الإثنين 14 اكتوبر 2024

علماء الفلك يحصلون على صور عالية الدقة لكوكب أورانوس

صورة توضح كوكب أورانوس في الأعلى من تلسكوب هابل_ الصورة السفلية توضح الكوكب من نيو هورايزون

ثقافة13-10-2024 | 22:23

إسلام علي

تتناول الدراسة الأخيرة التي أعدها علماء الفلك تصوير كوكب أورانوس من خلال مقارنة الصور عالية الدقة التي تم التقاطها بواسطة تلسكوب هابل الفضائي مع المشاهد التي حصلت عليها مركبة نيو هورايزونز من بعد، ما يعكس أهمية هذه الملاحظات كخط أساسي لتفسير بيانات التصوير المباشر للكواكب الخارجية. 

أهمية التصوير المباشر للكواكب الخارجية

يعتبر التصوير المباشر للكواكب الخارجية أداة مهمة جدًا في مجال الفلك، إذ يقدم معلومات حول التركيب الكيميائي والغلاف الجوي لهذه الكواكب. 

تُعتبر الكواكب الخارجية، التي تدور حول نجوم أخرى غير شمسنا، أهدافًا رئيسية للبحث عن الحياة خارج الأرض، تكشف هذه العملية أيضًا عن ظروف الكواكب وقدرتها على الاستضافة، مما يسهم في فهم أعمق لأساليب تكون أنظمة الكواكب.

التحديات التقنية في رصد الكواكب الخارجية 

تصوير الكواكب الخارجية يمثل تحديًا كبيرًا، ومن أبرز هذه التحديات هو بعد المسافة، إذ أن الكواكب الخارجية تقع على مسافات هائلة، مما يجعلها تبدو كالنقاط الصغيرة في الصور، الأمر الذي يصعب من مهمة العلماء في تمييز الخصائص المعقدة لهذه الكواكب.

 

ظروف الإضاءة


يمكن تصوير الكواكب فقط في مراحل معينة من دورانها حول نجمها، مما يعني أن معظم الوقت تكون رؤيتهم غير كاملة، فضلا عن الاضطراب الجوي التأثيرات الجوية في الغلاف الجوي للأرض يمكن أن تؤثر سلبًا على جودة الصور الملتقطة.

تم اختيار أورانوس كهدف رئيسي للدراسة لعدة أسباب، وهي أنه من الكواكب الغازية العملاقة، إذ يشترك أورانوس في الخصائص مع العديد من الكواكب الخارجية المعروفة، مما يجعل دراسته مفيدة لفهم أفضل لهذه الأنظمة.

كانت مركبة نيو هورايزونز على بعد 10.5 مليار كيلومتر، مما أتاح لها فرصة التقاط هلال الشفق للكوكب، وهو ما يعد ميزة فريدة لا يمكن تحقيقها من الأرض.

هذا وبالإضافة إلى أن تلسكوب هابل، بفضل دقته العالية، كان قادرًا على التقاط التفاصيل المعقدة في الغلاف الجوي لأورانوس، مثل السحب والعواصف.

 

النتائج التي توصلت إليها الدراسة


أشارت نتائج الدراسة إلى أن أورانوس كان أكثر خفوتًا من المتوقع في بيانات مركبة نيو هورايزونز، فالسحب الديناميكية، على الرغم من أن ملامح السحب لم تتغير مع دوران الكوكب، فإن الدراسة أكدت على طبيعة الغلاف الجوي المتغيرة للكواكب الغازية العملاقة.


الاختلاف في الانعكاس الضوئي


أظهرت تحليل بيانات نيو هورايزونز أن الكواكب الخارجية قد تكون أكثر خفوتًا مما كان متوقعًا في الزوايا الجزئية والطورية العالية، مما يستدعي مزيدًا من البحث.
تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم كيفية ظهور الكواكب الخارجية في الصور البعيدة، وهو ما سيكون ذا أهمية كبيرة لمشاريع الفضاء المستقبلية مثل تلسكوب نانسي جريس رومان المقرر إطلاقه في عام 2027، والذي سيستخدم تقنيات متطورة لرصد الكواكب الخارجية، ومرصد العوالم الصالحة للحياة الذي يهدف إلى البحث عن علامات الحياة في الغلاف الجوي لكواكب صخرية بحجم الأرض. 
هذا وبالإضافة إلى أن النتائج المستخلصة من الدراسة ليست فقط مهمة من الناحية النظرية، بل تفتح أيضًا آفاقًا عملية للعلماء والباحثين في مجال الفلك.
ويمكن أن تساعد هذه النتائج في تطوير تقنيات جديدة من خلال تحسين أدوات القياس المستخدمة لرصد الكواكب الخارجية، وتحسين فهمنا للأجواء من خلال زيادة الوعي حول كيفية تأثير التغيرات البيئية على تركيبة الغلاف الجوي للكواكب، وذلك طبقا لما نقله موقع sci.news.