الأحد 20 اكتوبر 2024

رسالة مصرية إلى بريكس

مقالات20-10-2024 | 16:27

أبرز خطاب الرئيس السيسي إلى قمة بريكس أهمية التعاون الدولي ضمن إطار تلك المجموعة الواعدة مع تسليط الضوء على جهود مصر في تعزيز مناخ الاستثمار وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة كما أظهر حرص مصر على استغلال الفرص المتاحة في المشروعات المشتركة والتكامل الاقتصادي مع دول التجمع مع الإشارة إلى القطاعات الواعدة مثل الطاقة المتجددة والرقمنة والنقطة اللافتة في الخطاب هي تركيزه على دور القطاع الخاص في قيادة عملية التنمية ما يعكس توجها استراتيجيا نحو إفساح المجال أمام القطاع الخاص للمشاركة بشكل أكبر في الاقتصاد كما يعكس التركيز على مشروعات البنية التحتية الضخمة مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ورؤية مصر الطموحة في الاستفادة من موقعها الجغرافي لجذب الاستثمارات خاصة في الأسواق الأفريقية.

واشتمل الخطاب المهم على مجموعة من الرسائل السياسية والاقتصادية الواضحة ومنها أن مصر تسعى إلى تعزيز شراكاتها مع الدول الكبرى مثل روسيا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتطلع مصر لتعزيز مكانتها كمحور استثماري إقليمي وعالمي خاصة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في تعبير لا يقبل اللبس عن رؤية مصر للتنمية حيث لا تقتصر على المشروعات الاقتصادية بل تتسع لتشمل الاستثمار في العنصر البشري ما يعكس توجها نحو تنمية شاملة ومستدامة تضع الموارد البشرية في قلب الاستراتيجيات المستقبلية.

وتناول الرئيس مع المنتدى كفرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وسط تحديات عالمية غير مسبوقة وتشير الإشادة بجهود روسيا إلى أهمية التعاون مع روسيا في إطار التحالفات الدولية خاصة في ظل التحديات العالمية المتزايدة ولفتت مصر إلى ضرورة التعاون الجماعي وهي إشارة تؤكد أن دول البريكس بما تمتلكه من إمكانيات يجب أن تتكاتف لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية ولعل الحديث عن فسح المجال للقطاع الخاص رسالة مهمة تستهدف تشجيع المستثمرين على المشاركة الفاعلة في تحقيق الأهداف الاقتصادية المشتركة أما الحديث عن الإصلاحات الاقتصادية المصرية فكان لتسليط الضوء على الإجراءات الطموحة التي اتخذتها الدولة لتحسين بيئة الاستثمار ويعكس الرغبة في إظهار الجدية في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتنمية الفرص الاستثمارية.

ومن بين الرسائل التي يمكن قراءتها هي التأكيد على أهمية مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمشروع استراتيجي يوفر فرصا هائلة ويعكس هذا رغبة مصر الحثيثة في تعزيز مكانتها كقاعدة صناعية وتجارية متكاملة خاصة في أفريقيا ولأن بناء الإنسان هو الأساس وراء تحقيق الأحلام تحدث الرئيس عن أهمية الاستثمار في الموارد البشرية كشرط أساسي لتحقيق التنمية وهو اعتراف بأن التنمية الاقتصادية لا تتحقق دون تطوير العنصر البشري بل هي دعوة لتفعيل برامج تعليمية وتدريبية مشتركة بين الدول وبشكل عام يمكن قراءة رسالة الرئيس السيسي إلى المنتدى على أنها تأكيد على أهمية التعاون الدولي من خلال البريكس في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية مع تسليط الضوء على دور القطاع الخاص ومصر كمحور أساسي في تعزيز الاستثمارات والمشاريع المشتركة لا سيما في أفريقيا وأن مصر ترى روسيا شريكا استراتيجيا ومهما في المرحلة الراهنة وأن التعاون مع دول المنتدى رسالة تعزز من مكانة البريكس كمجموعة قادرة على أن تكون بديلا أو على الأقل مكملا للنظام الاقتصادي العالمي الحالي الذي تهيمن عليه القوى الغربية وأن مصر تدعم الاقتصاد المفتوح والمبادرات الاستثمارية المشتركة وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والصناعات التحويلية ويظهر استعدادها لتقديم نفسها كوجهة استثمارية جاذبة وأن مصر ليست مجرد مشارك في البريكس بل تسعى لتكون لاعبا رئيسيا في المنطقة بفضل موقعها الاستراتيجي وفرصها الاستثمارية الكبيرة وأنها تسير على الطريق الصحيح نحو الاستقرار الاقتصادي وهو خطاب يستهدف الشركاء الدوليين لإظهار الجدية في تهيئة البيئة الاقتصادية الملائمة للشراكات والاستثمارات الدولية.

إن مصر تضع نفسها على مفترق طرق استراتيجي تسعى من خلاله إلى لعب دور محوري في تشكيل مستقبل اقتصادي متعدد الأقطاب حيث تلتقي فرص التعاون الدولي مع رؤيتها الطموحة للتنمية الشاملة فمن خلال تعزيز الشراكات مع قوى صاعدة كروسيا ودول البريكس تفتح مصر أبوابا واسعة للاستثمار والتكامل موقنة بأن النمو الحقيقي لا يتحقق إلا بتضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص واستثمار الموارد البشرية الغنية التي تمتلكها.

مصر، بخطوات واثقة، تضع حجر الأساس لنهضة اقتصادية تتجاوز حدودها، لتكون منارة في قلب إفريقيا، وجسرًا بين الشرق والغرب، مدفوعة برؤية طموحة تتجاوز التحديات العالمية، لتصنع من هذه التحديات فرصًا للنمو والازدهار.