ترك الناس في الماضي العديد من المقتنيات الدالة على تواجدهم، بدءا من الآثار الضخمة وصولاً إلى القطع الشخصية وعظامهم أنفسها، لكن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يظلون لغزًا، اليوم، بفضل التقنيات العلمية الحديثة، أصبح بإمكان الباحثين إعادة بناء أشكالهم بدقة، مما يعيد شخصيات من عصور ماضية إلى الحياة.
هنا نلقي نظرة على بعض أبرز عمليات إعادة البناء
وطبقا لما نقله موقع Live science، تمكنك التكنولوجيا الحديثة من إعادة بناء لامرأة من النياندرتال بملامح وجه وأنف عريضين، وحاجبين بارزين، وشعر داكن طويل، بينما نرى إلى اليمين جمجمتها المعاد ترميمها، والتي كانت قد تهشمت إلى مئات القطع.
تمكن الباحثون من إنشاء نموذج لامرأة نياندرتال تُدعى "Shanidar Z"، نسبة إلى كهف شانيدار في كردستان العراق حيث وُجدت بقاياها.
أظهر تحليل عظامها أنها ربما توفيت في منتصف الأربعينيات من عمرها وبلغ طولها نحو 1.5 متر، عُرضت عملية إعادة البناء في مسلسل "أسرار إنسان نياندرتال" على منصة Netflix
ويعد إنسان نياندرتال نوع من البشر القدماء عاش في أوروبا وغرب آسيا منذ حوالي 400,000 إلى 40,000 سنة مضت، ويُعتبر من أقرب أقرباء الإنسان الحديث.
كان إنسان نياندرتال يتميز بجسم قوي البنية وعضلات بارزة، وهذا يُعتقد أنه تأقلم للعيش في البيئات الباردة التي سادت أوروبا أثناء العصر الجليدي، ولديه جمجمة عريضة وأقل ارتفاعًا من جمجمة الإنسان الحديث، مع جبهة منخفضة وعظم جبين بارز، وكان لديه أنف عريض وكبير، يُعتقد أنه ساعده في تدفئة الهواء البارد والجاف قبل وصوله إلى الرئتين.
كان إنسان نياندرتال صيادًا ماهرًا، حيث اعتمد بشكل رئيسي على لحوم الحيوانات البرية، مثل الماموث والرنة، لتلبية احتياجاته الغذائية، وبالنسبة إلى الأدوات، فقد صنع إنسان نياندرتال أدوات حجرية متطورة تُعرف بالأدوات الموستيرية، واستخدمها للصيد والنحت والتقطيع، مما يشير إلى قدرات عقلية متقدمة.
هناك أدلة على أنه كان لديه نظام اجتماعي معقد، وكان يعتني بالأفراد المرضى والمصابين، كما توجد إشارات إلى أنه دفن موتاه، مما يُشير إلى وجود طقوس أو عادات اجتماعية معينة.
الانقراض
انقرض إنسان نياندرتال منذ حوالي 40,000 سنة، وأسباب هذا الانقراض غير مؤكدة، لكن بعض الفرضيات تشير إلى تغيرات مناخية أو التنافس مع الإنسان الحديث على الموارد.