شهد الذهب أداءً لافتًا خلال هذا العام، حيث ارتفع بنسبة 25% منذ بداية العام، مستفيدًا من توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وعمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية، بالإضافة إلى الطلب القوي من الأسواق الآسيوية.

كما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية وحالة عدم اليقين قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة في نوفمبر.

أول خفض لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي منذ عام 2020

كان من المتوقع على نطاق واسع أن يُقدم البنك المركزي الأمريكي على خفض الفائدة في اجتماعه في سبتمبر بعد أن أبقاها مرتفعة لأكثر من عام، ومع ذلك، انقسمت التوقعات حول حجم الخفض الأول.

في الوقت ذاته، وصل الذهب إلى مستويات قياسية جديدة في الأسابيع الأخيرة مع تكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يقدم خفضًا أكبر من المتوقع، مما يعود بالفائدة على الذهب كونه لا يدر عائدًا.

التاريخ يكرر نفسه

عادةً ما يشهد الذهب وسندات الخزانة ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا عند بدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، كما حدث في الدورات السابقة منذ عام 1989.

وجاء إعلان الفيدرالي بعد فترة تقلبات في سوق الذهب، حيث اقترح بعض المحللين عودة السوق إلى أنماط التداول التقليدية، حيث يتحرك الذهب عكس العوائد الحقيقية.

في السنوات الأخيرة، ضعفت العلاقة بين الذهب والعوائد مع بقاء المعدن الثمين مرتفعًا رغم زيادة الفائدة، مدعومًا بالشراء الكبير من البنوك المركزية.

توقعات الذهب للربع الرابع

يتوقع العديد من المحللين أن يستمر الذهب في الارتفاع خلال الفترة القادمة، لكن وتيرة الزيادة تعتمد بشكل كبير على سرعة تحرك الفيدرالي لتخفيف سياسته النقدية.

تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب وتضعف الدولار، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.

طلب متزايد من البنوك المركزية

رغم ارتفاع أسعار الذهب، استمرت البنوك المركزية في زيادة مشترياتها، حيث ارتفعت المشتريات إلى 37 طنًا في يوليو، وهو أعلى مستوى شهري منذ يناير. أكبر المشترين في يوليو هم بنك الاحتياطي الهندي، والبنك المركزي الأوزبكستاني، والبنك الوطني البولندي.

الصين توقف شراء الذهب

بعد موجة شراء استمرت 18 شهرًا، توقفت الصين عن شراء الذهب في مايو، وهو ما قد يؤدي إلى ضغوط سلبية على الأسعار، خاصة أن الصين كانت من أكبر المشترين.

صناديق الاستثمار المتداولة

شهدت صناديق الذهب المتداولة انتعاشًا في الأشهر الأخيرة، حيث سجلت تدفقات إيجابية عبر جميع المناطق بقيادة الصناديق الغربية.

التوترات الجيوسياسية

من المرجح أن يستمر الذهب في الارتفاع إذا زادت التوترات العالمية أو تفاقمت المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي.

توقعات 2024 و2025

توقع البنك الدولي أن يبلغ متوسط سعر الذهب 1,950 دولارًا للأونصة في 2024، فيما توقع صندوق النقد الدولي أن يصل السعر إلى 1,775 دولارًا.

سعر الذهب في عام 2024

كان المعدن الثمين في ارتفاع كبير منذ بداية عام 2024، حيث وصلت قيمته إلى مستويات قياسية جديدة عدة مرات حتى الآن هذا العام، وبدأ هذا الاتجاه في أوائل مارس، حيث ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى الـ 2160 دولار للأونصة، بزيادة 8٪ مقارنة بالرقم القياسي السابق في ديسمبر 2023.

تم تجاوز هذا الرقم القياسي بسرعة من خلال القمم اللاحقة في أبريل ومايو وأغسطس ومؤخراً في 16 سبتمبر، عندما ارتفع السعر إلى ما يزيد عن الـ 2600 دولار للأونصة، مع هذه الارتفاعات القياسية، تكون أسعار الذهب قد ارتفعت بنسبة مذهلة بلغت 25٪ منذ بداية العام.

وعلى الجانب الأخر، أدى الوباء وتزايد التوترات العالمية والتباطؤ الاقتصادي العام إلى ارتفاع مستمر في سعر الذهب في الدول العربية وحول العالم.