الأحد 24 نوفمبر 2024

ما بين الأبيض والأسود.. والألوان أجمل الأعمال الرومانسية فى عيون الجمهور

ما بين الأبيض والأسود.. والألوان أجمل الأعمال الرومانسية فى عيون الجمهور

1-11-2024 | 14:16

همسة هلال
تعتبر الأعمال الفنية الرومانسية من أكثر الفنون التى تنال اهتماماً واسعاً لدى الجمهور، إذ تلعب العواطف والمشاعر دوراً محورياً فى جذب الانتباه والتأثير، وقد نجحت الأفلام والمسلسلات الرومانسية فى تقديم قصص حب تخطت حدود الزمن، لتصبح مفضلة لدى كثيرين من عشاق الفن، ولكن مع هذا الإقبال، تبقى هناك أسئلة تطرح نفسها: ما الذى يجذب الجمهور حقاً فى هذه الأعمال؟ وما الأعمال الرومانسية التى تحظى بالمكانة الأبرز لديهم؟ فى هذا التحقيق، نسعى لاستطلاع آراء الجمهور حول الأعمال الفنية الرومانسية، لنعرف من خلالها أبرز الأعمال التى نالت إعجابهم، والأسباب التى تجعلهم يفضلونها على غيرها، تقرأون تلك الآراء فى السطور التالية. البداية كانت مع وسام ملاك، الذى يفضل فيلم «الباب المفتوح» لفاتن حمامة وصالح سليم، حيث وقع البطل فى حب البطلة منذ لقائهما الأول، وظل يحاول إيصال حبه لها لكنها بسبب تعرضها لخيانة مسبقة رفضت حبه تماماً، وأغلقت على قلبها وفقدت الثقة فى المجتمع، وبسبب الأحداث السياسية والاجتماعية تبدأ رحلتها من أجل إيجاد ذاتها بعيداً عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به، ولم ييأس البطل، الذى ظل يحاول معها إلى أن استجابت فى نهايه الفيلم بعد أن أُعجبت بأفكاره وخضعت لآرائه وعادت لها ضحكتها مرة أخرى. شروق سلطان، أجابت بشغف كبير قائلة: أحب فيلم «أبو على» جداً، وكل مرة أشاهده على إحدى القنوات أجلس أتابع أحداثه وكأنى أشاهده لأول مرة، هناك كيمياء بين بطليه النجم كريم عبد العزيز والنجمة منى زكى وكأنهما فى حالة حب واقعية وصادقة، ومشاهدهما مع النجم الراحل طلعت ذكريا المليئة بالكوميديا والضحك، ولا أنسى أغنية «لكل عاشق وطن» للفنان الكبير مدحت صالح التى غناها فى أحد مشاهد الفيلم ولازالت عالقت معى وأرددها بين حين وآخر. فيما اختار محمد حسنى الفيلم الأجنبى «The Fault in Our Stars»، قائلاً: أحب هذا الفيلم جداً لأن به قصة حب تجمع بين بطليه هيزل وأوغستس، ونتابع خلال الأحداث كيفية تطورها بشكل مؤثر وعميق، وكذلك هناك عدة أسباب أخرى منها، الاستمتاع بالحياة رغم الصعوبات، حيث يعلمنا الفيلم أن المرض أو التحديات التى نواجهها فى الحياة ليست النهاية، ويمكننا أن نجد السعادة حتى فى الأوقات الصعبة، كما يلقى الفيلم الضوء على قيمة العلاقات الإنسانية وأهمية الحب والدعم فى حياتنا، خاصة عندما نواجه الأزمات، كما يعرض الفيلم لفكرة التصالح مع الموت، وتقبل حقيقة الموت والتعامل مع فقدان الأحبة، ويعطينا منظوراً عن الأثر الذى يمكن أن يتركه الأفراد حتى بعد رحيلهم، فضلاً عن المرونة والقوة، فعلى الرغم