لليوم الـ16 على التوالي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عمليات الإبادة الجماعية ضد أهالي شمالي قطاع غزة، حيث بات أكثر من 400 ألف فلسطيني يواجهون خطر الموت قتلًا أو جوعًا، حيث يمنع دخول أي مساعدات إلى هناك، تزامنًا مع إطلاق النار تجاه كل ضد كل من يحاول الخروج من المناطق المحاصرة للحصول على الطعام أو المياه أو الدواء.
خطة الجنرالات
استنكرت حركة حماس من جهتها، صمت المجتمع الدولي إزاء ما وصفته بمحاولات إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات"، وما تقضي به من إبادة وتطهير عرقي ممنهج في شمال قطاع غزة، مؤكدة على أن ذلك "مشاركة" فعلية في الجريمة.
وفي غضون الأيام الماضية، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الاحتلال ينفذ "خطة الجنرالات"، وهي خطة وضعها قادة سابقون عسكريون سابقون، وتقضي بتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة.
وتقول حماس إن تلك الخطة تهدف إلى تهجير السكان قسرًا تحت وطأة التطهير العرقي والمذابح والتجويع، مما يشكل وصفة إبادة مكتملة الأركان.
وتؤكد أن صمت المجتمع الدولي عنها في ظل مضي الاحتلال في تنفيذها، يضع علامات استفهام كبيرة أمام سلوك يصلُ حد التواطؤ مع جريمة العصر بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.
ويمنع الاحتلال إدخال المواد الإغاثية، من غذاء ودواء ووقود، إلى مخيم جباليا والشمال لأكثر من 21 يومًا، في حين يتعرض السكان لقصف مستمر يطال الأحياء والمنازل المكتظة، وفقًا لها.
وطالبت بضرورة تفعيل المجتمع الدولي أدوات الحماية التي كفلها القانون الدولي لشعبنا الفلسطيني، الذي يواجه وحشية وفاشية هذا الاحتلال المجرم.
ويجبر الاحتلال الأهالي على مغادرة الشمال من خلال ممرات يزعم أنها "آمنة" عبر شارح صلاح الدين، وصولًا إلى المناطق الجنوبية من القطاع لكنه لا يكاد يلبث حتى يستهدفهم، بالقصف والقنص والاعتقال.
وفي الوقت ذاته، يواصل جيش الاحتلال عمليات قصف وحرق المنازل غرب مخيم جباليا وفي مناطق متعددة بشمالي القطاع، هذا بالإضافة إلى مواصلة حصار عشرات الآلاف من الفلسطينيين في منازلهم هناك، ويمنع وصول الطعام والمياه إليهم.
وفي هذا الإطار، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة، إلى إعلان شمالي قطاع قطاع غزة منطقة منكوبة، بما يقتضيه ذلك من تدخلات فورية، وإلزام إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية هناك، وتوجيه مساعدات طارئة منقذة للحياة بشكل عاجل.
جرائم قتل جماعي
واتهم المرصد الأورومتوسطي، جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم قتل جماعية وفردية منهجية وواسعة النطاق في شمال غزة، بالإضافة إلى التجويع المتعمد، والتهجير القسري الجماعي والتدمير الكامل لمقومات الحياة، بينما تقطع قواته الاتصالات والإنترنت، وفي السياق ذاته، أكد على أن صم المجتمع الدولي آذانه وتقاعسه عن وقف ما يجري يجعله شريكًا في الإبادة الأكثر وحشية.
ووثق المرصد جرائم مروعة ضد المدنيين في مخيم جباليا وعموم شمال قطاع غزة، مع تصاعد وتيرة الهجوم الإسرائيلي الذي بلغ ذروته الجمعة 18 أكتوبر الجاري، حيث قصف جيش الاحتلال منازل لعائلات: الحواجري، ونصار، وأبو العيش في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد 33 فلسطينيًا، فضلًا عن إصابة أكثر من 70 آخرين.
وكشف أن فلسطينيين آخرين لم يعرف عددهم ما زالوا مفقودين، مرجحًا أنهم فارقوا الحياة تحت الأنقاض، ليرتفع عدد الضحايا الذين قتلوا منذ بداية الهجوم الأخير على شمال القطاع إلى 500 شخص، وما زال عشرات منهم في الشوارع وتحت الأنقاض، فضلًا عن إصابة الآلاف.
استهداف متعمد للمنظومة الصحية
وحاصرت قوات الاحتلال، السبت 19 أكتوبر الجاري، المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، واستهدفت كل من يتحرك في محيطه، وأطلقت المدفعية قذيفتين تجاهه، وقطعت التيار الكهربائي عنه، كما دمرت جرافاتها أحد أسوار المستشفى، كما قصفت الطائرات الإسرائيلية ساحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، طبقًا للمرصد.
وأكد المرصد أن جيش الاحتلال يعمل بشكل منهجي على إخراج ما تبقى من المنظومة الصحية عن العمل بالكامل هناك -وهي التي تعمل أصلًا بشكل جزئي- واستهداف طواقمها، بعد أن عمل خلال الأيام الماضية على استهداف وتدمير آبار المياه المتبقية وقصف مقاسم الاتصالات والإنترنت، مما أدى إلى انقطاعها عن المنطقة.
وأوضح أن أكثر من 400 ألف فلسطيني يواجهون خطر الموت قتلًا بالقصف أو الموت جوعًا شمالي وادي غزة، حيث تمنع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات منذ بداية الشهر، بينما تواصل اجتياح شمال القطاع منذ السادس من أكتوبر الجاري.
وفي ذلك اليوم، أعلن جيش الاحتلال بدء اجتياح في شمال قطاع غزة، بحجة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة، لكن بات من الواضح أن إسرائيل ترمي من وراء ذلك إلى تهجير أهالي الشمال.
أخبار مروعة
وأقرت الأمم المتحدة، بأن الأخبار القادمة من شمال غزة "مروعة"، حيث لا يزال الفلسطينيون يعانون من أهوال لا توصف تحت الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن أن الناس في جباليا محاصرون تحت الأنقاض، ويمنع المسعفون من الوصول إليهم، ويتعرض عشرات الآلاف من الفلسطينيين للتهجير القسري، في ظل نفاد الإمدادات الأساسية.
وأفادت بأن المستشفيات المكتظة بالمرضى تعرضت للقصف، مطالبة بتوقف هذه الفظائع، بموجب القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين والجرحى والمرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرافق الصحية.
وفي الوقت نفسه، شددت الأمم المتحدة على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، وامتثال الكيان الإسرائيلي للأوامر المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
حصيلة المجازر
وفي اليوم الـ380 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 7 مجازر، وصل منها للمستشفيات 84 شهيدًا، فضلًا عن 158 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 42.603 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 99.795 آخرين، وفقًا لمعطيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
ونشرت صحة غزة انفوجراف يتضمن إحصائية عامة للشهداء والجرحى: