في 28 أكتوبر من كل عام تحتفل كثير من البلدان باليوم العالمي للرسوم المتحركة ، وهو من الفنون التي تساهم في نرسيخ الهوية الثقافية لدى الصغار، وبهذه المناسبة نستعرض مع خبيرة تربوية أهمية الفنون في تنمية مهارات الأطفال وبناء شخصيتهم خاصة الرسوم المتحركة ،
وحول هذا السياق أكدت الدكتورة ريهام أحمد عبد الرحمن، باحثة الإرشاد النفسي والتربوي بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" ، أن الفنون تلعي دور رئيسي في تشكيل شخصية الطفل، فهي لا تقتصر على تنمية المهارات الإبداعية فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والعقلية ، من خلال الفنون يتعلم الطفل كيفية التعبير عن نفسه، وإدارة عواطفه، وحل مشكلاته، وتعزيز ثقته بنفسه ، كما تساعده على تطوير مهاراته الحركية والإدراكية والاجتماعية، مما يساهم في نموه الشامل والتوازن.
وأشارت باحثة الإرشاد النفسي والتربوي إلى أهمية الرسوم المتحرك، بأعتبارها ة جزء لا يتجزأ من عملية التعلم الذاتي لدى الطفل ، فهي توفر له تجربة تعليمية ممتعة تعتمد بشكل أساسي على حاسة البصر ، مضيفة إلى فوائدها العديدة في تنمية مهارات الطفل ، ومنها التالي:-
- تساعد الرسوم المتحركة على تعلم الطفل الحروف والأرقام واكتساب لغة غنية كما تنمي خياله وإبداعه، وتعلمه مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات.
- تعزز الرسوم المتحركة الهوية الثقافية للطفل من خلال نقل القيم والتقاليد المجتمعية بطريقة ممتعة ومشوقة.
- تقدم الرسوم المتحركة دروسًا عملية بطريقة ممتعة ومبتكرة، مما يساعد الطفل على تصحيح المفاهيم التي قد يصعب شرحها له بالكلمات.
- ولإن الطفل يتعلم بالتقليد، فالرسوم المتحركة توفر له نماذج إيجابية ليقلدها ، ويمكن استخدام الكرتون لتعليم الطفل القرآن الكريم والصلاة وغيرها من القيم الإسلامية، مما يجعل هذه الأمور سهلة وممتعة بالنسبة له.
- تساعد الرسوم المتحركة الآباء والأمهات على إيصال المعلومات إلى أطفالهم بطريقة غير مباشرة وممتعة، مما يجعل عملية التعلم أكثر جاذبية.
- تساعد الأطفال أيضاً على تفريغ طاقاتهم من خلال المشاهد المرحة والمضحكة، مما يجعلهم أقل عرضة للشعور بالملل وفقدان الشغف.
- تعزز لدى الأطفال فهم مشاعرهم الخاصة ومشاعر الآخرين، مما يعزز قدرتهم على التعاطف والتواصل الاجتماعي.
واختتمت حديثها قائلة: أن الرسوم المتحركة سلاح ذو حدين ، فهي أداة تعليمية ممتعة تساعد الأطفال على التعلم والتطور، ولكنها قد تحمل في طياتها بعض المخاطر إذا لم يتم اختيار المحتوى بعناية ، لذا يجب على الآباء مراقبة ما يشاهده أطفالهم، وتجنب الرسوم المتحركة التي تحتوي على لغة نابية أو سلوكيات عنيفة، والتي قد تؤدي إلى تقليد الطفل لهذه السلوكيات السلبية ، كما يجب الحرص على تنظيم وقت مشاهدة التلفزيون، لتجنب المشاكل الصحية الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة.