تُعد هواية جمع البريد من الهوايات القديمة والمحبوبة لدى الكثيرين حول العالم، حيث يهوى بعض الناس جمع الطوابع ذات القيمة التاريخية أو الفنية أو الثقافية، فلتلك العادة الكثير من المميزات، التي يمكن أن تساهم في تعلم تاريخ الدول المختلفة والتعرف على جوانب ثقافاتها من خلال الطوابع التي تصدرها.

صدر أول طابع بريد في بريطانيا عام 1840، وكان يحمل صورة الملكة فكتوريا ويسمى بيني بلاك ولونه أسود، ومن هنا بدأت الهواية التي دفعت كثير من الناس لشرائه والاحتفاظ به، أخذت تلك العادة تنتشر رُغم مرور الزمن بصورة كبيرة وبدأ تجار الطوابع بإصدار الكتيبات والألبومات مما جعل الهواية تنال شعبية كبيرة، وتزداد انتشارً.

أقيم أول معرض للطوابع في بروكسل عام 1852، ثم توالت المعارض بعد ذلك وتم تأسيس جمعيات كثيرة لهواة جمع الطوابع في كثير من الدول في مقدمتها بريطانيا عام 1869 ثم بعد ذلك في فرنسا وألمانيا وبلجيكا.

كما تصدر بعض الدول طوابع مطبوعة على مواد غير الورق كصفائح الألومنيوم الرقيقة، وكانت أول دولة تقوم بذلك هي هنجاريا في عام 1955 عندما أصدرت مجموعة من الطوابع علي ورق الألومنيوم بمناسبة مرور عشرين عاما على إدخال صناعة الألومنيوم فيها، وأصدرت دولة قطر عام 1966 طوابع من ورق الذهب والفضة الرقيقة، وقامت أيضا دول مثل غرينادا وبوتان بإصدار طوابع من الحرير لتخليد بعض المناسبات الوطنية.

كما تضم كبرى المؤسسات في العالم والشركات عددا ضخما من الموظفين، حيث تعتمد تجارتها على هواية جمع الطوابع والاتجار بها ناهيك عن المزادات الخاصة بببيع الطوابع البريدية سواء محلية أو عالمية.

تصل هواية جمع الطوابع لدرجة الهوس حيث يتابع البعض أخبار هذه المزادات سواء في المجلات العالمية أو الانترنت، وهناك تعارف وزمالات تكونت لمختلف الهواة ومن دول مختلفة نتيجة هذه الهواية التي تعتبر من الهوايات العالمية.