يستعد مواطني جورجيا، للإدلاء بأصواتهم اليوم السبت في الانتخابات التشريعية الحاسمة لمستقبل هذا البلد القوقازي، الذي يشهد اشتباك جماعات المعارضة المؤيدة لأوروبا مع الحزب الحاكم.
ويخشى الاتحاد الأوروبي أن تبتعد تبليسي عن طموحها في الانضمام إليه، وهو الهدف المنصوص عليه في الدستور الجورجي، وتقترب أكثر من موسكو.
وذكرت شبكة راديو وتلفزيون بلجيكا "ار.تي.بي.اف" أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن تحالف أحزاب المعارضة قادر على حشد القدر الكافي من الأصوات لهزيمة "الحلم الجورجي"، حزب الملياردير بيدزينا إيفانيشفيلي، الذي اتُهم بسحب خيوط السلطة من الظل لعقد من الزمان.
واتحدت قوى المعارضة ضد الحزب الحاكم وتمكنت قوى المعارضة، المنقسمة تقليديًا، من تشكيل جبهة غير مسبوقة ضد الحزب الحاكم.
ومن بين الأطراف الأربعة المعنية،الحركة الوطنية المتحدة التي يتزعمها الرئيس السابق المسجون ميخائيل ساكاشفيلي، عدو إيفانيشفيلي.وينص برنامجهم بشكل خاص على إجراء إصلاحات انتخابية وقضائية واسعة النطاق، وإلغاء القوانين المنتقدة التي أصدرتها الحكومة مؤخرًا.
وحذرت الخبيرة جيلا فاسادزي من مركز التحليل الاستراتيجي في جورجيا من انه إذا حاول الحزب الحاكم البقاء في السلطة بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فهناك خطر حدوث اضطرابات ما بعد الانتخابات.
وقبل أسبوع من التصويت، تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لأوروبا في تبليسي، في إشارة إلى التطلعات القوية للتقارب مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة بين الأجيال الشابة .
وردا على ذلك، قام الحزب الحاكم بنقل عشرات الآلاف من المؤيدين، بما في ذلك موظفون حكوميون، من جميع أنحاء البلاد مساء الأربعاء للمشاركة في تجمع حاشد في ساحة الحرية بوسط تبليسي.
فالحلم الجورجي، الذي يتولى السلطة منذ عام 2012، متهم بالشروع في دوامة استبدادية موالية لروسيا وإبعاد جورجيا عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، اللذين يهدفان أيضا إلى التكامل بينهما.
وينتقد بعض قادته الغرب بشدة. اذ أطلق عليهم بيدزينا إيفانيشفيلي اسم "حزب الحرب العالمية" الذي سيعامل جورجيا، ضحيته، على أنها "وقود للمدافع".
وكانت روسيا قد أنشأت قواعد عسكرية في المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين، أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، واعترفت بهما كدولتين مستقلتين.وفي هذا السياق، قام الحزب الحاكم بحملته الانتخابية من خلال تقديم نفسه باعتباره الحزب الوحيد القادر على منع "أوكرنة" جورجيا المفترضة.
وتقول الحكومة إنها تريد الحصول على ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان البالغ عددها 150 مقعدا، وهي أغلبية كبيرة تسمح لها بتغيير الدستور، وحظر أحزاب المعارضة الموالية للغرب، وفقا لخطتها.
وكانت الرئيسة المؤيدة لأوروبا سالومي زورابيشفيلي، التي انفصلت عن الحكومة، قد حددت المشهد في بداية أكتوبر الجاري قائلة: "لدينا شبه استفتاء حول الاختيار بين أوروبا أو العودة إلى الماضي الروسي الغامض".
وهزت جورجيا، الدولة التي يقل عدد سكانها عن أربعة ملايين نسمة، في مايو الماضي مظاهرات حاشدة ضد قانون "النفوذ الأجنبي" الذي انتقده الغرب واستلهم التشريع الروسي بشأن "العملاء الأجانب" المستخدم لقمع الأصوات المعارضة.
وفي وقت لاحق، جمدت بروكسل عملية انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على مسؤولين جورجيين متهمين بالسماح بـ "قمع وحشي" للمتظاهرين.وردت تبليسي بالتهديد بـ"مراجعة" علاقاتها الدبلوماسية مع واشنطن.