نحتفل في 9 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للبريد، وذلك بهدف إذكاء الوعي بدور البريد في الحياة اليومية للأفراد والعلاقات، فضلا ًعن إسهامها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية العالمية، وفي إطار احتفالنا بتلك المناسبة، نتساءل كيف أثر تحول الرسائل الورقية الي الكترونية في عالمنا الرقمي المتسارع، على طبيعة علاقاتنا؟ وهل جعل التواصل أسهل أم أكثر تعقيدًا؟
ومن جهتها تقول الدكتورة، سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريح خاص لبوابة " دار الهلال"، أن اليوم العالمي للبريد، هو مناسبة رائعة للتفكير في تطور التواصل بين الأفراد، وكيف غيرت التكنولوجيا سلوكنا وعلاقاتنا، خاصة أن الرسائل الإلكترونية لعبت دورًا حاسمًا في هذا التحول، وانطوت على العديد من المزايا والعيوب، منها ما يلي:
أصبحت الرسائل تصل في لحظات، مما يسرع التواصل ويقلل من الانتظار، ولكن هنا يتوجب على المرسل التآني والصبر قبل إرسال ما يريده، خشية من كتابة شيء في لحظات الغضب والتهور، يسبب الندم فيما بعد.
أصبح من السهل التواصل مع أي شخص في أي مكان في العالم، وبمجرد ضغطة زر، كما اتاحت المحادثات الفورية تبادل الرسائل بشكل متكرر.
فقدنا اللمسة الشخصية، حيث غياب لغة الجسد ونبرة الصوت، وأصبح فهم المعنى صعبًا في بعض المحادثات.
سهولة كتابة الرسائل دون تفكير قد تؤدي إلى استخدام لغة مسيئة أو عنيفة، فهناك حالات طلاق تمت من خلال إرسال المحادثات الالكترونية، بسبب غياب المراجعة والتآني.
أصبحت العلاقات الانسانية، أكثر سطحية وأقل عمقًا في بعض الأحيان، حيث يعتمد الكثير على التواصل الرقمي.
قد يصعب حل الخلافات عبر الرسائل النصية، حيث يفتقد التواصل إلى الدفء والتفاهم المتبادل.
يمكن أن يؤدي الإفراط في الاعتماد على الرسائل الإلكترونية إلى إهمال العلاقات الشخصية المباشرة.
وأضافت أستاذ علم النفس الاجتماعي، أنه ينبغي عند التواصل عبر الرسائل الإلكترونية، أن نراعي النقاط الآتية:
يجب استخدم لغة واضحة ومباشرة لتجنب سوء الفهم.
قبل إرسال الرسالة، يجب أن نأخذ وقتًا للتفكير والتآني في محتواها وتأثيرها، ونراجعها أكثر من مرة قبل الضغط على زر الارسال، وعلى المتلقي أن ينتظر قليلا قبل الرد.
يجب استخدام الرموز التعبيرية بحذر، حيث يمكن أن تساعد في نقل المشاعر، أو إثارة الغضب والشعور بالاستهزاء والسخرية.
لحل المشكلات المعقدة، علينا أن نتواصل مباشرةً، أو عبر مكالمة هاتفية، لتجنب سوء الفهم.
واختتمت مؤكدة على أن الرسائل الإلكترونية أداة قوية للتواصل، ولكن يجب استخدامها بحكمة، من خلال الوعي بمميزاتها وعيوبها، حيث يمكننا الاستفادة منها بشكل إيجابي وتعزيز علاقاتنا الاجتماعية، وأن يكون هناك ميزان للكلمة في وقت الانفعال والغضب.