ذكرت شبكة "سي جي تي إن" الصينية أن قمة البريكس لهذا العام ستكون أول تجمع لدول البريكس بعد توسعها لتشمل خمسة أعضاء جدد: مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا، مما يضاعف العضوية من خمس إلى 10 دول.
وقالت الشبكة الصينية، في تقرير حول جدول أعمال قمة البريكس 2024، إنه خلال رئاسة روسيا للقمة التي تعقد الأسبوع المقبل في مدينة قازان، ستعطي الأولوية لتعزيز الشراكة والتعاون في ثلاثة مجالات رئيسية: السياسة والأمن، والاقتصاد والتمويل، والعلاقات الثقافية والإنسانية.
وبحسب الشبكة، يرى خبراء أن تعزيز إصلاح نظام الحوكمة الاقتصادية والسياسية العالمية سيكون على رأس أولويات القمة.
وقال وانج يومينج، الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية، في تصريحات لشبكة "سي جي تي إن"، إنه نظرا لأنها القمة الأولى بعد توسع البريكس، فمن المرجح أن تكون هناك مناقشات حول كيفية دمج الأعضاء الجدد بشكل فعال في إطار تجمع البريكس.
وأضاف وانج - أن مواضيع مثل تعزيز إنشاء نظام دفع للبريكس، ومعالجة تغير المناخ، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة، وحماية سلاسل التوريد، وتعزيز التعاون العلمي ستكون أيضا على جدول أعمال القمة.
وقال وانج يومينج: "إن الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، تسعى إلى الحفاظ على الخلل القائم لضمان احتكارها للشؤون الدولية. ومع ذلك، فإن الدول النامية غير راغبة في البقاء على الهامش؛ فهي تسعى جاهدة لإصلاح نظام الحوكمة العالمية غير العادل".
وأوضح وانج - أن مجموعة البريكس لا تهدف إلى تفكيك هذا النظام القائم أو إنشاء نظام عدائي موازٍ لمجموعة الدول السبع، بل إن هدفها هو السعى لإصلاح وتجديد الجوانب غير العادلة وغير المعقولة للنظام الحالي .
واستشهد وانج ببنك التنمية الجديد كمثال على نهج مجموعة البريكس، قائلا إن المنظمة المالية لا تهدف إلى استبدال البنك الدولي؛ بل إنها تكمل وتعزز المؤسسات المالية الدولية القائمة، مما يعزز التنوع في النظام المالي العالمي.
من جانبه، أكد بوريس جوسيليتوف، الباحث من الأكاديمية الروسية للعلوم، اعتزام روسيا تعزيز الشراكات الاستراتيجية في التجارة والاستثمار والابتكار والتكنولوجيا، بهدف تحقيق نمو اقتصادي قوي.
وتشمل التدابير الرئيسية تعزيز العلاقات التجارية من خلال الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، وزيادة التجارة والاستثمار المتبادلين، وضمان الاستقرار المالي في ظل العقوبات أحادية الجانب والتدابير الحمائية المتزايدة.
وأوضح أنه في السنوات الأخيرة، تستكشف الدول الناشئة بشكل متزايد إنشاء نظام دفع بديل للتخفيف من مخاطر المعاملات الدولية إذ أدت العقوبات أحادية الجانب القائمة على الدولار إلى تفاقم نقاط الضعف في النظام النقدي الدولي.
ولفتت الشبكة الصينية إلى أنه بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية، فإن قمة هذا العام تحمل عنوان "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، وهو ما يؤكد التركيز الآخر لقمة البريكس على تعزيز الحوكمة الدولية والسعي إلى صوت أكبر للدول النامية في الشؤون العالمية، وستركز القمة على مجالات مختلفة من التعاون وتعزيز التضامن بين الدول الأعضاء.