السبت 5 اكتوبر 2024

دراسة حديثة: وصول الفايكنج إلى أمريكا الشمالية قبل كولومبوس

الغينات التي استخدمت في إجراء الحمص النووي_المتحف الكندي للطبيعة في أوتاوا

ثقافة5-10-2024 | 01:01

إسلام علي

نجح فريق بحثي دولي بقيادة جامعة لوند في السويد في تتبع مسارات تجارة عاج الفظ خلال عصر الفايكنج، وذلك بفضل تحليل الحمض النووي لعاج الفظ القديم.

 

ما قبل كولومبوس.. تجارة الفايكنج في أمريكا الشمالية

وقد أظهرت النتائج أن الفايكنج الإسكندنافيين وشعوب القطب الشمالي الأصليين ربما كانوا يتاجرون بالعاج في مناطق نائية من جرينلاند القطبية الشمالية، وذلك قبل قرون من "اكتشاف" كريستوفر كولومبوس لأمريكا الشمالية، هذه الدراسة نُشرت في مجلة Science Advances.

وعلق الباحث بيتر جوردان قائلاً: استنتجنا من البحث أن معظم عاج الفظ الذي تم تصديره إلى أوروبا كان مصدره مناطق صيد بعيدة جدًا في عمق القطب الشمالي، وأضاف: كان يُعتقد سابقًا أن النورسيين "الفايكنج" يصطادون بالقرب من مستوطناتهم الرئيسية في جنوب غرب جرينلاند".

 

القدرات البحرية للفايكنج

تمكن الباحثون عبر استخراج الحمض النووي من عينات فرس البحر من مواقع متعددة في منطقة القطب الشمالي الأطلسي، من مطابقة هذه العينات مع مناطق صيد محددة كان النورسيون يتاجرون بها مع الأوروبيين.

 

ووفقاً للدكتور مورتن تانج أولسن من معهد جلوب في كوبنهاجن، هذا البحث أثار تساؤلات حول القدرات البحرية للنورسيين على الوصول إلى تلك المناطق الجليدية الخطرة.

 

نماذج للمحاكاة.. كيف استطاع النورسيون الوصول إلى أمريكا الشمالية

أجرى جرير جاريت من جامعة لوند تجارب إبحار باستخدام قوارب نوردية تقليدية، لمحاكاة رحلات الصيد القديمة، وذكر جاريت أن الصيادين ربما كانوا يغادرون مع تراجع الجليد، وكان لديهم فترة قصيرة جدًا للصيد ومعالجة العاج قبل أن تعود البحار للتجمد.

 

تشير الدراسة أيضًا إلى أن مناطق الصيد هذه لم تكن مهجورة، بل كانت موطنًا لشعب ثول الإنويت وشعوب أخرى من القطب الشمالي، هذه النتائج تقدم دليلًا إضافيًا على اللقاءات المبكرة بين النورسيين الأوروبيين والسكان الأصليين لأمريكا الشمالية، مؤكدة أن المياه الشمالية القطبية كانت محورًا مهمًا لتلك التفاعلات الثقافية.

 

يختم بيتر جوردان بقوله: "رغم أننا لا نعرف تفاصيل دقيقة حول تلك اللقاءات، فإنها كانت على الأرجح مزيجًا من الفضول والإثارة، وما زلنا بحاجة إلى المزيد من البحث لفهم هذه التفاعلات بشكل أعمق من منظور السكان الأصليين وكذلك من منظور النورسيين"، وذلك طبقا لما ذكره الموقع الرسمي لجامعة لوند.