الإثنين 14 اكتوبر 2024

استراتيجية حزب الله.. ضربات استباقية تربك إسرائيل.. ومحللون سياسيون يوضحون مآلات الحرب | خاص

صورايخ حزب الله

تحقيقات13-10-2024 | 23:56

أحمد علام _ إسلام علي

شنّ حزب الله اليوم الأحد، هجومًا نوعيًا جديدًا باستخدام الطائرات المسيرة، مستهدفًا عدة مواقع في العمق الإسرائيلي، بما في ذلك عدد من القواعد العسكرية الإسرائيلية، ويأتي هذا الهجوم في إطار التصعيد المستمر بين الحزب وإسرائيل.

 

عملية حيفا هي نقطة تحول جديدة في مسار الصراع

 

قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، في  في تعليقه على هذه الضربة النوعية، أنها ليست مجرد استهداف لحيفا فقط، بل تمثل تغيرًا كبيرًا في نوعية الاستهدافات.

وأضاف أن حيفا ليست مجرد مدينة صناعية مهمة في شمال إسرائيل، بل هي "درة التاج" الاقتصادية والصناعية، حيث تجمع بين كونها مركزًا صناعيًا وعلميًا كبيرًا، بالإضافة إلى كونها أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الإسرائيلي.

 

وأكد فهمي أن حيفا ليست قاعدة عسكرية تقليدية كما يعتقد البعض، بل تضم مجموعة واسعة من المنشآت الاقتصادية الحيوية، وهذا ما يجعل استهدافها ذو أهمية كبيرة بالنسبة لحزب الله.

 

وأوضح أن الحزب يتبع استراتيجية استباقية تهدف إلى إرباك الحسابات الإسرائيلية وإجهاد قدرتها على التنبؤ بالضربات القادمة، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية تسعى لكسر المعادلة التقليدية التي تربط بين حيفا وبيروت أو الضاحية الجنوبية، ورغم هذا، ورأى فهمي أن من المبكر القول بأن حزب الله سيلجأ لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى في هذه المرحلة.

 

وأضاف أن القوات الإسرائيلية كانت تسعى في عملياتها السابقة في جنوب لبنان إلى إنشاء منطقة عازلة قد تصل إلى 15 كيلومترًا و تأمين وجودها حتى ما بعد نهر الليطاني، إلا أن هذه المخططات ظلت في المستوى النظري ولم تتحقق بشكل ملموس على أرض الواقع حتى الآن.

 

وأشار فهمي إلى أن الضربة الأخيرة في حيفا لها تداعيات خطيرة على الرأي العام الإسرائيلي، حيث تسود حالة من الحزن والارتباك بين الإسرائيليين، بالإضافة إلى المطالبات الشعبية برد قاسٍ على هذه العملية.

 

ولفت إلى أن هناك انتقادات لإدارة نتنياهو بسبب ما حدث اليوم في حيفا، مؤكدًا أن هذه العملية تمثل نقطة تحول كبيرة في مسار الصراع، وقد تفتح الباب أمام تصعيد جديد.

 

الضربات النوعية الِأخيرة لحزب الله رسالة للجيش الإسرائيلي والشعب اللبناني

 

وعلى الجانب الأخر، وقال  محمد منصور، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هذا الهجوم يعتبر من أبرز الضربات التي نفذها حزب الله منذ بداية حربه مع إسرائيل في 8 أكتوبر من العام الماضي، مشيرًا إلى أن أهمية هذه الضربة تكمن في استخدام الحزب لعدد كبير من الطائرات المسيرة.

 

وأوضح منصور أن حزب الله يعتمد بشكل كبير على استخدام الطائرات المسيرة، نظرًا لتكلفتها المنخفضة مقارنة بالأسلحة الأخرى، وما ينتج عنها من تأثير كبير على الجيش الإسرائيلي، سواء من حيث الخسائر البشرية أو ردود الأفعال العسكرية.

 

وأضاف أن الحزب يستفيد من هذه المسيرات لتحقيق أقصى قدر من الضرر بأقل تكلفة، ما يساهم في إضعاف قدرة الجيش الإسرائيلي على الرد الفوري.

 

وأشار الباحث إلى أن حزب الله، رغم استهدافه المتكرر لأهداف إسرائيلية باستخدام المسيرات، لا يسعى لتصعيد الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، وأكد أن الحزب يفضل التركيز على توجيه ضربات دقيقة بواسطة المسيرات، دون الدخول في مواجهة مفتوحة قد تشعل المنطقة بأسرها.

