الأحد 13 اكتوبر 2024

اكتشاف هيكل عظمي كامل لبقرة في موقع نبتة بلايا بالنوبة

موقع نبتة بلايا

ثقافة13-10-2024 | 18:51

إسلام علي

يعد موقع نبتة بلايا هو موقع أثري يعود تاريخه إلى حوالي 7500 عام، ويقع في منطقة صحراوية بجنوب مصر، على بعد حوالي 280 كيلومترًا جنوب غرب أسوان، يُعتقد أن هذا المكان كان مأهولًا بالسكان النوبيين القدماء.
 
النوبيون القدماء 

يعد النوبيون هم مجموعة عرقية تعيش في المنطقة المعروفة اليوم بالنوبة، والتي تمتد على طول نهر النيل بين مصر والسودان، وتُعتبر حضارة النوبة من أقدم الحضارات في العالم، حيث تعود جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ. 
 

التاريخ والحضارة
شكلت مملكة كوش النوبية واحدة من أهم الحضارات القديمة، حيث ازدهرت من حوالي 2500 قبل الميلاد إلى 350 ميلادي، وكانت كوش معروفة بقوتها العسكرية وثقافتها الغنية، واتحدت كوش مع مصر في بعض الفترات، حيث حكم الفراعنة النوبيون مصر خلال الأسرة 25 "حوالي 747–656 قبل الميلاد".

الديانة
كانت الديانة النوبيّة قديمة ومعقدة، تضمنت عبادة آلهة متعددة. أبرز الآلهة كانت "أمون" و"حتحور"، وتم بناء المعابد والآثار التي تعكس هذه المعتقدات، بما في ذلك المعابد الكبيرة في جبل البركل.

اللغة
استخدم النوبيون القدماء لغات نوبية متعددة، منها لغة النوبة القديمة التي تُعتبر جزءًا من اللغات النيلية الصحراوية.

الفنون والعمارة
عُرف النوبيون بمهاراتهم في البناء والفنون، حيث قاموا ببناء المعابد والأهرامات التي لا تزال قائمة حتى اليوم، من بين أشهر الآثار النوبية هي أهرامات مروي، التي كانت تشكل جزءًا من مملكة كوش.

المساهمات في التاريخ
ترك النوبيون إرثًا ثقافيًا غنياً، حيث كان لهم تأثير كبير على التاريخ المصري القديم، والعديد من العناصر الثقافية، مثل الفنون والمعمار، انتقلت بين الحضارتين المصرية والنوبية.
بمرور الوقت، تواصلت الثقافة النوبية القديمة مع الثقافات الأخرى وتطورت، ولا تزال هذه الهوية الثقافية حاضرة في المجتمع النوبي المعاصر في مصر والسودان.


وصف موقع "نبتة بلايا"
يتكون الموقع من دائرة حجرية قديمة يُعتقد أنها كانت تستخدم كمرصد فلكي، وتُعتبر نبتة بلايا واحدة من أقدم المراصد الفلكية المعروفة، وأكبر من موقع ستونهنج.

التصميم
كانت الدائرة الحجرية تتألف من عدد من الأحجار المستقيمة التي ترتفع لبضعة أقدام، تُظهر الدائرة تصميمًا معقدًا، حيث وُضعت العديد من الحجارة عمدًا لتتوافق مع شروق النجوم، ويُعتقد أن الأحجار الستة الداخلية للدائرة كانت تُستخدم لأغراض طقسية أو لتحديد المحاذاة المهمة.

الوظيفة
يُعتقد أن هذه الأحجار كانت تشير إلى شروق الشمس في الانقلاب الصيفي، وهو حدث مهم كان يُستخدم كإشارة لتوقع هطول الأمطار، مما يساعد سكان العصر الحجري في التخطيط لرعي الماشية، كما يشير بعض الباحثين إلى أن الدائرة قد تكون بمثابة تقويم بدائي، حيث تحيط بها 29 حجرًا قائمًا.

الاكتشافات الأثرية
خلال عمليات التنقيب، تم اكتشاف هيكل عظمي كامل لبقرة في المقبرة المركزية، مما يدل على أهمية الماشية في حياة السكان القدماء في المنطقة.

الرمزية الفلكية
تشير بعض الدراسات إلى أن ثلاثة من الأحجار المركزية قد تمثل "حزام" الجبار، بينما تمثل أحجار أخرى شروق النجوم الساطعة مثل أركتوروس والشعرى وألفا سنتوري، مما يضيف بُعدًا فلكيًا للهيكل.

الحماية والترميم
اليوم، تم نقل الأحجار الرئيسية إلى متحف في أسوان لحمايتها من التخريب، حيث كان من الضروري الحفاظ على هذا المعلم التاريخي الفريد من نوعه.

تعتبر نبتة بلايا نموذجًا مثيرًا للاهتمام عن كيفية استخدام المجتمعات القديمة للأدوات الفلكية لفهم الظواهر الطبيعية وتنظيم حياتهم اليومية، مما يبرز الدور الحيوي الذي لعبته علم الفلك في الثقافات القديمة، وذلك طبقا لما نقله موقع Live science.