بضربة إرادة واحدة تمت المعجزة.
تحولنا من كائنات لا كرامة لها، كائنات كالسائمة أو الحيوان إلى بشر ذوي كرامة.
بضربة إرادة واحدة ردت إلينا كرامتنا وعادت إنسانيتنا.
لم أكن أعلم أن الفرد باستطاعته حين يجمع إرادته أن يحتوي فيها إرادة أمة وتاريخ شعب وقدرة وحضارة.
ولكن البطل أنور السادات غير مفهومي، سحق الهزيمة الكامنة في كل منا حين قرر العبور.
فبقراره لم يعبر جيشنا فقط ولكن شعبنا عبر معه فيافي الذلة والمسكنة، عبر الصغائر والحقارات، عبر الآلام التي لا يطيقها بشر، آلام العجز عبر الحياة كيف اتفق إلى الحياة كما يجب أن تكون.
كان العبور هو الخلاص.
يا لسعادتي وأنا أسمع إسرائيل تتحدث عن "العدوان" المصري.
يا لوقع الكلمة الحبيبة في أذني أننا أخيرا أصبحنا معتدين.
نحن أصحاب حق ولا يستعيد الحق إلا أصحاب معتدون.
أكاد لا أصدق كل ما يحدث.
أحقا أصبحنا نقاتل لاستخلاص ارضنا وكرامتنا؟
أحقا ثبت لنا اننا لا عيب فينا وإنما العيب دائماً في الظروف ؟
أحقا عبرنا القناة ونحرر سيناء ونحطم المدرعات ونسقط الطائرات ونأسر منهم مئات ؟
أحقا يحدث هذا كله
بأيدى مصريين مثلي ومثلك ؟
ألم أقل إنها المعجزة
معجزة إرادة الأمة حين تحتويها إرادة بطل.
فبهذا وبهذا وحده تتحقق المعجزات.
* الهلال ١/١٠/١٩٧٦