 

وتابع منصور حديثه قائلاً إن الضربة النوعية الأخيرة تحمل رسائل متعددة، من بينها أن حزب الله يمتلك قدرة على اغتيال قادة الجيش الإسرائيلي، مثلما يحاول العدو استهداف قيادات الحزب، وكما تعكس الضربة الأخيرة رسالة واضحة إلى الشعب اللبناني، مفادها أن الحزب لا يزال فاعلًا في الصراع، وقادرًا على مواجهة الجيش الإسرائيلي.

 

وتوقع منصور أن يكون لهذا الهجوم تداعيات، من بينها عودة إسرائيل إلى تنفيذ ضربات جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، خاصة بعد توقف الغارات الإسرائيلية لعدة أيام خلال الفترة الماضية.

 

وفيما يتعلق برد إسرائيل على هذه الضربات الإيرانية الأخيرة، أوضح منصور أن الولايات المتحدة أرسلت حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى منظومات دفاعية أخرى، بهدف احتواء الرد الإسرائيلي على إيران وضبطه، ومنع نشوب حرب إقليمية واسعة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، وأشار إلى أن هذه التحركات تهدف إلى جعل الرد الإسرائيلي على إيران محدودًا، لتفادي تأجيج الصراع بشكل أكبر.

 

واختتم منصور تصريحاته بالتأكيد على أن الضربة العسكرية الأخيرة لحزب الله جاءت كرد شامل على التصعيد الإسرائيلي، سواء في فلسطين أو لبنان، ولم تكن ردًا منفصلًا على كل حادثة على حدة.

 

هجوم حزب الله على إسرائيل يحمل دلالات مهمة رغم كل الضربات التي تلقاها

 

وفي السياق ذاته، قال قال محمد فوزي الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الهجوم الذي شنه حزب الله اللبناني اليوم الأحد، على مواقع عسكرية داخل إسرائيل، يعد بمثابة عملية نوعية من حيث تم العتماد على المسيرات وعدد القتلي في صفوف العدو الإسرائيلي.

 

هجوم حزب الله على إسرائيل يحمل دلالات مهمة

وأضاف فوزي، لبوابة «دار الهلال»، إن هجوم حزب الله على إسرائيل يحمل دلالات مهمة رغم كل الضربات التي تلاقها الحزب على مدار الأيام الماضية، خصوصا استهداف العديد من قادة الصف الأول والثاني بالحزب، إلى أنه لهذه اللحظة لم يتمكن العدو الإسرائيلي القضاء على قدرات حزب الله.

 

وأشار غلى أن حزب الله بدأ في استعادة منظومته سريعا وبناء استراتيجياته في التعامل مع العمليات الإسرائيلية ضده، موضحا أن هجوم حزب الله على إسرائيل بالطائرات المسيرة يؤكد أن لديه قدرات لم يستخدمها حتى الآن ولا يزال يراهم على مثل هذه الأسلحة كأدوات لاستعادة الردع المفقود ضد إسرائيل.

 

وأكد أن حزب الله يعد جبهة شديدة الصعوبة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن الحزب من أكبر الجماعات المسلحة حول العالم، بالإضافة إلى البيئة الجغرافية المتواجد فيها.

 

 

مسيرات حزب الله على إسرائيل أثبتت أكاذيب الاحتلال

 

و قال الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العملية الهجومية التي نفذها حزب الله اللبناني ضد مواقع عسكرية داخل إسرائيل، أثبتت أكاذيب سلطات الاحتلال، بأنها قضت على قدرات حزب الله من خلال العمليات التي نفذتها على مدار الأيام الماضية ضد الحزب في الداخل اللبناني.

 

وأضاف سلامة، لبوابة «دار الهلال»، مساء اليوم الأحد، أن حزب الله مايزال لديه القدرات المخبئة التي من خلالها يستعيد قواته للهجوم على إسرائيل، على الرغم من عدم وجود زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله، كما لديه أيضا القدرة على التواصل.

 

وأشار إلى أن ما حدث من هجوم اليوم، ربما يشجع الحوثيين في اليمن والنجباء في العراق الموايين لإيران والتي تدعمهم كأذرعة للهجوم غير المباشر على إسرائيل، موضحا أن سلطة الاحتلال من الممكن.