أكد الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو جوتيريش" أن التنوع البيولوجي هو حليف للبشرية، وأنه يتعين الحفاظ عليه، مجددا التأكيد على أن التصالح مع الطبيعة هو المهمة المُحدِدة للقرن الحادي والعشرين، جاء ذلك في كلمته أمام الجزء رفيع المستوى من مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP16) المنعقد في مدينة كالي الكولومبية .
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "جوتيريش": "الطبيعة هي الحياة. ومع ذلك فإننا نخوض حربا ضدها. حرب لا يمكن أن يكون هناك فائز فيها". ولفت إلى عدم وجود دولة، غنية كانت أم فقيرة، محصنة من الدمار الذي يلحقه تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي والتلوث، مضيفا أن "الأزمات البيئية متشابكة. إنها لا تعرف حدودا، وهي تدمر النظم البيئية وسبل العيش، وتهدد صحة الإنسان وتقوض التنمية المستدامة".
وأشار الأمين العام إلى إعلان التحالف العالمي من أجل السلام مع الطبيعة الذي تم تبنيه في المؤتمر، مؤكدا أنه دعوة إلى العمل لتعزيز الجهود الوطنية والدولية نحو علاقة متوازنة ومتناغمة مع الطبيعة وحمايتها والحفاظ عليها واستعادتها واستخدامها بشكل مستدام وتقاسم التنوع البيولوجي العالمي.
كما أشار أمين عام الأمم المتحدة إلى مـيثاق المستقبل الذي اعتمدته الدول الأعضاء في قـمة المستقبل في سبتمبر، والذي يقر بالحاجة إلى تسريع الجهود الرامية إلى استعادة البيئة وحمايتها والحفاظ عليها واستخدامها بشكل مستدام، ويؤكد على أهمية وقف إزالة الغابات وتدهورها والعدول عنه بحلول عام 2030، وغيرها من النظم الإيكولوجية الأرضية والبحرية.
وقال "جوتيريش" إن هذا يعني الحفاظ على التنوع البيولوجي، مع التأكيد على الضمانات الاجتماعية والبيئية بما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ وإطار كونمينج - مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي.
وحدد الأمين العام مجموعة من الخطوات لتحويل الوعود إلى أفعال بما فيها تقديم جميع البلدان على المستوى الوطني خططا واضحة وطموحة ومفصلة لتتماشى مع أهداف إطار كونمينج -مونتريال، والاتفاق على إطار معزز للرصد والشفافية، والوفاء بالوعود المالية وتسريع الدعم للدول النامية.
و أضاف أنه "استلهاما لروح مؤتمر الأطراف للشعوب. يجب أن نشرك جميع مكونات المجتمع، وخاصة الشعوب الأصلية، والأشخاص من أصل أفريقي، والمجتمعات المحلية"، ووصفهم بأنهم "حراس طبيعتنا"، داعيا إلى حمايتهم وأن يكونوا جزءا من كل نقاش حول التنوع البيولوجي.
وأكد الأمين العام أن إنشاء هيئة فرعية دائمة ضمن اتفاقية التنوع البيولوجي من شأنه أن يشكل خطوة مهمة إلى الأمام، ويضمن سماع أصوات السكان الأصليين في كل مرحلة من مراحل العملية. وأضاف: "السلام مع الطبيعة يعني السلام لأولئك الذين يحمونها. يتعين علينا الدفاع عن الأشخاص الذين يدافعون عن الطبيعة".
وأوضح أن حشد جميع البلدان - كل منها بمستويات مختلفة من الثروة والقدرات – "أمر صعب". لكنه أكد أن التعاون العالمي السريع "يمكن أن يوفر الدفاع الذي نحتاج إليه بشدة ضد حرائق الغابات والفيضانات والطقس المتطرف والأوبئة".
وقال أمين العام الأمم المتحدة إن "بوسعنا ويجب علينا إنقاذ النظم البيئية التي تدعمنا وتبقي أهدافنا المناخية في متناول اليد. والبديل لا يمكن تصوره". وأكد أن "بقاء كوكبنا، وبقاءنا على المحك. فلنختر بحكمة. فلنختر الحياة. فلنتصالح مع الطبيعة".