دعت إسبانيا والبرتغال إلى تبني نهج جديد في علاقات الاتحاد الأوروبي مع إفريقيا، معربتان عن توافقهما في السياسة الخارجية والدفاعية، وكذا ضرورة تعميق التعاون القائم بمجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، وتكييفها مع احتياجات الشركاء الأفارقة، بما في ذلك في إطار صندوق السلام الأوروبي.
جاء ذلك في بيان مشترك عقب اجتماع وزيري الخارجية والدفاع في البلدين بمدريد قبل القمة الإيبيرية السنوية، التي من المقرر أن تعقد قريبا في فارو.
وبحسب البيان، تشترك البرتغال وإسبانيا بشكل كامل في الدفاع عن تعددية الأطراف في حل النزاعات، وذلك في إطار نظام متكامل للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإقليمية، كما تعملان من أجل نظام دولي قائم على القانون الدولي.
وسلط البيان الضوء على أن البرتغال وإسبانيا هما من دول الاتحاد الأوروبي "الأقرب" إلى القارة الإفريقية، والتي يعتبرونها "القارة التي تتمتع بأكبر الفرص وأكبر التحديات في العقود القادمة"، منوها بأن البلدين يحافظان على تناغم كبير بشأن مصالحهما وتحدياتهما الاستراتيجية فيما يتعلق بالأمن والدفاع على الجانب الإفريقي، وخاصة في مناطق مثل الساحل وخليج غينيا وكابو ديلجادو (شمال موزمبيق) وجمهورية إفريقيا الوسطى.
كما أعربت أسبانيا والبرتغال، في البيان، عن قلقهما إزاء الديناميكيات الإقليمية الأخيرة التي أدت إلى أزمات متعددة في منطقة الساحل، وما نتج عنها من تدهور في الوضع الإنساني، مشددتان على رغبتهما في تعزيز التعاون مع هيئات التكامل الإقليمي الإفريقية، ولاسيما الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، ومجموعة التنمية الإفريقية (سادك).
كما تم التأكيد على روابط الصداقة والتعاون الممتازة التي تجمع بين البرتغال وإسبانيا، فضلا عن تقارب مواقفهما داخل الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف، وكذلك بشأن قضايا مثل أوكرانيا والشرق الأوسط والجوار الجنوبي.
وفي مجال الدفاع، خصص الإعلان المشترك نقطة محددة للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، حيث تدرك البرتغال وإسبانيا الحاجة إلى الاستثمار في الدفاع كوسيلة للحفاظ على السلام، وتلتزمان بتعزيز الحوار وتعزيز المبادرات الرامية إلى تسهيل العمل المشترك لصناعاتهما الدفاعية في هذا الإطار الثنائي، فضلاً عن تعميق أشكال التعاون في إطار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الدفاع البرتغالي نونو ميلو، في تصريح عقب الاجتماع، "نرغب في القيام باستثمار كبير جدًا في صناعة الدفاع وفتح هذا المجال أيضًا أمام الاستثمار الخاص، أي المزيد من المجالات التكنولوجية، حيث تعتبر إسبانيا سوقا كبيرة ومصدر للمستثمرين المحتملين"، موضحا أن صناعة الدفاع الوطنية تضم حاليا حوالي 30 شركة، و30 ألف فرصة عمل، وتمثل حوالي 5ر2% من صادرات البلاد.