السبت 5 اكتوبر 2024

اكتشاف مومياء تظهر حياة النخبة غير الملكية في مصر القديمة

جانب من الاكتشاف والذي يظهر التابوت المزدوج في حجرة دفن عيدي

ثقافة3-10-2024 | 09:59

إسلام علي

تمكنت البعثة الأثرية المشتركة بين "جامعتي سوهاج وبرلين" من اكتشاف حجرة جنائزية لسيدة تدعى "إيدي"، ابنة محافظ إقليم أسيوط خلال عهد الملك سنوسرت الأول "1961-1915" ق.م، والمعروفة باسم "جيفاي حابي".

 

جرى هذا الاكتشاف أثناء أعمال تنظيف مقبرة والدها، والتي تعدّ أكبر مقبرة غير ملكية في مصر في ذلك العصر، مما يبرز مكانة جيفاعي حابي كأحد أكثر حكام المنطقة نفوذًا آنذاك.

 

تفاصيل عن الاكتشاف

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الحجرة الجنائزية تم العثور عليها على عمق نحو 50 قدمًا باتجاه الشمال داخل بئر المقبرة، واحتوت على تابوتين مزخرفين بنقوش تصف رحلة المتوفاة إلى العالم الآخر، إذ بلغ طول التابوت الداخلي 2.30 متر والخارجي 2.62 متر، ويعدان من أروع ما عثر عليه في المنطقة.

 

 

كما اكتشف العلماء غطاء التابوت الداخلي وصندوقًا يحتوي على جرار كانوبية لحفظ أعضاء المتوفاة المحنطة، إلى جانب العديد من التماثيل الخشبية، ورغم تعرض هذه القطع للنهب والتدمير في العصور القديمة، فإنها تظل دليلًا مهمًا على طقوس الدفن ومكانة "إيدي" الاجتماعية.

 

نهب وتدمير التراث الثقافي

 

كشفت التحقيقات الأولية أن اللصوص في العصور القديمة قاموا بنهب الحجرة الجنائزية وتدمير مومياء "إيدي" وأوانيها الكانوبية، إلا أن الفحوصات أظهرت أن "إيدي" توفيت قبل بلوغها الأربعين، وكانت تعاني من تشوه خلقي في قدمها أثر على حياتها.

 

يمثل هذا الاكتشاف قيمة كبيرة ليس فقط بفضل القطع الأثرية المكتشفة، ولكن أيضاً لما يقدمه من معلومات عن الحياة والموت لأفراد النخبة في مصر القديمة.

 

تسلط مقابر حكام مثل جيفاعي حابي وابنته الضوء على الهياكل الاجتماعية والسياسية والدينية في تلك الفترة، وتتيح للعلماء فهمًا أعمق لحياة الحكام الإقليميين وأسلوب معيشتهم.

 

ستواصل البعثة أعمال التحليل العلمي للبقايا الهيكلية للحصول على معلومات أوسع حول صحة "إيدي" وظروف حياتها ووفاتها، كما يُتوقع أن تقدم الدراسات الجديدة رؤى إضافية عن حكم جيفاعي حابي والسياق التاريخي لعصره.