الجمعة 18 اكتوبر 2024

«هنري فيلدنج».. القاضي الذي احترف العمل المسرحي والأدب

هنري فيلدنج

ثقافة8-10-2024 | 15:59

همت مصطفى

 كاتب إنجيزي يعود إلى القرن الثامن عشر، وهو معروف باسم مؤلف رواية  «Tom Jones»،  وشتهر  بالكتابات الساخرة، حيث  كتب العديد من الكتابات الساخرة ةالكوميدية كمحاكاة لبعض الأعمال الموجودة مسبقًا إنه القاضي الأديب هنري فيلدنج.

 

ولد الروائي البريطاني هنري فيلدنج في سومسرت بالقرب من جلاستون بوري بإنجلترا في 22 إبريل عام 1707، وعمل والده عند جون تشرشل، دوق مارلبورو، وكان جنرالا في القرن الثامن عشر، في حين كانت والدة «فيلدنج» ابنة قاض. توفيت والدته عندما كان هنري في سن الحادية عشرة.

رحلة هنري فيلدنج مع الأدب والقانون

ارتاد هنري إلى كلية إيتون لدراسة الأدب الكلاسيكي، وهناك التقى جورج ليتلتون والذي أصبح لاحقًا رجل دولة، وخلال هذا الوقت بدأ هنري بكتابة المسرحيات،  وفي عام 1728م انتقل «فيلدنج» إلى جامعة ليدن في هولندا لدراسة الأدب الكلاسيكي والقانون. ومع ذلك، اضطرته مشاكل مالية للتخلي عن دراسته والعودة إلى دياره بعد بضعة أشهر.

عمل هنري فيلدنج ككاتب مسرحي ليكسب عيشه، وكان له فكره الخاص به، كتب مسرحيات كانت تنتقد علنًا ​​حكومة رئيس الوزراء، حينذاك السير روبرت والبول، لكن بعض القوانين منعته من حرية الكتابة المسرحية مما أضره للتخلي عنها والبدء بمسيرته للعمل في مجال القانون وأصبح محاميًا.

 

ولم يتوقف «فيلدنج» عن الكتابة رغم ذلك وواصل الكتابة وأيضًا عمل في تحرير صحيفة تصدر ثلاث مرات أسبوعيًا، «Champion; or, British Mercury»،  واستمر من 1739 إلى يونيو 1741م.

 

لكنه استمر في الكتابة وأنتج أعمالًا ساخرة مثل «توم جونز» و «جوزيف أندروز» التي جعلته أكثر شعبية، احترف «فيلدنج» العمل المسرحي فكتب بعد أن صار مدير مسرح نحو خمس وعشرين مسرحية، من أشهرها المسرحية الهزلية «إبهام طوم» عام 1730م تم استدعائه عام 1740 إلى المحكمة، وعين قاضي صلح في وستمينستر عام 1748م، وفي ميدلسكس عام 1749م.

 

الرواية الأولى لـ «فيلدنج»

 

في تلك الفترة، بدأت حياة  «فيلدنج» الروائية براوية «تاريخ مغامرات جوزيف أندروس وصديقه السيد أبراهام آدامس»، وهي عبارة عن محاكاة ساخرة للرواية الوجدانية الأخلاقية الشهيرة باميلا عام 1741م، التي كتبها المؤلف البريطاني صمويل ريتشاردسون،  لكن موهبة «فيلدنج  في عرض الشخصيات وتصوير بيئة الطبقات الدنيا جعلت روايته المذكورة أكثر من مجرد محاكاة ساخرة.

 

نشر  «فيلدنج»  في العام 1749م روايته الأولى الذي اعتبره النقاد من أعظم الروايات الإنجليزية،  وتحولت هذه الرواية في العام 1962م إلى فيلم ناجح بعنوان «توم جونز».

 

وكان  «فيلدنج» مسؤولًا إلى حد كبير عن قوانين الترخيص التي من شأنها أن تمارس سيطرة كبيرة على المسارح البريطانية لأكثر من قرنين من الزمان.|أسس مع اخيه غير الشقيق جون فيلدينج أول قوة شرطة محترفة في لندن، وشقيقة «فيلدنج»، سارة فيلدينج، كانت أيضًا كاتبة ناجحة والأمر المثير للاهتمام أكثر من ذلك أن رواية سارة فيلدينج The Governess (1749) ، وهي أول رواية إنجليزية مكتوبة للأطفال.

 

ساعد «فيلدنج» فيما عرف باسم الحرب الورقية  في 1752-1753، حيث كان الروائيون يهاجمون بعضهم البعض في كتيبات ومنشورات، كتب «فيلدنج» روايته الأولى لأنه اشمئز من رواية كتبها صمويل ريتشاردسون، كما كتب  «فيلدنج» العديد من الأشعار والمقالات السياسية، واكتسب سمعة حسنة لشجاعته في محاربة الجريمة في مدينة لندن. 

 معاناة ورحيل 

عانى هنري فيلدنج من النقرس الذي ساء في أوائل خمسينات القرن السابع عشر، وبحلول عام 1752م، كان عليه في كثير من الأحيان استخدام العكازات أو كرسي متحرك وساءت صحته بسرعة،قد أجبره المرض في العام 1753م على ترك منصبه كقاضٍ، ثم سافر إلى البرتغال أملًا في علاج مشاكله الصحية في صيف عام 1754م، ثم توفي في لشبونة في 8 أكتوبر 1754م.

 

 أول وأشهر الروايات .. «تاريخ توم جونز اللقيط» 

و تعرف  رواية « تاريخ توم جونز اللقيط» باسم «توم جونز»،  وهي رواية كوميدية من صنف الروايات التشردية،  نشرت لأول مرة في 28 فبراير 1749م في لندن، وهي من أوائل أعمال النثر الإنجليزية التي توصف بأنها رواية،  وتعتبر أقدم رواية ذكرها سومرست موم في كتابه « الروائيون العظماء ورواياتهم » الذي كتبه عام 1948 من بين أفضل عشر روايات في العالم.

 

يبلغ عدد كلمات الرواية 346,747 كلمة، وتقسم أحيانا إلى 18 كتابا أصغر، كل يسبقه فصل استطرادي، وأغلبها على موضوعات لا علاقة لها بالكتاب نفسه،  وهو مهدى إلى جورج ليتلتون.

 

رغم طول  رواية  «تاريخ توم جونز اللقيط » فإنها على درجة عالية من التنظيم. جادل كوليردج أن لدى الرواية «أكثر ثلاث قطع مثالية على الإطلاق،  رغم أن الناقد صامويل جونسون احتج على أبداه فيلدينج «من تمييز قوي بين الحق والباطل»، تم استقبال الرواية بحماس من قبل الجمهور العام وقتها، و تعتبر رواية «توم جونز» بصفة عامة أعظم كتاب فيلدينج، وكما أنها مؤثرة في الأدب الإنجليزي.