أكد أكاديميون بمجال الإعلام، أن وسائل الإعلام مسؤولة عن القيام بدور كبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية في ظل ما تواجهه من محاولات للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لافتين إلى أن الإعلام يعد أحد أقوى الأسلحة في الزود عن القضية الفلسطينية.
وقال الأكاديميون، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش أعمال النسخة الأولى من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي اليوم /الاثنين/، إن الإعلام له دور كبير في تعزيز مسألة الوعي ومجابهة حملات الدعاية السلبية والتشويه التي تستهدف عقول الشباب وذلك لحمايتهم من الوقوع فريسة للجماعات المتطرفة.
وفي هذا الإطار..قالت عميد كلية اللغة والإعلام بفرع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالقرية الذكية الدكتورة حنان يوسف إن الإعلام مسؤول بشكل كبير عن دعم القضية الفلسطينية التي تواجه محاولات تصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أهمية تعامل الإعلام مع تلك القضية بالشكل الذي يكشف الحقائق للرأي العام العالمي ويفضح إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
وطالبت الدكتورة حنان يوسف بإطلاق حملة إعلامية رقمية موحدة تساعد دعم القضية الفلسطينية من خلال إيصال رسائل للمجتمع الدولي بما يعانيه الفلسطينيون تحت الاحتلال، على أن تعتمد هذه الحملة على الأساليب العقلانية في التوجه وبناء رأي عام داعم للقضية الفلسطينية، وتفنيد الادعاءات الباطلة التي تروج لها إسرائيل من خلال الإعلام الغربي.
وأشارت إلى أهمية استخدام منصات التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الجديدة لصالح القضية الفلسطينية بما يدعم حق الفلسطينيين في تسويق قضيتهم عالميا وحشد الدعم العالمي لها.
بدورها، أكدت مدرس الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة السويس الدكتورة ياسمين العشري، أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في الدفاع عن القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، باعتبارها محورًا أساسيًا للهوية العربية والإسلامية، حيث يتمثل هذا الدور في نقل الواقع الفلسطيني، وتوثيق معاناة الفلسطينيين اليومية تحت الاحتلال الإسرائيلي، وما يعانونه من استيطان وحصار، وجرائم حرب ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.
وقالت العشري، إن الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة الشائعات والتضليل الإعلامي الذي يهدف إلى تشويه الحقائق وإضعاف الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية، من خلال تقديم تقارير موثوقة ومبنية على أدلة، لتمكين الإعلام من توعية الجمهور بحقيقة ما يجري على الأرض، وفضح الجهود الدعائية الإسرائيلية التي تسعى لتضليل الرأي العام العالمي.
وأضافت أن الإعلام الرقمي يلعب دورًا متزايدًا في التصدي للدبلوماسية الرقمية لإسرائيل، التي تهدف إلى تشكيل صورة إيجابية لها وسط الجمهور العربي عبر منصات متعددة، لافتة إلى أن هذه المنصات تعتمد على استراتيجيات مبتكرة للتواصل وتقديم المحتوى، لكنها غالبًا ما تتضمن تحريفًا للحقائق وتزييفًا للوقائع، مما يستدعي استجابة إعلامية رقمية فاعلة ومتوازنة من الجانب العربي لتوضيح الحقائق ودحض الروايات المضللة.
وتابعت العشري أن الإعلام الرقمي العربي يتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة الجهود الدعائية الإسرائيلية التي تتسم بالتلاعب بالمشاعر واستهداف شرائح متنوعة من المجتمع العربي، من خلال استخدام أدوات التحقق من المحتوى الرقمي وتقنيات الطب الشرعي الرقمي، مما يمكن الإعلام العربي من كشف الأكاذيب والتضليل الممنهج.
وتطرقت إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة ورصد النشاط الموجه نحو الجمهور العربي، مما يسمح بتقديم ردود سريعة ومدعومة بالأدلة على المزاعم الإسرائيلية المشكوك فيها.
وأبرزت العشري أن الإعلام الرقمي العربي مطالب بتطوير محتوى تفاعلي ومبتكر يجذب انتباه الجمهور العربي، ويقدم معلومات موثقة عن تاريخ القضية الفلسطينية وواقعها المعاصر، بما في ذلك توثيق جرائم الاحتلال باستخدام الفيديوهات والصور والتقارير الميدانية الموثوقة.
وشددت على ضرورة تعزيز حملات التوعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال سرد قصص حقيقية وواقعية عن المعاناة الفلسطينية، مما يسهم في تعزيز الوعي العربي والدولي وتحصين الجمهور ضد التضليل.
وذكرت الدكتورة ياسمين العشري أن المنصات الرقمية العربية تستطيع أيضًا توفير مساحات للحوار البناء والرد على الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية بأسلوب منطقي ومقنع، يراعي المعايير المهنية والأخلاقية في التواصل.
وجددت التأكيد على أن الإعلام الرقمي يبقى سلاحًا فاعلًا في الحرب الإعلامية، قادرًا على تغيير الرأي العام وتثبيت الرواية الحقيقية، شرط أن يكون معتمدًا على المهنية والمصداقية والتحقق من المعلومات.
وحثت العشري المراسلين والصحفيين على الالتزام الصارم بالمصداقية، والنقل الشفاف للأحداث دون تحيز أو تهوين، حيث إن التزامهم بالمعايير المهنية والأخلاقية يعزز ثقة الجمهور في الإعلام، ويساهم في رفع مستوى الوعي العام وتشكيل ضغط دولي لحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
واختتمت العشري بالتأكيد على أن الإعلام الحر والنزيه يعد السلاح الأقوى في إيصال صوت المظلومين وحماية القيم الإنسانية، وهو بوابة العدالة للضحايا المدفونين تحت ركام الحرب.
من جانبه، أكد مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة الدكتور محمد وليد بركات أن الإعلام مسؤول عن القيام بدور كبير في توثيق الأحداث بشكل عام وفي القلب منها الحروب والصراعات المسلحة التي تعد لها تأثير في مجريات التاريخ، موضحا أن الإعلام قادر على توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية التي ترتكب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وجرائم الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري للسكان خارج القطاع، وذلك لكشف حقيقة العدو الحقيقي للأجيال القادمة.
وأشار إلى أن توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية يعد حجة للحاضر، وكشفا للمتخاذلين من الدول التي تقف إلى جانب إسرائيل استنادا إلى فلسفة ازدواجية المعايير.
وجدد التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي الراهن على قطاع غزة ولبنان كشف زيف ادعاءات الدول التي وفرت لإسرائيل الدعم السياسي والعسكري تحت حجة الدفاع عن النفس، مشيرا إلى ضرورة اضطلاع الإعلام بدروه لكشف كل تلك الأمور.
واستطرد قائلا إن وسائل الإعلام أصبح لها دور كبير في توعية الشعوب بأهمية التسلح بالعلم والتأكيد على ضرورة الوقوف خلف القيادة السياسية صفا واحدا لمجابهة التحديات الراهنة، فضلا عن تعزيز مسألة الوعي لمنع وقوع الشباب في أفخاخ الجماعات المتطرفة.