الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

«من رفض إلى عشق» كيف جمع الحب بين طه حسين وزوجته؟

  • 28-10-2024 | 10:25

طه حسين وزوجته

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تنطبق مقولة «ربّ ضارّة نافعة» على عميد الأدب العربي طه حسين الذي تُحل اليوم ذكرى وفاته، حيث أصابه الرمد وفقد بصره، ولكن جاء شعاع من الأمل أنار عتمه وحدته وظلامه متمثل في زوجته العزيزة سوزان، حيث جمع بينهم العلم والأدب، ربما فقد شيء ولكن أكتسب في المقابل أشياء كثيرة ليصبح عميد الأدب العربي ويتزوج ممن كان يناديها «صديقتي» ليصبح لقبها «زوجتي وحبيبتي».

ولد طه حسين في 14 نوفمبر 1889م، في قرية كيلو القريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا، أصيب بالرمد في طفولته وعلى ذلك فقد الصغير بصره، ولكنه لم يستسلم لإعاقته وتلقى تعليمه في كتاب قريته وأتم فيه حفظ القرآن الكريم وبعض العلوم الأخرى، ثم انتقل إلى القاهرة وأستكمل دراسته في الأزهر رفقة أخيه الأكبر، ولكن لم يستمر هناك، والتحق بالجامعة المصرية، وحصل منها على شهادة  الدكتوراة  في عام 1914، ثم سافر إلى فرنسا في بعثة تعليمية لتحضيره للدراسات العليا في عام 1915م، وقابل هناك زوجته الفرنسية "سوزان بريسو".

تعرف طه حسين على سوزان، أثناء بعثته إلى فرنسا، ولكن أثناء دراسته واجهه حسين معوقات أمامه فكان بحاجه لأحد يقرأ له الكتب والمراجع، فرأته سوزان وساعدته فكانت تقرأ له ما يريد، تطورت العلاقة بينهم فجمعت بينهم صداقة قوية فكان يناديها بـ "صديقتي"، ثم أعجب بها وأخبرها بحبه لها، ولكنها قابلت حبه بالرفض وقالت له ولكنني لا أحبك.

لم ينطفئ الأمل في قلب حسين وحاول كثيرا حتى أعادت سوزان التفكير والنظر في مسألة ارتباطهم فكانت تبادله مشاعر الإعجاب حتى وافقت على الزواج، ولكن لم يكن الطريق باليسير أمامها فعارضت أسرتها الزواج منه لكثير من الأسباب ومنها أنه نشأ في بيئه مختلفه عنهما بالإضافة أنه كفيف البصر وأيضا لتمسك عائلتها بعقيدتهم الكاثوليكية، ولكن لم تيأس سوزان وظلت تقنعهم حتى قابل عمها "القس" حسين وجلس معه أعجب بتفكيره وأثنى عليه وأقنع العائلة حتى وافقوا وتم الزواج.

ظلت قصة حبهم مستمرة وقوية مثل الشجرة لا تتزعزع، حتى توفي طه حسين عام 1973م، وكان رحيله كالطامة الكبرى على زوجته سوزان، فأبكته وحزنت عليه بشده، وراثته في كتابها "معك"، وتحدثت فيه عن قصه حبهما ويعتبر ذلك الكتاب إحياء لذكرى زوجها عميد الأدب العربي طه حسين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة