تشير دراسة حديثة إلى رؤى جديدة حول قرى الأصداف التي عاش فيها السكان الأصليون في أمريكا الشمالية.
ووفقا لما ذكره موقع heritagedaily، تتميز المواقع الأثرية ذات الحلقات الصدفية التي تنتشر على طول الساحل الجنوبي الأطلسي للولايات المتحدة بتكوينات دائرية أو مقوسة من أصداف الرخويات (Crassostrea virginica) وقد تضم قطع سيراميك قديمة، بقايا حيوانية، وأدوات يدوية متنوعة، ويعتقد أن تراكم الأصداف بدأ حول المنازل، ليشكّل بمرور الزمن أكواماً دائرية ناتجة عن أنشطة منزلية واحتفالية، مما أدى إلى تشكيلها بهذا النمط الفريد.
بحسب دراسة منشورة في التقارير العلمية، تُعد هذه المستوطنات أقدم مجتمعات معروفة للأمريكيين الأصليين المستقرة على مدار العام في الغابات الشرقية، والتي أقيمت في بيئات ساحلية متغيرة.
ومن خلال تحليل نماذج مستوى سطح البحر ونظائر التربة، توصل علماء الآثار إلى أن هذه القرى تعود إلى ما بين 5000 و3800 سنة قبل الميلاد.
ويبدو أن نمو المستوطنات وتراجعها ارتبطا بتقلبات مستوى سطح البحر التي أثرت بدورها على إنتاجية الشعاب المرجانية المحيطة بالساحل الجنوبي الأطلسي.
كما أوضح مؤلفو الدراسة أن جمع الرخويات ربما كان يستند إلى تقاليد متعلقة بملكية الشعاب، وقد تكون مرتبطة بعلاقات قرابة أو شبكات اجتماعية تتحكم في الوصول إلى مناطق الحصاد.
وأشار الباحثون إلى أن التنوع في الحصاد ربما كان له دور في تعزيز إنتاجية واستدامة الشعاب المرجانية في مواجهة ضغوط البيئة المتغيرة. وأظهرت النتائج أن المحار كان يُجمع بشكل أساسي خلال الأشهر الباردة رغم استمرار جمعه على مدار العام، ما يعكس دور الحصاد المستدام في تأمين موارد هذه المجتمعات.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية البيانات الأثرية لفهم تعقيدات العلاقات الإنسانية القديمة، وتقدم رؤية حول كيفية تشكيل الاستقرار الاجتماعي لدى السكان الأصليين في بيئة صعبة، ودورهم في تأسيس نمط حياة مستدام في مواجهة تقلبات بيئية متعددة.