تعد ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني من أبرز الظواهر الفلكية الفريدة في مصر القديمة، وتحدث هذه الظاهرة مرتين سنويًا، حيث تتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبده الكبير بأبو سمبل.
قال الدكتور بسام الشماع، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية والجغرافية والمرشد السياحي المكرم من قبل الأمم المتحدة، في حديثه لبوابة "دار الهلال"، أنه بعد إجراء دراسات معمقة استمرت لعدة سنوات، توصل إلى استنتاج مثير حول تماثيل رمسيس الثاني المنحوتة في واجهة معبد أبو سمبل، فقد لاحظ أن هذه التماثيل تم نحتها بشكل استثنائي لم يُسبق له مثيل في عصور مصر القديمة على مر التاريخ.
وأوضح الشماع أن هذه التماثيل تتميز بملامح فريدة من نوعها مقارنةً بجميع التماثيل الأخرى من فترات الحقب المصرية القديمة وعصر رمسيس الثاني نفسه، إذ تحمل تلك التماثيل ابتسامة رقيقة وخفيفة، تُعتبر سمة ملكية تفتقر إليها أي تماثيل لهذا الملك العظيم.
واستمر في حديثه، موضحًا أن ارتفاع تماثيل رمسيس الثاني يصل إلى 20 مترًا، وأنه في سياق النحت، يُعتبر عمل النحات الذي أضاف ابتسامة على شفاه التماثيل المكتظة، إنجازًا عظيمًا من الناحية الفنية والجمالية، حيث يُظهر براعة وإبداع النحات.
كما أشار الدكتور الشماع إلى أن التمثال المحطم، والذي يُعد واحدًا من بين أربعة تماثيل تقع على واجهة المعبد، يُعتقد الكثيرون أنه تعرض للتحطيم بسبب عملية النقل التي تمت بين عامي 1964 و1968 تحت إشراف منظمة اليونسكو، إلا أنه اتضح من خلال الدراسات أن هذا التمثال قد انهار وتحطم نتيجة لزلزال في العصور القديمة، وليس بسبب عملية نقل المعبد، ويبرز هذا الاكتشاف أهمية التحليل الدقيق لتاريخ هذه المعالم الأثرية، ويسلط الضوء على التحديات التي واجهت الحفاظ عليها عبر العصور.