اكتشف علماء الحفريات 23 أكتوبر الماضي، بولاية كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية كائنًا ينتمي إلى الحقبة الطباشيرية، وهو ثديي صغير بحجم فأر المسكي كان يتنقل بين المستنقعات في عصر الديناصورات، وأعلن الباحثون من جامعة كولورادو بولدر، عن نتائجهم بمجلة PLOS ONE.
ويعد العصر الطباشيري أو الكريتاسي كما يطلق عليه أيضا، فترة زمنية جيولوجية تمتد من حوالي 145 مليون سنة مضت إلى 66 مليون سنة، ويعتبر هذا العصر هو الثالث والأخير من عصور حقبة الحياة الوسطى، والتي تعرف أيضاً باسم عصر الديناصورات.
استمر ذلك العصر لمدة 79 مليون سنة، مما أتاح للكثير من التغيرات أن تحدث على سطح الأرض، وشهد تنوعًا كبيرًا في الحياة، خاصة الديناصورات، حيث ظهرت أنواع عديدة منها مثل التيرانوصور ركس، والتريسيراتوبس، والفيلوصور، كما ظهرت العديد من الزواحف البحرية والطيور الأولى.
ووفقا لموقع sciencedaily، أطلق الفريق اسم "Heleocola piceanus" على الكائن المكتشف، ويُترجم اسم "هيليوكولا" باللاتينية إلى "ساكن المستنقعات"، وهو اسم يناسب بيئته القديمة، وقد تم تحديده عبر قطعة من عظم الفك وثلاثة أسنان ضروس، وُجد هذا الحيوان في كولورادو منذ نحو 70 إلى 75 مليون سنة، حين كانت أجزاء كبيرة من الغرب الأميركي مغطاة ببحر داخلي شاسع.
قالت أستاذ في قسم العلوم الجيولوجية قسم الفقاريات الأحفورية في متحف التاريخ الطبيعي بجامعة كولورادو، أن كولورادو ماتزال مليئة بالاكتشافات الأحفورية، لكن الحفريات الثديية من هذا العصر نادرة نسبيًا، ما يجعل العثور على حيوان من هذه الحقبة في هذه المنطقة إنجازًا بارزًا.
ومقارنة بالديناصورات الضخمة التي عاشت في تلك الحقبة، مثل التيرانوصورات وترايسيراتوبس، قد تبدو هذه الحفرية الجديدة ضئيلة، لكنها كانت كبيرة نسبيًا مقارنةً بالثدييات الأخرى في تلك الفترة.
منذ ملايين السنين
كان عالما الحفريات جون فوستر وريبيكا هانت فوستر، يعودان كل صيف إلى هذه المنطقة منذ 15 عامًا للتنقيب عن الأحافير، لكي يسهما في الاكتشافات العلمية التي سوف تسهم في تكمله صورة الماضي لكولورادو، التي قد تبدو غير مألوفة لسكانها اليوم وتعود هذه المنطقة إلى نحو 70 مليون سنة، حيث كانت المستنقعات والمصبات تحتضن كائنات مثل السلاحف والديناصورات والتماسيح العملاقة التي كانت تعيش على النباتات والأسماك.
اكتشافات أحفورية سابقة
قالت ريبيكا هانت فوستر، عالمة الحفريات ربما كانت هذه المنطقة تشبه ولاية لويزيانا في وقتنا الحالي، حيث نرى فيها الكثير من الكائنات التي ازدهرت في بيئة رطبة، مثل أسماك القرش والأسماك القيثارية، أما جون فوستر، فقد تذكر أول مرة عثر فيها على جزء من فك الثديي في عام 2016، حيث كانت الحفرية بحجم بوصة واحدة فقط.
وجدير بالملاحظة، أنه قبل حدوث انقراض الديناصورات غير الطائرة، كان حجم الثدييات الصغيرة يعادل تقريبًا حجم الجرذان والفئران الحالية، لكن "H. piceanus"وهو الاكتشاف الحديث، كان يُعتبر كبيرًا في ذلك الوقت، حيث يُقدر وزنه بنحو 2 رطل، وهو أكبر من معظم الثدييات التي عاشت في أواخر العصر الطباشيري.
وتشير إيبرلي إلى أن الكائن المكتشف، وهو قريب من الجرابيات الحديثة، ربما كان يتغذى على النباتات مع بعض الحشرات أو الكائنات الصغيرة.
يشير هذا الاكتشاف إلى أهمية الثدييات الصغيرة في النظم البيئية القديمة، فبالرغم من أنها قد تبدو صغيرة وغير ذات أهمية، إلا أنها أدت دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي في كولورادو في أواخر العصر الطباشيري، وذلك يتضح من العدد القليل من الثدييات الكبيرة التي ظهرت في تلك الفترة، ما يضيف لنا فهماً أوسع لتنوع الكائنات في ذلك الوقت.