قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بلغ 2.4% في العام المالي الماضي بسبب التوترات الجيوسياسية والتحديات التي واجهت الاقتصاد المصري قبل بدء برنامج الإصلاح الاقتصادي في مارس الماضي..مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك إلا أن التوقعات الاقتصادية لمصر تظل إيجابية ، حيث تحظى بدعم من المؤسسات المالية الدولية وشركاء التنمية.
جاء ذلك خلال مُشاركة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد ومجموعة البنك الدوليين لعام 2024 بواشنطن، حيث التقت بقيادات مجموعة جيفيرز المالية العالمية ، التي تعد واحدة من أكبر شركات حلول الاستثمار وإدارة الأصول في العالم، وبحضور 75 شركة عالمية.
كما عقدت المشاط اجتماعًا مع مجموعة بنك (جي بي مورجان) العالمية وعدد من المستثمرين ؛ لاستعراض أبرز نتائج برنامج الإصلاح الاقتصادي والهيكلي في مصر في إطار الترويج للجهود التي تقوم بها الدولة لتشجيع الاستثمار وجذب رؤوس الأموال، وذلك بحضور أحمد كجوك وزيرالمالية.
وعرضت الوزيرة ، خلال اللقاء ، ما تحقق على مستوى الإصلاح الاقتصادي والهيكلي في الفترة الماضية، والجهود التي تقوم بها الدولة لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي وتحسين بيئة الأعمال، وبناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات، رغم الأزمات الإقليمية والعالمية المحيطة، والتي تؤثر على الدول النامية بشكل عام.
وقالت المشاط : إنه تم تنفيذ العديد من الإصلاحات التي تعزز تنافسية الاقتصاد المصري من بينها إلغاء الإعفاءات الضريبية والرسوم على الكيانات الحكومية في الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية، وإصدار مرسوم رئيسي لتجارة السندات، يتضمن قواعد وحوافز لتحسين المنافسة والشفافية وزيادة التداول في السوق الثانوية فضلاً عن تعديل قانون المالية العامة الموحد لتحسين التقارير المالية، وتنفيذ تعديل قانون المالية العامة الموحد لتحديد سقف سنوي لدين الحكومة العام بما في ذلك 59 سلطة اقتصادية وإصدار إرشادات عامة حول الميزانية من أعلى إلى أسفل وتحديد السقوف المتعلقة بالإطار المالي المتوسط الأجل (MTBF) لتوزيعها على الوزارات المختلفة، وإعداد وثيقة إرشادية لتوزيعها بين الوزارات لتحديد المعايير الجديدة لتقييم مشاريع الاستثمار العامة.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أهمية الإصلاحات الهيكلية في تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية في القطاعات ذات الأولوية..مشيرة إلى ما قامت به من إصلاحات في قطاعات الطاقة المتجددة والكهرباء، وهو ما أسهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع الحيوي.
وأشارت إلى وثيقة سياسة ملكية الدولة؛ التي تحدد المعايير المتعلقة بتحديد مشاركة الدولة أو انسحابها من القطاعات والأنشطة الاقتصادية المختلفة، مما يعزز من الحياد التنافسي ويعزز كفاءة الشركات المملوكة للدولة.. منوهة بالتعاون القائم مع مجموعة البنك الدولي لتوفير الدعم الفني من أجل إصدار تشريع متخصص لتنظيم ملكية الدولة في الشركات المموكة لها أو التي تُسهم فيها، لحوكمة تواجد الدولة في الأنشطة الاقتصادية، تركيز تدخلها على ضخ الاستثمارات في القطاعات والمرافق العامة الحيوية.
وتطرقت إلى تقارير مؤسسات التصنيف الائتماني التي عدلت نظرتها للاقتصاد المصري إلى إيجابية بعد قرارات الإصلاح الاقتصادي الصادرة في مارس الماضي.. مؤكدة أن الحكومة عازمة على استمرار خطوات الإصلاح الاقتصادي والهيكلي، من أجل الحفاظ على التطورات الإيجابية للاقتصاد المصري في مواجهة التحديات الخارجية، وخفض تواجد الدولة في الأنشطة الاقتصادية وإفساح المجال للقطاع الخاص، وتحقيق مزيد من التحسن في المواقف الخارجية والمالية لمصر.
وتحدثت المشاط عن جهود الحكومة لحوكمة الإنفاق الاستثماري والالتزام بسقف محدد لحجم الاستثمارات من أجل الحد من معدلات التضخم وإفساح المجال للقطاع الخاص..مشيرة إلى البرنامجين اللذين يتم تنفيذهما مع صندوق النقد الدولي لتقييم إدارة الاستثمار العام، وتقييم إدارة الاستثمار العام من منظور المناخ من أجل زيادة فعالية وكفاءة الاستثمار واتباع نهج قائم على الأدلة، لسد فجوات التنمية القطاعية.