كشفت دراسة أثرية حديثة عن كيفية تمكن بحارة الإمبراطورية الرومانية من إطعام أنفسهم في رحلات طويلة عبر البحر الأبيض المتوسط.
وطبقا لما ذكره موقع labrujulaverde، استخدم الرومان تقنيات طهي مبتكرة على متن السفن للتغلب على التحديات الكبيرة التي واجهوها، وسوف نقوم بتحديد تلك الأطعمة.
تحضير الطعام في أعالي البحار
في دراسة نشرها الخبير هيرمان جيه فان فليت في مجلة علم الآثار البحرية، تم الكشف عن كيفية تحضير البحارة الرومان لطعامهم أثناء تواجدهم في البحر.
ويطرح السؤال الرئيسيوهو: كيف تمكنوا من الطهي في أعالي البحار؟ وما هي الأطعمة التي كانت جزءًا من نظامهم الغذائي خلال تلك الرحلات الطويلة؟.
تطور لوجستيات الطعام مع نمو التجارة البحرية
خلال ذروة الإمبراطورية الرومانية، أصبحت السفن الوسيلة الرئيسية لنقل البضائع والأشخاص، لكن التحدي الأكبر للبحارة كان البقاء على قيد الحياة في رحلات قد تستمر لأيام أو أسابيع، وأوضحت الدراسة أن لوجستيات الطعام تطورت مع تطور حجم وتعقيد السفن، ما أدى إلى تحسين المطابخ على متنها.
الأطعمة الساخنة: رفاهية أساسية
من أبرز الاكتشافات أن الرومان لم يعتمدوا فقط على الأطعمة الباردة أو المحفوظة، بل كانت لديهم مطابخ بدائية على متن السفن، وكانت هذه المطابخ مزودة بمراجل ومواقد بدائية تسمح بإعداد وجبات ساخنة، وهو أمر ضروري لتحمل الظروف القاسية في البحر.
الخبز والصيد: أساس النظام الغذائي
كان الخبز، المصنوع من الشعير، أحد الأطعمة الأساسية التي يمكن حفظها لفترات طويلة، وبالإضافة إلى ذلك، اعتمد البحارة على الصيد لتوفير البروتين الطازج، حيث عُثر على خطافات وشباك من الرصاص في حطام السفن، مما يدل على ممارسة الصيد خلال الرحلات. ومع ذلك، كان البحارة يعتمدون على الأسماك المجففة والمحافظة في حال كانت الأحوال الجوية سيئة.
الحبوب والبقوليات: طعام بحارة الرومان اليومي
إلى جانب الخبز والأسماك، كانت الحبوب والبقوليات مكونات أساسية في نظام البحارة الغذائي، وقد تم العثور على بقايا هذه الأطعمة، مثل الزيتون والمكسرات، في حطام السفن الرومانية.
الابتكارات في تقنيات الطهي
إحدى الجوانب المثيرة في الدراسة هي كيفية الطهي دون المخاطرة بسلامة السفن، وقد استخدم الرومان مواقد تعمل بالفحم لتقليل خطر الحرائق.
وتم اكتشاف بلاط وطوب استخدم لحماية مناطق الطهي، كما كشفت الحفريات عن مواقد مزودة بخزانات مياه للتحكم في درجة الحرارة، وهو ابتكار تقني يظهر براعة الرومان في التأقلم مع تحديات الملاحة البحرية.
أهمية التغذية الجيدة
أوضحت الدراسة أن التغذية الجيدة كانت ضرورية لضمان معنويات وكفاءة الطاقم، حيث كانت الدولة مسؤولة عن إطعام العبيد والجنود، وهو ما يبرز أهمية التغذية الجيدة لنجاح المهام البحرية.
مهام الطهي المتخصصة
مع زيادة حجم السفن وعدد أفراد الطاقم، أصبحت مهام الطهي أكثر تخصصًا وتم تخصيصها لأعضاء محددين من الطاقم.
اكتشافات أثرية مهمة
من أهم حطام السفن المذكورة في الدراسة، حطام سفينة ياسي آدا، حيث عُثر على مواقد وأوانٍ كبيرة استخدمت في الطبخ، وتؤكد هذه الاكتشافات أن الطهي على متن السفن كان شائعاً ومنتشرًا في العصر الروماني.
دور الطهي في بقاء البحارة
خلصت الدراسة إلى أن البحارة الرومان كانوا يعتمدون على حلول مبتكرة لإعادة تسخين الطعام، بما في ذلك تحضير الأسماك والعصيدة والحساء، ورغم الصعوبات التي واجهوها، كان الطهي على متن السفن ضرورة أساسية لضمان عدم تعرض البحارة للجوع.