الأربعاء 9 اكتوبر 2024

فى يوم البريد العالمي .. الفراعنة أول من أرسل الرسائل علي ورق البردي

متحف البريد في العتبة

تحقيقات9-10-2024 | 14:02

150 عاما مرت على تأسيس الاتحاد البريدي العالمي، سبقها عقود من التواصل عبر البريد الذي كان من أقدم وسائل التواصل بين البشر، لتصبح بعد ذلك الخدمات البريدية من أهم سمات العصر، ورغم التواصل بغيره من وسائل التواصل يظل البريد له مكانته في المجتمعات، ويحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للبريد.

وكانت مصر من أوائل الدول العربية التي أصدرت طوابع البريد سنة 1866م، كما أنها من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي أنشأت متحفاً للبريد سنة 1934م يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات النادرة لتاريخ البريد المصري، وأبرزها لوحة مرسومة يدوياً من طوابع البريد تجسد منظر الأهرامات وأبو الهول استخدم الفنان في صنعها 15 ألف طابع بريدي، ويعد المتحف شاهداً على هذا التاريخ الطويل.

تاريخ البريد في العالم

وبات البريد محور الاتصالات واللقاءات بين كافة دول العالم، من خلال الخدمات البريدية التي تقدمها الحكومات، والتي تشمل الرسائل والبريد السريع والمطبوعات والعينات والطرود، هذا بالإضافة إلى التحويلات البريدية للدوائر الحكومية والأفراد.

ويؤكد التاريخ المصري أن قدماء المصريين كانوا أول من استخدم البريد في العالم القديم حوالي عام 2000 قبل الميلاد، يرجع تاريخ أول وثيقة ذُكر بها كلمة  البريد ، إلى عهد الأسرة الثانية عشرة عام (2000 ق.م) وذلك فى وصية من أب لولده تكشف أهمية صناعة الكتابة والمستقبل المجيد الذي ينتظر الكاتب في وظائف الحكومة.

كما نظم الفراعنة نقل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل في رواحهم وغدوهم في داخل البلاد، ويسلكون إلى الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش ، ووجدت مجموعة من الرسائل القديمة وهى مجموعة كانت بين ملوك مصر القديمة، وبين ملوك الحيثين وآشور وبابل وقبرص، وصقلية .

ثم تلتهم الأسرة الحاكمة في الصين حوالي 1000 قبل الميلاد، وهي أول دولة أنشأت نظامًا بريديًا به محطات لاستقبال البريد في مناطق مختلفة من الإمبراطورية، كما كانت تمتلك أكبر شبكة اتصالات بريدية، وكان مركز الشبكة في مدينة "بكين" التي كان لها فروع وصلت إلى 25 ألف محطة منتشرة في أنحاء الإمبراطورية، كما أكد بعض المؤرخين أن الغزاة اليونانيين والرومان نقلوا نظام البريد من مصر إلى بلادهم.

وبعد ذلك أنشأ البطالمة نظاماً بريدياً دقيقاً وسريعاً في نقل الرسائل الرسمية إلى البلدان، فأنشأوا محطات بريدية بين العواصم والمدن، كان البريد ينقسم إلى، البريد السريع ، وذلك لنقل بريد الملك ووزيره وموظفي الدولة وكان يستخدم في نقله الجياد السريعة ، والبريد البطئ لنقل البريد بين الموظفين في داخل البلاد.

وأنشأ البطالمة مكاتب بريد تضم عدداً كبيراً من سعاة البريد الذين ينقلون الرسائل والطرود البريدية وقت وصولها، كما كان لكل مكتب موظف يسجل الرسائل عند إرسالها أو استلامها، ويسجل أسماء سعاة البريد المسؤولين عنها، كما كان يتم في تلك الفترة إرسال رسالة من الفيوم إلى الإسكندرية في أربعة أيام فقط.

