تسبب إعصار ميلتون القوي الذي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية - ثاني أكبر منتج للبرتقال في البلاد - ليلة الأربعاء الماضي في إلحاق أضرار واسعة النطاق للمحصول الذي كان يتعافى من مرض الاخضرار القاتل وإعصارين سابقين أهلكوا الإنتاج.
وذكرت وكالة أنباء "بلومبيرج" الأمريكية اليوم الأحد أن أشجار البرتقال وبعض أشجار الحمضيات أصبحت بلا فائدة على الأرض في بساتين الولاية، ما يمثل انتكاسة للمزارعين في الوقت الذي كانوا يأملون فيه أن يكون الأسوأ قد انتهى بالنسبة للصناعة المتعثرة.
وانتقل الإعصار القوي عبر مقاطعات رئيسية منتجة للحمضيات في الولاية، وبينما كانت غير مدمر - كما كان يخشى الكثيرون - إلا أنها جاءت في أسوأ وقت ممكن، حيث ينتظر المزارعون موسم الحصاد المهم.
كما أن ضرر الإعصار جاء بعد أن تم إحراز تقدم في مكافحة مرض الحمضيات القاتل المسمى بـ"الاخضرار" الذي أهلك إنتاج البرتقال، وبعد تعافي البساتين من إعصار ي "إيان" قبل عامين، و"إيرما" في عام 2017.
وعلاوة على ذلك، تلقت الصناعة المزيد من الأخبار السيئة - أول أمس - حيث أظهرت أول توقعات وزارة الزراعة الأمريكية لموسم 2024-25 انخفاض إنتاج البرتقال في فلوريدا بنسبة 16 % عن العام السابق؛ ليصل إلى 15 مليون صندوق، وهو أدنى مستوى منذ عام 1933، ومع ذلك لم يشمل الرقم الأضرار الناجمة من الإعصار "ميلتون" لذا فإنه من المؤكد أن ينخفض الرقم في وقت لاحق.
ولا يزال تقييم الأضرار الناجمة من الإعصار جاريًا، غير أن الأعاصير السابقة توفر بعض المؤشرات، حيث انخفض إنتاج الولاية بأكثر من 60 % في موسم 2022-23 بعد أن اجتاحها إعصار "إيان"، ما تسبب في خسائر تقدر بنحو 250 مليون دولار في الحمضيات، وانخفض الإنتاج بأكثر من الثلث بعد إعصار "إيرما" في عام 2017.
كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لعصير البرتقال في بورصة "وول ستريت" بنسبة 4.4% أول أمس الجمعة خلال تداولات نهاية الأسبوع، بعد أن لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق الشهر الماضي.
ولم تعمل العواصف مثل "ميلتون" إلا على تسريع انحدار صناعة الحمضيات في /فلوريدا/، التي عانت لعقود من الزمان منذ أن بدأت حشرة البسيلة الآسيوية في نشر مرض غير قابل للشفاء عبر البساتين.
وتعد ولاية فلوريدا هي أكبر منتج للبرتقال المخصص للعصير في البلاد، وثاني أكبر ولاية منتجة للبرتقال في الولايات المتحدة بعد ولاية /كاليفورنيا/، كما تنتج البرازيل - أكبر منتج في العالم - أكثر من 70% من عصير البرتقال في العالم.