الأحد 13 اكتوبر 2024

علماء الفلك يكتشفون أقدم قرص في مجرة درب التبانة

تشريح لوكالة ناسا_ وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا

ثقافة13-10-2024 | 21:14

إسلام علي

تمكن فريق دولي من علماء الفلك من تحديد ووصف أقدم قرص في مجرتنا، درب التبانة، والذي أطلقوا عليه اسم "بانجو" PanGu اشتُق الاسم من الأساطير الصينية ويعني "القرص القديم".

وفي علم الفلك، يشير القرص إلى الجزء المسطح والمركزي من المجرة أو نظام كوكبي، ويتكون القرص في المجرة من النجوم والغاز والغبار، ويدور حول مركز المجرة، حيث يوجد غالبًا ثقب أسود هائل أو مركز نجمي كثيف، وفي مجرتنا، درب التبانة، القرص هو المنطقة التي توجد فيها معظم النجوم والكواكب، ويظهر عادةً بشكل مسطح ودائري.

ووفقا لما ذكره موقع  labrujulaverde، يُعتقد أن هذا القرص المكتشف حديثا تشكل منذ أكثر من 13.5 مليار عام، أي بعد مئات الملايين من السنين فقط من الانفجار العظيم، وهذا الاكتشاف يعيد ولادة مجرتنا إلى زمن أبعد مما كان يُعتقد سابقًا.

بانجو: نافذة على ماضي مجرة درب التبانة


يشبه هذا الاكتشاف العثور على ألبوم صور الطفولة لمجرة درب التبانة، حيث يظهر كيف كانت مجرتنا في أيامها الأولى حيث كانت مجرتنا، درب التبانة، مختلفة كثيرًا عما هي عليه اليوم، فبناءً على الاكتشافات الحديثة، كان القرص المجري أكثر سمكًا وأقل انتظامًا مقارنةً بالشكل المسطح الذي نراه الآن. 

في تلك الفترة المبكرة، كانت المجرة في مراحل تكوينها الأولى، حيث تشكلت النجوم بمعدل أبطأ، وكان الغاز والغبار الكوني يتركزان بشكل أكثر كثافة في القرص.

ومع مرور الوقت وتطور المجرة، أصبح القرص أكثر انبساطًا وبدأت النجوم تتشكل بمعدل أسرع، مما ساهم في نمو المجرة وتغيير شكلها حتى أصبحت بالشكل الذي نراه الآن، وهو قرص مسطح وممتد يحتوي على مليارات النجوم والكواكب.

يساعد "بانجو" العلماء على فهم كيفية تطور ونمو المجرة منذ 13.5 مليار عام، وقد اكتشف الفريق أن كتلة بانجو الحالية تبلغ حوالي 2 مليار مرة كتلة الشمس، وهو رقم هائل ولكنه يشكل جزءًا صغيرًا من الكتلة الكلية لمجرتنا اليوم، في بداياتها، يُرجح أن بانجو كانت المكون الرئيسي لدرب التبانة.

تطور النجوم في مجرة درب التبانة


أعاد الباحثون بناء تاريخ تشكل النجوم في مجرتنا ووجدوا أن معدل تشكل النجوم بدأ ببطء، مع تشكل نحو 2 كتلة شمسية سنويًا، وهذا المعدل زاد تدريجيًا ليصل إلى ذروة بلغت 11 كتلة شمسية في السنة منذ حوالي 11 مليار سنة، قبل أن يتراجع بسرعة، ويُشبه الأمر طفرة نمو في فترة "مراهقة" المجرة، حيث تكاثرت النجوم بشكل كبير خلال تلك الفترة.

تغير شكل قرص المجرة عبر الزمن


من بين النتائج المثيرة للاهتمام، اكتشاف تغير شكل القرص المجري بمرور الزمن، وفي بداياته، كان القرص أكثر سمكًا مقارنةً بقطره، لكنه أصبح تدريجيًا أكثر انبساطًا حتى وصل إلى الشكل الذي نراه اليوم.

مقارنة مع المحاكاة الحاسوبية


قارن العلماء نتائجهم بمحاكاة حاسوبية لمجرات مشابهة لدرب التبانة، واكتشفوا أن مجرتنا تُعد فريدة من نوعها، إذ أن حوالي واحدة فقط من كل ست مجرات محاكاة تحتوي على قرص قديم محفوظ جيدًا مثل مجرتنا،
يشير هذا الاكتشاف إلى أن المجرات قد تبدأ في تشكيل أقراص منظمة قبل وقت طويل مما كان يُعتقد، وهو ما يتفق مع الملاحظات الحديثة التي أجراها تلسكوب جيمس ويب الفضائي.