الأحد 13 اكتوبر 2024

صحيفة بريطانية: إعصار "ميلتون" يثبت أن الوقت قد حان للسيطرة على الاحتباس الحراري العالمي

إعصار ميلتون

عرب وعالم13-10-2024 | 11:57

دار الهلال

أكدت صحيفة (أوبزرفر) البريطانية أن الوقت قد حان لبذل جهود للسيطرة على الملوثات التي يتم ضخها في الغلاف الجوي بعد أن أثبت إعصار ميلتون الذي اجتاح ولاية فلوريدا الأمريكية أننا نخسر في المعركة ضد الاحتباس الحراري العالمي، ولكن لم يفت الأوان بعد.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأحد، "إن الأمر الحاسم هو أننا فشلنا في وقف الاحتباس الحراري العالمي، وسوف نحتاج إلى كل سلاح يمكننا تطويره لهذا الغرض، إذا كنا نريد التعامل مع أعظم تهديد يواجه الحضارة اليوم، والبديل هو الانتشار العالمي للكارثة التي اجتاحت فلوريدا الأسبوع الماضي".

وذكرت الصحيفة أن الدمار الذي أحدثه إعصار "ميلتون" قدم دليلا لا لبس فيه على أننا ندخل مرحلة جديدة حرجة ومثيرة للقلق في أزمة المناخ على كوكب الأرض، فقد تسببت انبعاثات الوقود الأحفوري المتزايدة في زيادة درجات حرارة المحيطات ومستويات سطح البحر إلى الحد الذي أدى إلى إثارة بعض أكثر العواصف تدميرا التي شهدتها فلوريدا على الإطلاق، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن المزيد من الكوارث قادمة، بل وأكثر من ذلك بكثير.

وأضافت الصحيفة أن هذا التكهن القاتم ينبغي أن يحفز الزعماء السياسيين في فلوريدا على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الولاية، ولكن الأمر لم يكن كذلك، فعلى الرغم من تزايد الأعاصير وتفاقم الفيضانات على مدار العقد الماضي، رفض حاكم فلوريدا رون دي سانتيس باستمرار فكرة أن الاحتباس الحراري العالمي يشكل تهديدا لولاية فلوريدا أو أن هذه الظاهرة موجودة على الإطلاق، وقبل بضعة أسابيع، وقع على قانون يمحو عبارة "تغير المناخ" من قوانين الولاية وتعهد فعليا بأن مستقبل الولاية يعتمد على حرق الوقود الأحفوري.

وأشارت (أوبزرفر) إلى أن دي سانتيس جمهوري يضاهي في حدة إنكاره لتغير المناخ مرشح حزبه لرئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترامب، وإذا انتصر الأخير في انتخابات الشهر المقبل، فإن المحن التي تصيب فلوريدا سوف تتصاعد وتتكرر في مختلف أنحاء الدولة وبقية الكوكب.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب تعهد بتفكيك السياسات البيئية التي أدخلها الرئيس الأمريكي جو بايدن ووعد بالسماح بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري من خلال استكشاف النفط والغاز في أراضي الدولة، وبذلك، سيسمح ترامب بضخ مليارات الأطنان من الكربون الإضافي في الغلاف الجوي ويرسل إشارة واضحة إلى الدول الأخرى، التي قد تكون مترددة في التزامها بمكافحة الاحتباس الحراري العالمي، بأنها لا تحتاج إلى عناء اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وأكدت الصحيفة البريطانية أنه سيكون لمثل هذا السيناريو عواقب وخيمة على كوكبنا المعرض للخطر بالفعل، إذ تقترب درجات الحرارة العالمية من الوصول إلى ارتفاع 1.5 درجة مئوية الذي تعهدت اتفاقية باريس لعام 2015 بمحاولة منعه، واليوم، يبدو ارتفاع درجتين مئويتين أمرا لا مفر منه، ومن المرجح أن يتبعه ما هو أسوأ.

وقالت إنه في غضون أسابيع قليلة، سيجتمع الساسة والعلماء في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ /كوب 29/، الذي سيعقد في باكو، عاصمة أذربيجان، ويجب أن يكون الاجتماع فرصة لقادة العالم لتحفيز الدول على العمل.

لكن الصحيفة رأت أنه من غير المرجح أن يحدث هذا، إذ من المتوقع أن تركز معظم المناقشات على الأساليب التي يمكن للدول المتقدمة من خلالها دفع الدول الفقيرة للتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري والتكيف مع أسوأ آثار تغير المناخ، وقد تم الاتفاق من حيث المبدأ على الالتزام بإنهاء حرق الوقود الأحفوري في الاجتماع الأخير لمؤتمر الأطراف، لكن لم يكن هناك سوى القليل من التحرك، كما يقول المراقبون، ويبدو أن انبعاثات الكربون ستستمر لفترة طويلة.