تُثار الكثير من التساؤلات حول مستقبل العملية البرية، التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة، بعد دخولها العام الثاني، تزامنًا مع فتح جبهة أخرى في جنوبي لبنان ضد حزب الله، يجمع بينهما خسائر فادحة يتلقاها جيش الاحتلال على الجبهتين.
وفي هذا الشأن، يوضح اللواء أركان حرب الدكتور، سمير فرج، أن الفصائل الفلسطينية تقاتل قتال مدن في غزة، ما أعطى لها القدرة على الاستمرارية في القتال لمدة عام، ودائمًا يقال "المدن مقبرة الغزاة".
وأضاف "فرج" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن هذا النوع من القتال يقوم على مجموعات تقوم بقنص الدبابات، وهذا هو الحاصل اليوم، وشاهدناه في غضون الفترة الماضية.
وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية نجحت بالفعل في إعادة تدوير مخلفات الحرب الإسرائيلية، فأحيانًا يفر الجندي الإسرائيلي ويترك سلاحه وراءه، فلا شك أنهم استفادوا من تلك النقطة بشكل جيد.
ومضى موضحًا أن القتال الدائر لمدة عام أضعف بالفعل قدرات "الفصائل" بما في ذلك حركة حماس، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى أن القتال قد يستمر لفترة طويلة على النحو الدائر في هذه الأثناء.
أما في لبنان طبيعة الأرض جبلية، وهذا يجعل جيش الاحتلال عاجز عن الحركة هناك، ولم يحقق حتى الآن أي نجاح هناك، في مقابل ذلك، حزب الله على دارية بتلك الدروب جيدًا، وهذا يعطي له الأفضلية، بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي، الذي أشار إلى أن تلك العملية التي تشنها إسرائيل في جنوبي لبنان لن تكون نزهة لها.
وكشف أن إسرائيل تستهدف من وراء عمليتها تلك السيطرة على الجزء الجنوبي من لبنان، بجانب تدمير قدرات حزب الله.
كيف تطورت الأمور؟
في الـ7 من أكتوبر العام الماضي، هاجمت حركة حماس 11 قاعدة عسكرية، و22 مستوطنة إسرائيلية بمحاذاة غزة، في إطار الرد على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، حسبما ذكرت.
وقد كبدت العملية إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، ومثلت ضربة قاصمة للجيش، الذي لطالما ادعى بأنه لايقهر، بالإضافة إلى تمريغ وجه الموساد الإسرائيلي في الطين، كل ذلك جعلها تشن حرب مدمرة ضد قطاع غزة، تحت ذريعة القضاء على "حماس" خلفت حتى الآن ما يزيد عن 144 ألفًا بين شهيدًا وجريح، جلهم من النساء والأطفال.
بينما بدأت عمليتها البرية في القطاع في الـ27 من أكتوبر العام الماضي، بعد قصف دام استمر نحو ثلاثة أسابيع على مختلف أرجاء القطاع من البر والبحر والجو، وكان في اعتقاد إسرائيل أن أيام قلائل كافية لإنهاء كل شئ هناك، بما يعيد لها "قوة الردع"، لكن باتت غزة في غضون عام كامل مستنقع تعجز عن الخروج منه.
وعقب تلك الحرب التي شنتها في الـ7 من أكتوبر 2023 ضد قطاع غزة، بدأت فصائل في لبنان، بينها "حزب الله" في فتح جبهة إسناد، ما سبب في نزوح عشرات الآلاف على جانبي الخط الأزرق "الفاصل بين البلدين".
وفي الـ23 من سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل هجماتها ضد الأراضي اللبنانية لتشمل معظم مناطق لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، قبل أن تبدأ لاحقًا غزوًا بريًا في جنوبه.