الأحد 16 فبراير 2025

ثقافة

اكتشاف جيولوجي يغير المفاهيم التقليدية حول حركة الغلاف الأرضي

  • 22-10-2024 | 00:51

جزيرة إيستر

طباعة
  • إسلام علي

تشير الاكتشافات الجيولوجية في جزيرة إيستر إلى وجود تناقضات كبيرة في الفهم التقليدي لكيفية تحرك الغلاف الأرضي "الوشاح" تحت سطح الأرض.

ووفقا لما نقله موقع science daily، كانت الفكرة السائدة لعدة عقود أن الوشاح يعمل كحزام ناقل بطيء الحركة يحمل الصفائح الأرضية فوقه، ومع ذلك، أظهرت الأبحاث التي أجراها فريق من الجيولوجيين من كوبا وكولومبيا وهولندا أدلة تشير إلى أن هذه النظرية قد لا تفسر بشكل كامل كيفية تحرك الوشاح أو تفاعله مع الصفائح الأرضية.

التاريخ البركاني لجزيرة إيستر

تقع جزيرة إيستر، المعروفة ببراكينها المنقرضة وتماثيل الموي الشهيرة، تقع فوق صفيحة محيطية، وهذه الصفيحة ليست قديمة جدًا، وقد تشكلت البراكين منذ حوالي 2.5 مليون سنة، ومع ذلك، في عام 2019، اكتشف فريق من الجيولوجيين أن معادن الزركون الموجودة في الصخور البركانية تعود إلى ما هو أبعد من 2.5 مليون سنة، حتى أنها تعود إلى 165 مليون سنة، وهذا الاكتشاف الغريب أثار التساؤلات حول كيفية بقاء هذه المعادن القديمة في الصهارة الحديثة نسبيًا.

 

دور معادن الزركون في فهم الوشاح الأرضي

وتعد معادن الزركون دليل مهم في دراسة العمليات الجيولوجية لأنها تحتوي على كميات صغيرة من اليورانيوم الذي يتحلل إلى رصاص بمعدل ثابت، مما يسمح للجيولوجيين بتحديد عمر الصخور التي توجد بها.

تم تحليل الزركون المكتشف في جزيرة إيستر، ظهر أن تركيبه الكيميائي متطابق تقريبًا، مما يشير إلى أن هذه المعادن القديمة نشأت من نفس المصدر البركاني الحديث، لكن الوشاح تحت هذه البراكين لا يمكن أن يكون قديمًا إلى حد يسمح بوجود معادن عمرها 165 مليون سنة.

 

تفسير محتمل: أعمدة الوشاح

يشير الباحثون إلى أن البراكين في جزيرة إيستر، المعروفة بـ "براكين النقاط الساخنة"، قد تكون نشأت من أعمدة وشاحية مستقرة.

وتعتبر هذه الأعمدة كتل ضخمة من الصخور الساخنة التي ترتفع ببطء من أعماق الوشاح إلى السطح، مكونة براكين على طول الطريق.

يُعتقد أن هذه الأعمدة تظل في مكانها لفترة طويلة بينما تتحرك الصفائح فوقها، مما يفسر تكوين براكين جديدة في مواقع مختلفة على مدار ملايين السنين، قد يكون عمود الوشاح تحت جزيرة إيستر قد بقي نشطًا منذ 165 مليون سنة، ما يفسر وجود الزركون القديم.

 

مناطق الاندساس ودور حلقات النار

ولفهم كيفية انتقال هذه الأعمدة خلال فترات زمنية طويلة، اتجه الجيولوجيون لدراسة مناطق الاندساس، وهي مناطق في "حلقة النار" حول المحيط الهادئ حيث تغوص الصفائح المحيطية في أعماق الوشاح، هذه المناطق تقدم أدلة مهمة على كيفية تغير الغلاف الأرضي بمرور الزمن.

أظهرت الأبحاث أن الصفائح القديمة التي اختفت منذ ملايين السنين قد دفنت في هذه المناطق، وأن الهضبة البركانية التي كانت موجودة في موقع جزيرة إيستر الحالية ربما قد غطست في منطقة اندساس قبل 110 مليون سنة، وهذا التفسير يربط بين نشاط الوشاح الحالي والأحداث الجيولوجية القديمة.

 

التحديات التي تواجه "نظرية الحزام الناقل"

يظهر اكتشاف الزركون القديم أن الوشاح المحيط بأعمدة الوشاح قد لا يتحرك بنفس السرعة التي كان يُعتقد سابقًا، مما يتحدى فكرة "الحزام الناقل".

وفقًا للنظرية التقليدية، يجب أن تكون أعمدة الوشاح متجددة وسريعة بما يكفي لتفادي التحرك مع الصفائح، ومع ذلك، يشير هذا البحث إلى أن الوشاح قد يكون أكثر استقرارًا، مما يسمح ببقاء المواد القديمة في مكانها على مدى ملايين السنين.

 

الاستنتاجات الجديدة

تشير هذه النتائج إلى أن وشاح الأرض أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا، قد يتحرك ببطء أكبر مما تشير إليه النظريات السابقة، مما يسمح بالاحتفاظ بمواد قديمة من أعماق الأرض إلى السطح.

وتفتح هذه الاكتشافات الباب أمام إعادة النظر في كيفية تشكل الأرض وتفاعل الغلاف الأرضي مع الصفائح التكتونية على مدار الزمن الجيولوجي الطويل.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة