دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اللتان تشاركان في انطلاق الحملة الثانية للتطعيم ضد شلل الأطفال، جميع "أطراف الصراع"، بتنفيذ فترات التهدئة الإنسانية اللازمة في قطاع غزة خلال المرحلة الثانية، وقالتا إن هذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص؛ حيث تهدد أوامر الإخلاء الجديدة في الشمال الوصول إلى المستشفيات وحماية المرافق الصحية والعاملين الصحيين والمجتمعيين.
وشددت الصحة العالمية واليونيسف في بيان مشترك، على ضرورة حماية فرق التطعيم والسماح لها بإجراء الحملات بأمان، ودعتا "جميع الأطراف" إلى ضمان حمايتهم وحماية المرافق الصحية والأطفال.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية؛ نجحت الجولة الأولى من التطعيم التي امتدت ما بين 1 و12 سبتمبر في تطعيم 559,161 طفلا، أو ما يقدر بنحو 95 في المائة من الأطفال الذين تستهدفهم الحملة.
ومع انطلاق الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، قال نائب مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا) سام روز، إن الوكالة تعمل مع وزارة الصحة الفلسطينية وشركاء الأمم المتحدة بهدف تطعيم حوالي 600 ألف طفل على مدى الأيام العشرة المقبلة.
وأشار "سام روز"، إلى أن أكثر من نصف مستشفيات غزة مغلقة الآن، وأن المستشفيات التي تفتح أبوابها لا تعمل إلا جزئيا، ويتم إخلاؤها بانتظام بسبب استمرار الأعمال القتالية وأوامر الإخلاء، وقال "لدينا تفش كبير للأمراض المعدية والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي وأمراض الجلد.
ونكافح في المستشفيات والعيادات الصحية لإحضار الإمدادات التي نحتاجها لعلاج المرضى والجرحى".
وقال المسؤول الأممي: "كل هذا يضاف إلى الظروف التي يعيش فيها الناس. يعيش الناس في العراء، ولا يوجد ما يكفي من الماء، ولا يوجد صرف صحي مناسب، وأنظمة المناعة والصحة العقلية تدهورت بسبب أشهر القصف المستمر، حينما يذهب الناس إلى النوم دون أن يعرفوا ما إذا كانوا سيستيقظون في اليوم التالي".
وأكد أن كل هذا يخلق ظروفا كارثية تماما لصحة الناس، خاصة النساء والأطفال، مضيفا "وهذا هو السبب بالتحديد وراء وجودنا هنا اليوم لإدارة حملة شلل الأطفال كنتيجة مباشرة لعودة ظهور شلل الأطفال في غزة، بعد 25 عاما من القضاء عليه".