج المسرحية الدورة 25 لعام 2024، وناشط مسرحي عربي بارز فهو مدير إدارة المسرح الفنون الركحية، وعضو هيئة مهرجان أسبوع للمسرح التونسي 2021، أيضا عضو مجلس المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاور مختص في فنون الأداء المسرحي والدرامي 2020، عضو الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية لسنوات، لسنوات عديد

وشارك «العرقي» في العديد من المهرجانات الدولية كعضو لجنة التحكيم، وأخرج عدد كبير من المسرحيات منها «ما يراوش، القبلة، العسّاس، شريفة عفيفة، رقصة الكمنجة، اليمامة أم الغراب».

وأخرج «العرقي» للمونودراما «واحد منا» وقدم للمسرح «أنا والكونترباص» و «سعدون 28»، وذلك مع نجوم الدراما في تونس وشارك في عدة فعاليات عالمية، كما شارك بالتمثيل فى العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية 

واختتم «دوارة» مؤكدا على ضرورة أن نحسن الاختيار في جانب ومجال المكرمين ممن أثروا المسرح المصري والعربي ممكن يستحقون التكريم، وقدم الشكر للمسرح العربي وصناعه، المهرجان على حسن اختيار المكرمين.

تقام الدورة السابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، في الفترة من 1 حتى 5 أكتوبر المقبل، ويشارك فيها عدد من الدول العربية والأجنبية هم.. «مصر وفلسطين والمغرب والإمارات والسودان والأردن وتونس والعراق والجزائر وسلطة عمان والسعودية والكويت ولبنان وكندا واليونان وإسبانيا وكوريا وإيطاليا والمجر»، ويهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على فن المونودراما، وتبادل الخبرات مع فناني المونودراما من مختلف أنحاء العالم.