شهد اليوم السادس من فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، انطلاق جلسة نقاش تحت عنوان "رحلتان للفيلم الوثائقي"، بإدارة الصحفية والناقدة السينمائية علا سلوى. اجتمع في هذه الجلسة مجموعة من أبرز الخبراء في مجال السينما الوثائقية، منهم صانع الأفلام محمد صيام، و إمانويل شيكون Programmer "Visions du Reel"، وكريستوف موبرجر Deputy Managing Director EFP، والمنتجة وصانعة الأفلام مي عوده.
تحدث محمد صيام عن التحديات الفريدة التي تواجه صناع الأفلام الوثائقية، مشبهاً عملية الإخراج بمسار ماراثوني قد يمتد من عام إلى عشر سنوات. وأكد أن الفيلمين الوثائقي والسينمائي يختلفان جذرياً؛ فبينما تعتمد الأفلام السينمائية على نصوص وحوارات محددة، يتطلب الفيلم الوثائقي صبراً وتعديلاً مستمراً حتى الوصول إلى المنتج النهائي. وأبرز أهمية اختيار الشخصية الرئيسية، حيث يجب أن تتوافر الثقة في تفاصيل قصتها، والبحث عن خيوط تجعل القصة غنية ومؤثرة. ورغم أن العملية قد تستغرق سنوات، إلا أن تحديد الوقت المتوقع للتصوير يعد خطوة حاسمة.
من جانبها، أكدت هالة جلال أن المخرج يحتاج إلى رؤية واضحة وثقة في أفكاره، بعيدا عن تأثير المجتمع. فصانع الفيلم الوثائقي يجب أن يمثل صوته ورأيه الشخصي، مما يمنحه الفرصة للتفرد في ظل الطغيان الإعلامي. وتحدثت عن أهمية أن تسعى المهرجانات إلى البحث عن الأفلام الملهمة التي تتحدى الأفكار الراسخة، مشيرةً إلى أن المنصات الرقمية قد تسهل الوصول إلى الجمهور، إلا أن ما يميز المهرجانات اليوم هو الفعاليات النقاشية مثل CineGouna.
وفي ذات السياق، تناولت مي عوده أهمية منح الفيلم الوثائقي الوقت الكافي للنضوج، حتى لو استدعى الأمر تغيير الهدف الأساسي. استندت إلى تجربتها الخاصة، حيث واجهت تحدياً عندما بدأت الشخصية الرئيسية في تغيير مسار حياتها، مما جعلها تعيد النظر في القصة المطروحة. وأكدت على ضرورة أن يفهم منتج الفيلم السوق المستهدفة، وأن يضع استراتيجية واضحة لتقديم أفكاره بفاعلية.
فيما أوضح كريستوف أنه بالنسبة لصناعة السينما، فإن الشيء الأساسي بالنسبة لمهرجانات السينما هو الربط بين صناع الأفلام في مكان واحد. فبعد الرحلة المليئة بالتحديات في الإخراج، تصبح المشاركة في المهرجانات فيها شيء من التحدي. وأكد على أنه من جهة صناعة الأفلام في أوروبا وأمريكا الشمالية يهتموا بربط صناع الأفلام الشباب، من خلال البرامج الفردية، لمساعدتهم في المشاركة في المهرجانات الأوروبية.
وأكد إيمانويل أن الأهم في إخراج الفيلم الوثائقي هو أن تبني قصتك مع خلق الفرصة للارتجال وهو الأمر الذي يعتبر تحدي رئيسي لإقناع المنتجين بالقصة لتنفيذها على أرض الواقع، وعلى صانع الفيلم أن يركز في خلق قصة فريدة والتأني في الانتهاء من العمل هو الأفضل، فليس من الضروري أن تسرع في عملية التنفيذ والإخراج لتكون مختارًا من المهرجانات السينمائية؛لأن هذا يؤثر على جودة الفيلم، "فالتوقيت مهم، لكن الصبر هو المفتاح".