الإثنين 14 اكتوبر 2024

مختار جمعة : كل ما يؤدي إلى حفظ النفس البشرية هو أحد أهم مقاصد الشرع

الدكتور محمد مختار جمعة عضو مجمع البحوث ووزير الأوقاف السابق

أخبار13-10-2024 | 22:05

أكد الدكتور محمد مختار جمعة عضو مجمع البحوث ووزير الأوقاف السابق، أن الدين فن صناعة الحياة لا الموت، وكل ما يؤدي إلى حفظ النفس البشرية هو أحد أهم مقاصد الشرع الشريف، وهو مما أجمعت عليه الشرائع السماوية، ولم يؤكد الإسلام على حرمة شيء تأكيده على حرمة الدماء و عصمتها.

وقال - في كلمته بمؤتمر منع انتشار الأسلحة غير المرخصة التابع للإدارة العامة لمكافحة انتشار الأسلحة والذخائر غير المرخصة والذي عقد اليوم ـ أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) استهل خطبته الجامعة في حجة الوداع بقوله (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، فَلَا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا – أَوْ ضُلَّالًا – يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ”.

وأضاف أن العلماء والفقهاء أجمعوا على أن قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر المهلكة لصاحبها، عظيمة الإثم .. مؤكدا أن قتل النفس بغير حق أجمعت عليه جميع الشرائع السماوية.

وأضاف أن الإسلام نهى عن قتل النفس عمدًا أو خطأ أو تسرعًا فقال الحق سبحانه في كتابه العزيز: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ".

وأوضح أن القتل العمد عقابه عند الله شديد، حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيما" (النساء: 93)، كما نهى الإسلام عن التسرع في القتل أو الإسراع إليه أو الخفة فيه وضرورة التثبت حتى في الحرب، فلا الدين ولا الإنسانية ولا الأخلاق ولا القيم ولا الأعراف ولا المواثيق الدولية ولا القوانين سماوية كانت أم وضعية أم عرفية تبيح قتل النفس أو إزهاقها أو الاعتداء عليها.

وأوضح أننا أمام ظواهر شاذة تستحق وقفة متأنية ودراسات علمية ونفسية وأيدلوجية لهذه الوحشية التي أصابت بعض المنتمين إلى بني الإنسان تجاه الإنسان نفسه، موضحا أنه لحفظ النفس والمال والعرض وتحقيق الأمن للفرد والمجتمع شرع الإسلام حد الحرابة على المتجاوزين في حق وطنهم ومجتمعهم.

وأضاف أن الإسلام نهى عن مجرد إشارة الإنسان إلى أخيه الإنسان ولو بحديدة، حيث يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم:" مَنْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ، فإِنَّ الملائِكَةَ تلْعَنُهُ، وإِنْ كانَ أخاهُ لأبيهِ وأُمِّهِ" وفي رواية : "فإنَّه لا يَدْري أحدُكم لَعلَّ الشَّيطانَ يَنزِعُ في يَدِه فيَقَعُ في حُفرةٍ مِن النَّارِ".

وكرمت الإدارة العامة لمكافحة انتشار الأسلحة والذخائر غير المرخصة الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بدرع خاص خلال مشاركته في المؤتمر.