قام علماء الآثار من فريق هيئة التراث الوطني السويدية بدراسة بقايا مستوطنات تعود للعصر الحديدي في منطقة ستورا هامار بالسويد.
ووفقا لما ذكره موقع heritagedaily، يقع هذا الموقع على أطراف بلدة هولفيكن، حيث يُخطط لإقامة مشاريع سكنية جديدة بنهاية عام 2024، تتمتع منطقة ستورا هامار بتاريخ طويل من الاستيطان البشري، حيث سكنت منذ عصور ما قبل التاريخ وتنوعت مراحل الاستيطان فيها من العصر الحديدي، مرورًا بعصر الفايكنج والعصور الوسطى، وصولاً إلى يومنا هذا.
تتميّز منطقة ستورا هامار بموقعها الاستراتيجي الذي يتيح لها الوصول إلى مضيق أوريسند وبحر البلطيق، مما جعلها مركزًا للتجارة والاتصالات في تلك الفترات، كما تكشف الحفريات الأثرية في المنطقة عن بقايا منازل طويلة، ومواقد، وحفر، مما يدل على حياة الاستيطان الزراعي والاقتصادي الذي ازدهر في هذه المنطقة.
وتعتبر ستورا هامار اليوم واحدة من المناطق الأثرية التي يتم التنقيب فيها قبل بدء مشاريع تطوير سكنية جديدة، وتستقطب اهتمام علماء الآثار لاستكشاف طبقات تاريخية متعددة من حياة الشعوب القديمة في السويد.
وأظهر التحقيق الأثري الأخير وجود آثار لمنازل طويلة وحُفر ومواقد وأعمدة تعود إلى فترة العصر الحديدي ما قبل الروماني والعصر الحديدي الروماني "حوالي 500 قبل الميلاد إلى 400 ميلادي".
وتوجد هذه البيوت الطويلة بجوار مستوطنة كبيرة تضم أكثر من 50 مسكنًا، وقد نشأت بسبب الموقع الاستراتيجي للتجارة الذي أتاح سهولة الوصول إلى كل من أوريسند وبحر البلطيق.
وأشار فريدريك ستراندمارك، أحد علماء الآثار من هيئة التراث الوطني السويدية، إلى أن الموقع الحالي قد يكون امتدادًا لموقع سبق التنقيب فيه منذ أكثر من عشر سنوات، ويقع عند الحافة الشرقية للمستوطنة القديمة.
ووفقًا لبيان أصدرته هيئة الآثار السويدية، أسفرت الحفريات عن اكتشافات متنوعة، منها قلادة تعود لعصر الفايكنج (حوالي 800 إلى 1050 ميلادي)، وأبازيم من العصور الوسطى (1050 إلى 1500 ميلادي)، وخزف من فترات متعددة، إضافة إلى قطعة زجاجية يعود تاريخها إلى فترة الهجرة 400 إلى 550 ميلادي.
وأضاف ستراندمارك أن الموقع يتميز بأهميته الاستراتيجية والساحلية، حيث تمر به العديد من طرق التجارة القديمة، بل وتم تحديد طريق قديم في الخرائط القديمة للموقع، مما يؤكد دوره التاريخي في حركة التجارة والتواصل.