كان يستخدم سعادة البريد السريع، والذى ظهر فى تلك الفترة، الخيول، لنقل رسائلهم وكان الخيول إلزامًا على أصحاب الأقطاع أن يعدوها لتكون صالحة لذلك، ويقدمونها بدون مقابل، وقد استمر البريد في مصر بعد الفتح الروماني بنفس النظام وإن لم يكن بالنظام الدقيق الذي وضعه البطالمة حتى فتح العرب لمصر .

ترجع نشأة البريد في مصر في العصر الحديث لعام 1831 حينما قامت بعض الدول الأجنبية، بناء على ما لها من امتيازات، بإنشاء مكاتب بريد في مصر قبل أن تنظم مصر بريدها وتجعله مصلحة أميرية، حيث أنشأت إنجلترا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر بالسويس وتم إلغاؤهما سنة 1878، وأنشأ الإيطالي في الإسكندرية يدعى “كارلو ميراتى” إدارة بريدية على ذمته لتصدير واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وبعد وفاته عام 1842 خلفه ابن أخته ويدعى “تيتوكينى” الذي شعر بأهمية المشروع وأشرك معه فيه صديقه “موتسى” ونهض بالمشروع حتى وطده على أقوى الأسس وأطلق عليه اسم “البوسطة الأوروبية”، وقد احتلت هذه البوسطة مكانه هامة وظلت تباشر نقل وتوزيع مراسلات الحكومة والأفراد، وكان الجمهور عظيم الثقة بالبوسطة الأوروبية .

وبعدها عمل الخديوي إسماعيل على تمصير البريد، ففي عام 1865 أمر الخديوي إسماعيل بشراء الشركة، وأبقى على مديرها الإيطالي لإدارتها، وفي العصر الحديث، كانت مصر الدولة الوحيدة عربيا وأفريقيا التي اضطلعت بتنظيم المؤتمر البريدي العالمي في دورته العاشرة عام 1934.

اليوم العالمي للبريد

ويُحتفل باليوم العالمي للبريد سنوياً في 9 أكتوبر، وهو الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي في عام 1874 في العاصمة السويسرية برن، حيث أعلن عن تخصيص اليوم العالمي للبريد في مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي الذي عقد في طوكيو، باليابان في عام 1969، ومنذ ذلك الحين تشارك بلدان في جميع أنحاء العالم في الاحتفالات، وتستخدم العديد من الدول المناسبة لعرض وترويج المنتجات والخدمات البريدية الجديدة.

وتحتل أكثر من 150 دولة بيوم البريد العالمي سنوياً خلال مختلف الأنشطة، من خلال العديد من الخدمات البريدية الجديدة والمكافآت وإصدار الطوابع الجديدة، مفتوحة في مكاتب البريد والمراكز البريدية والمتاحف البريدية.

وحددت الأمم المتحدة موضوع الاحتفال باليوم العالمي 2024 تحت عنوان 150 عامًا من المساعدة على التواصل وتمكين كل شعوب العالم، لتسليط الضوء على إنجازات الاتحاد البريدي العالمي على المدى البعيد والتأكيد من جديد على أهمية الاتحاد البريدي العالمي المتمثلة في مواصلة خدمة الناس في جميع البلدان في العقود المقبلة .

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد تمكن أكثر من 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم - أي ما يقرب من 28% من السكان البالغين في العالم، من الوصول إلى الخدمات المالية الأساسية المدفوعات والتحويلات المالية والمدخرات التي توفرها الشبكات البريدية.

كذلك توضح الأمم المتحدة أنه توفر 53% من مكاتب البريد في جميع أنحاء العالم  خدمة مالية مهمة وهي خدمة التأمين التي تزيد من قدرة الأشخاص ذوي الدخل المنخفض على الصمود عندما يواجهون أوضاع دخل غير مستقرة ولا يمكن التنبؤ بها، مشيرة إلى أن شبكة البريد تضم أكثر من 650 ألف مكتب بريدي و 5.3 مليون موظف على مستوى العالم، وتفويض خدمة عامة من العديد من الحكومات، وليس لها مثيل في قدرتها على تقديم الخدمات لأي شخص في أي مكان.