الأحد 20 اكتوبر 2024

عبقرية الفراعنة تتجلى في ظاهرة «تعامد الشمس» على وجه رمسيس الثاني

تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني

ثقافة20-10-2024 | 10:37

بيمن خليل

يترقب المصريون والسياح من شتى أنحاء العالم حدثًا فلكيًا مميزًا يوم الثلاثاء 22 أكتوبر المقبل، هذا الحدث الاستثنائي هو تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل، مما يسلط الضوء على براعة المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة المعمارية.

وكانت الظاهرة تحدث سابقًا في 21 أكتوبر و21 فبراير، ولكن بعد نقل المعبد في الستينيات لحمايته من الغرق، تغيرت المواعيد إلى 22 أكتوبر و22 فبراير.

اشتهر المصريون القدماء بعبقريتهم وإلمامهم بمختلف العلوم، لا سيما علم الفلك والهندسة المعمارية، فقد اكتشفوا ظاهرة تعامد الشمس من خلال ملاحظة شروقها من نقطة الشرق وغروبها من نقطة الغرب تمامًا في يوم 21 من شهر مارس.

يحدث تغير في نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبًا كل يوم نحو الشمال، بدءًا من 21 مارس. وفي 22 يونيو، تصل نقطة الشروق إلى موضع يبعد 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق.

كما أدرك الفراعنة أن الشمس تمر على كل نقطة في مسارها مرتين في العام، وتختلف المسافة الزمنية بينهما وفقًا لبُعد النقطة عن نقطة الشرق تمامًا، لذا، قرروا اختيار تعامد الشمس مرتين في العام، حيث تبعد نقطة التعامد عن نقطتي مسارها بفترة زمنية قدرها 4 أشهر، تم اختيار يوم 22 أكتوبر للاحتفال بعيد ميلاد الملك رمسيس الثاني، ويوم 22 فبراير لذكرى جلوسه على العرش.

تم تصميم كل شيء بدقة هندسية وفلكية متناهية، وظهر ذلك جليًا في بناء معبد أبو سمبل، فقد صُمم المعبد بحيث يدخل مسار أشعة الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني من الشرق، وإذا سقطت أشعة الشمس على وجه التمثال في يوم معين، فإنها تنحرف في اليوم التالي انحرافًا طفيفًا بمقدار ربع درجة، مما يمنع سقوطها على وجه التمثال.

وفي يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، تتسلل أشعة الشمس داخل المعبد لتصل إلى قدس الأقداس، حيث تسلط الضوء على منصة عليها تمثال الملك رمسيس الثاني جالسًا، وبجواره تماثيل المعبودات رع حور آختي وآمون، أما المعبود بتاح، الذي اعتبره المصري القديم إله الظلام، فلا تتعامد الشمس على وجه تمثاله.