الأحد 6 اكتوبر 2024

اكتشاف بقايا حضارات ترجع إلى 13000 ألف سنة بشبه جزيرة يوكاتان

إحدى بقايا حضارة المايا

ثقافة6-10-2024 | 21:35

إسلام علي

تُعتبر الكهوف تحت الماء في شبه جزيرة يوكاتان نافذةً على الماضي البعيد، فعلى مدار مليوني عام، ومع تغير دورات الجليد، تحولت هذه الكهوف بشكل جذري، حين كان مستوى سطح البحر مرتفعًا، غمرت المياه هذه الكهوف، مما أدى إلى توسعها، أما خلال العصور الجليدية، فقد جفت هذه الكهوف نتيجة لانخفاض مستوى سطح البحر، ما أتاح للترسبات الطبيعية، مثل الصواعد والهوابط، تشكيل منظر الكهوف المميز، ومع ارتفاع مستويات المياه من جديد خلال الدورات التالية، غمرت الكهوف مرة أخرى، مما ساهم في الحفاظ عليها وعلى ما تحتويه.

تجربة الغوص في كهوف المكسيك

استكشفت الكهوف المكسيكية المغمورة بالمياه لمدة عشر سنوات، موثِّقًا أنفاقها المظلمة وأسرارها الغامضة، وتُعتبر هذه الكهوف بمثابة كبسولة زمنية تعود بنا إلى ما قبل 8000 عام، عندما كانت المياه تغمر هذه الأماكن.

تضم هذه الكهوف بقايا أحفورية وآثارًا محفوظة تحت الماء، مما يجعلها موقعًا فريدًا للغواصين الذين يسافرون عبر الزمن لاستكشاف عصر ما قبل التاريخ.

المياه الجوفية في شمال شبه جزيرة يوكاتان

تمثل الكهوف المغمورة بالمياه جزءًا من نظام مياه جوفية ضخم تحت سطح الأرض في شمال شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك، تُنقل المياه عبر أنفاق تحت الأرض تشبه الأوعية الدموية التي تنقل الحياة إلى مختلف أشكال الكائنات الحية في المنطقة، ويُعتبر هذا النظام المائي مقدسًا لدى شعب المايا، الذين أسسوا حضارتهم حول هذه الكهوف منذ حوالي 4000 عام.

أهمية الكهوف في حضارة المايا

اعتمد شعب المايا على هذه الكهوف كمصدر رئيسي للمياه العذبة خلال مواسم الجفاف، حيث بنيت مستوطناتهم الكبرى بجوار هذه الكهوف.

لم تكن هذه الكهوف مصدرًا للمياه فقط، بل كانت أيضًا مواقعًا مقدسة تستخدم في طقوس العبادة المرتبطة بالحياة والموت والبعث.

الكهوف كمواقع للعبادة والطقوس

كانت الكهوف، وفقًا لتقاليد المايا، تمثل مدخلًا إلى العالم السفلي الغامض المعروف باسم "شيبالبا"، حيث كانت تقام الطقوس لتكريم الآلهة والسعي للحصول على الحماية، كان إله المطر والزراعة "تشاك" هو الحامي لهذا العالم السفلي.

اكتشاف البقايا البشرية والحفريات

عند الغوص في أعماق هذه الكهوف، يمكن رؤية بقايا أثرية وبشرية محفوظة لم تمس منذ قرون، تعود هذه البقايا إلى حضارة المايا، إلا أن الأدلة تشير إلى وجود بشري في المنطقة يعود إلى أكثر من 13000 عام، تم العثور على جماجم مشوهة تدل على تقاليد المايا الخاصة بتشكيل جماجم أطفالهم بشكل معين كرمز للقوة.

دور الكهوف كمأوى في العصور القديمة

تشير الأدلة إلى أن الكهوف كانت تستخدم كمصدر للمياه وأماكن للإيواء خلال العصور القديمة، في تلك الحقبة، كان مستوى المياه أقل بنحو 300 قدم عن المستويات الحالية، ما دفع السكان القدامى لاستكشاف الكهوف العميقة للوصول إلى المياه، كما استخدمت هذه الكهوف لدفن الموتى والزينة الشخصية.

فنون ما قبل التاريخ في الكهوف

يمكن مشاهدة أمثلة على الفن القديم داخل الكهوف، مثل التماثيل المنحوتة، واللوحات الجدارية التي تصور الحروب والآلهة والقصص، يعود تاريخ هذه الكنوز الفنية إلى أكثر من 8000 عام، وهي تعتبر أدلة ثمينة على ثقافات ما قبل التاريخ.

 

الحفريات المنقرضة داخل الكهوف

تحتوي الكهوف المغمورة بالمياه على حفريات حيوانات ضخمة انقرضت منذ زمن طويل، مثل الكسلان الأرضي الضخم والحيوانات الضخمة الأخرى، هذه الحفريات تمثل أدلة مهمة على التنوع البيولوجي القديم وتوضح تطور الأنواع عبر الزمن.

 

اللغز الغامض لانقراض الحيوانات الضخمة

بعد وصول الإنسان إلى شبه جزيرة يوكاتان، تعرضت الثدييات الضخمة للصيد حتى الانقراض، تم العثور على حفريات تشير إلى تعرض هذه الحيوانات للذبح باستخدام أدوات حجرية، مما يدعم الفرضية القائلة بأن الصيد البشري كان أحد أسباب انقراضها.

 

مساهمات العلماء في اكتشاف الأسرار

يواصل العلماء استكشاف هذه الكهوف المغمورة بالمياه بهدف حل الألغاز العلمية وفهم أعمق لتاريخ البشرية والتنوع البيولوجي، على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، فإن غالبية هذه الأسرار ما زالت مخفية بانتظار اكتشافها، وذلك طبقا لما ذكرته مجلة سميثسونيان.