الأحد 13 اكتوبر 2024

جوتيريش: مشروع القانون الإسرائيلي بوقف عمل "الأونروا" ضربة موجعة للاستجابة الإنسانية في غزة

أنطونيو جوتيريش

عرب وعالم9-10-2024 | 11:21

دار الهلال

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش من أن مشروع القانون المعروض على الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بشأن وقف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من المرجح أن يوجه ضربة مروعة للاستجابة الإنسانية الدولية في غزة وفي سائر الأرض الفلسطينية المحتلة، إذ يتعلق مشروع القانون بإنهاء أنشطة ومزايا "الأونروا" في إسرائيل.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، حذر جوتيريش أيضا من أنه إذا تمت الموافقة على هذا التشريع، فإنه سوف يتعارض بشكل كامل مع مـيثاق الأمم المتحدة وينتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي، مؤكدا أن التشريعات الوطنية لا يمكنها أن تغير هذه الالتزامات.

وقال الأمين العام إنه كتب مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعبر له عن قلقه العميق إزاء مشروع القانون الذي قد يمنع الأونروا من مواصلة عملها الأساسي في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرا إلى أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يخنق الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية والتوترات في غزة، بل وفي الأرض الفلسطينية المحتلة بأكملها ومن شأنه أن يشكل كارثة في ظل كارثة كاملة.

وأضاف أن هذا التشريع من شأنه أن ينهي فعليا التنسيق لحماية قوافل الأمم المتحدة ومكاتبها وملاجئها التي تخدم مئات الآلاف من الناس"، مؤكدا أنه بدون الأونروا، سيتوقف تماما توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية لمعظم سكان غزة. كما أكد أنه بدون الأونروا، سيخسر 660 ألف طفل في غزة الكيان الوحيد القادر على إعادة بدء التعليم، مما يعرض مصير جيل كامل للخطر، ستتوقف أيضا العديد من الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

ومن الناحية السياسية، قال جوتيريش إن مثل هذا التشريع سيشكل انتكاسة هائلة لجهود السلام المستدام وحل الدولتين مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وانعدام الأمن، مشيرا إلى أن مشروع القانون هذا يأتي في وقت يستمر فيه الوضع بغزة في دوامة الموت، واصفا التطورات الأخيرة في الشمال بأنها مروعة بشكل خاص.

وأوضح أن الكابوس في غزة يدخل الآن عامه الفظيع الثاني، مشيرا إلى أن هذا العام كان حافلا بـ "الأزمات الإنسانية والسياسية والدبلوماسية والأخلاقية"، وأن غزة تحولت إلى مركز لمعاناة إنسانية يصعب تصورها في أعقاب الهجمات المروعة التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر.

وأشار الأمين العام إلى أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون مخاطر هائلة غير مسبوقة، حيث قتل العديد من أعضاء أسرة الأمم المتحدة، وكان الغالبية العظمى منهم جزءا من وكالة الأونروا التي تشكل العمود الفقري لعمليات الإغاثة الإنسانية في غزة، مؤكدا أنه في خضم كل هذه الاضطرابات، أصبحت الأونروا ضرورية أكثر من أي وقت مضى ولا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها.

وأوضح أن التطورات الأخيرة في شمال قطزة مروعة بشكل خاص، إننا نشهد تكثيفا واضحا للعمليات العسكرية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن حوالي 400 ألف شخص يضطرون مرة أخرى للانتقال جنوبا إلى منطقة مكتظة وملوثة وتفتقر إلى أساسيات البقاء على قيد الحياة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الهجمات في لبنان - بما فيها الهجمات على المدنيين - تهدد المنطقة بأسرها، مشيرا إلى إن الأيام القليلة الماضية شهدت تكثيفا في تبادل إطلاق النار بين حزب الله وجهات أخرى في لبنان مع الجيش الإسرائيلي، عبر الخط الأزرق، "في تجاهل تام لقراري مجلس الأمن 1701 و1559".

وأشار جوتيريش إلى أن الضربات الإسرائيلية واسعة النطاق في عمق لبنان، بما في ذلك بيروت، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص على مدى العام الماضي و1,500 شخص خلال الأسبوعين الماضيين فقط، مشيرا إلى أن عدد القتلى تجاوز بالفعل ضحايا حرب 2006 في لبنان ، وتسببت الهجمات التي شنها حزب الله وجهات أخرى جنوب الخط الأزرق إلى مقتل 49 شخصا على الأقل خلال العام الماضي.

وعلى الصعيد الإنساني، شدد الأمين العام على ضرورة بذل مزيد من الجهود، مبينا أن النداء الإنساني من أجل لبنان الذي تبلغ قيمته 426 مليون دولار لم يتم تمويله سوى بنسبة 12%. وحث المانحين على تكثيف جهودهم.

وقال جوتيريش إن قوات "اليونيفيل" تواصل تنفيذ تفويضاتها إلى أقصى حد ممكن، مشيرا إلى أن بعثة حفظ السلام تعتمد على الامتثال الكامل من جانب كافة الأطراف، موضحا أن "رجال ونساء اليونيفيل يخدمون في بيئة تعد اليوم الأكثر تحديا لقوات حفظ السلام في أي مكان".

وحذر من أن الصراع في الشرق الأوسط يزداد سوءا على رأس كل ساعة، وهو بمثابة برميل بارود وتحمل أطراف عديدة أعواد ثقاب"، مشيرا إلى أن كل ضربة جوية، وكل صاروخ يُطلق، يدفع السلام بعيدا عن متناول اليد ويجعل المعاناة أسوأ لملايين المدنيين المحاصرين.