الأحد 24 نوفمبر 2024

ثقافة

لأول مرة.. اكتشاف حجرة دفن في ألمانيا من العصور السلتية المبكرة

  • 26-10-2024 | 02:29

طباعة
  • إسلام علي

اكتشف فريق من علماء الآثار حجرة دفن خشبية في موقع أثري بالقرب من مدينة ريدلينجن في جنوب غرب ألمانيا، يعود تاريخها إلى حوالي 2600 عام.

ووفقا لما ذكره موقع newsweek، جاء هذا الاكتشاف المفاجئ خلال عمليات التنقيب على سهول نهر الدانوب، مما أثار اهتمام المكتب الحكومي للتراث الثقافي في ولاية بادن فورتمبيرغ، الذي أعلن عنه في بيان صحفي موضحًا التفاصيل.

 

موقع الحجرة وسط تل دفني مهيب

تقع حجرة الدفن المكتشفة وسط تل دفني كبير يتجاوز قطره 210 أقدام، ويبلغ ارتفاعه الحالي حوالي 6 أقدام، رغم أن هذا الارتفاع قد يكون بلغ 20 قدمًا في الماضي.

يعد التل الدفني الذي يحتوي على الحجرة نموذجًا للتلال التي كان يبنيها الشعوب السلتية، حيث استُخدمت عادةً لدفن الأفراد ذوي المكانة العالية أو الزعامات في المجتمع، ويعكس تصميم هذا التل أهمية المتوفي ومكانته.

 

أهمية الاكتشاف من منظور تاريخي وأثري

تحدثت أندريا ليندلوهر، المسؤولة بوزارة التنمية الإقليمية والإسكان في ولاية بادن فورتمبيرغ، عن حجرة الدفن المكتشفة أنها شهادة نادرة على التراث الأثري الغني لولاية بادن فورتمبيرغ.

وأوضحت أن الحجرة، بعد مرور 2600 عام، بقيت محفوظة بشكل كامل بفضل الطبيعة الفريدة للبيئة التي كانت بها، والتي ساعدت في بقاء الخشب متماسكًا دون تلف، وهو أمر غير اعتيادي، حيث نادرًا ما تبقى المواد الخشبية محفوظة لفترة تتجاوز بضع سنوات أو عقود في الظروف الطبيعية.

 

التلال الدفنية الأميرية في الثقافة السلتية

كان الشعب السلتّي الذي عاش في منطقة جنوب غرب ألمانيا قبل نحو 620 إلى 450 قبل الميلاد يشيّد ما يعرف بتلال الدفن الأميرية لتخليد ذكرى أفراد المجتمع ذوي المكانة العالية.

ويمثل هذا الاكتشاف إحدى أهم الحُجر الدفنية الكاملة التي عثر عليها في ألمانيا، حيث تحتفظ هذه الحجرة بمعالمها الكاملة، بما في ذلك جدرانها وسقفها وأرضيتها، التي بُنيت جميعها من خشب البلوط وتم دفنها في تلّ ضخم، مما يعكس التفوق الحرفي لأبناء تلك الحقبة.

 

حالة استثنائية للحفاظ على الخشب المدفون

أشار مكتب التراث الثقافي في ولاية بادن فورتمبيرغ إلى أن هذا الاكتشاف فريد من نوعه وله أهمية علمية كبيرة، إذ أن الأخشاب المدفونة عادةً ما تتآكل بفعل العوامل الطبيعية، إلا أن الظروف الخاصة للموقع، مثل انخفاض مستوى الأكسجين داخل الكومة، ساهمت في حفظ هذه الحجرة بشكل غير مسبوق، هذا ويعتبر الخشب مادة بناء رئيسية خلال العصر السلتّي المبكر، ولكن العثور على أمثلة محفوظة منه أمر نادر للغاية.

 

تأريخ الحجرة والقطع الأثرية المحفوظة

تمكن علماء الآثار من تحديد تاريخ محتمل لبناء الغرفة، اعتمادًا على قطعة أثرية خشبية شبيهة بالهراوة، يُعتقد أن بنائي الحجرة تركوها خلفهم.

وتشير التحاليل الأولية إلى أن هذه القطعة الخشبية المصنوعة من شجرة بلوط، قد قطعت حوالي عام 585 قبل الميلاد، مما يضع حجرة الدفن ضمن الفترة الزمنية التي يُعتقد أن تلال الدفن فيها كانت تُبنى.

 

الدفن السلتّي المكتمل: ضربة حظ في علم الآثار

في تصريح صحفي، أكد ديرك كراوس، عالم الآثار بمكتب ولاية بادن فورتمبيرغ للتراث الثقافي، على الأهمية العلمية الكبيرة لهذا الاكتشاف، مشيرًا إلى أن الحجرة الدفنية المكتشفة في ريدلينجن تمثل "ضربة حظ" في علم الآثار، حيث لم يسبق العثور على قبر سلتّي بهذه الحالة الكاملة منذ عام 1890، حين عُثر على حجرة دفنية مماثلة قرب مدينة فيلينجن بالغابة السوداء، لكنها لم تحفظ بشكل كامل.

 

تحليل إضافي للكشف عن أسرار جديدة

 

يواصل علماء الآثار التنقيب والدراسة في الموقع، حيث يأملون في أن يكشف التحليل الدقيق لنتائج التنقيب عن تفاصيل جديدة، مثل هوية الفرد المدفون في الحجرة ومكانته في المجتمع السلتّي، ومن المتوقع أن تسهم هذه التحليلات في توفير رؤى أكثر عمقًا حول البنية الاجتماعية والعادات الدفنية لشعوب تلك الحقبة.

الاكثر قراءة