من مرض الشخصيات إلا أنهم يستمرون فى الحياة ويواجهون تحدياتهم بروح قوية وتفاؤلية، مما يلهم المشاهد ليكون مرناً وقوياً. من جانبها استعادت السيدة مها صبرى ذكريات شبابها مع فيلم «معبودة الجماهير» بطولة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وشادية، قائلة: فيلم معبودة الجماهير هو أفضل عمل رومانسى بالنسبة لى ودائماً أتأثر بأحداثه، خاصة فى المنتصف عندما تتم الوقيعة بين حليم وشادية ويخسران حبهما وحينها يغنى العندليب أغنية «جبار» وتجعلنى أبكى على إحساسه بفقد حبيبته، وهى كذلك تبكى ولكن النهاية عادلة جداً، وأحببت عودتهما إلى بعضهما وانتصار الحب الصادق. وعلق حسنى صالح، قائلاً: أحب أفلام الفنان أحمد رمزى، خاصة فيلم «أيامنا الحلوة» حيث شاركه البطولة عمر شريف وعبد حليم حافظ وفاتن حمامة، وجسدوا جميعا مثالاً فى التضحية والجدعنة وذلك عندما تعرضت البنت التى وقعوا جميعاً فى حبها لأزمة صحية كبيرة كادت تقضى على حياتها لكنهم جميعاً بذلوا كل شىء فى إيديهم كى يدفعوا تكاليف عمليتها كنوع من الوفاء والتضحية والحب بلا هدف. بينما فضلت منار عطية فيلم «الزوجة 13» وكيف استطاعت شادية أن تصلح حال رشدى أباظة الذى تزوج قبلها 12 مرة، حيث كشفت خدعته بحيلة ذكية وبمشاركة زوجاته السابقات، حتى أعترف البطل بخطئه ووقع بالفعل فى حب البطلة التى كانت سبباً رئيسياً فى إصلاح حاله. وقال علاء خالد، أحب فيلم «تيمور وشفيقة» وحالة الحب المختلفة التى ناقشها العمل فكلاً منهما (أحمد السقا ومنى زكي) أحب الآخر بطريقته الخاصة ولم يسمع أى منهما للآخر، وبالتالى ليس هناك تفاهم بينهما وبالرغم من محاولة الأهل التوفيق بينهما كى يكتمل الحب، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، ومع مرور الأحداث وعندما يتم اختطاف البطلة تجد أن الذى أنقذها وضحى بحياته لأجلها هو حبيبها، وهنا يعطى الفيلم مثالاً فى التضحية والحب حتى لو كان الثمن الموت، لذلك كانت نهاية العمل رائعة وهى زواج البطلين. ويفضل أحمد العدوى، فيلم «تيتانيك» حيث يقع البطلان ليوناردو دى كابريو، وكيت وينسليت، فى الحب على متن الرحلة الأولى للسفينة «تيتانيك» بالرغم من اختلاف طبقاتهما الاجتماعية، وعند غرق السفينة يتمسك كلاهما بالآخر ولم يتخليا عن بعضهما بالرغم من الظروف والتحديات التى حدثت، وكيف أنقذ البطل حبيبته من الغرق وضحى بروحه فى سبيلها. ويرى عمر الديب، أن فيلم «رد قلبى» من الأفلام الرومانسية الأقرب إلى قلبه، وذلك بسبب أن فارق الطبقات الاجتماعية بين على ابن الجناينى وإنجى بنت الباشا والذى لم يقف فى طريق حبهما، ورغم وصول على وتخرجه فى الكلية الحربية، لم يستخدم هذا العمل لإيذاء والد وأخ إنجى إلا أنه عندما صدر قرار بتأميم ممتلكات عائلة حبيبته، تحلى حينها علي بروح القانون وترك لها السلسلة التى كانت تحبها. واختارت مريم وسام، فيلم «سيدة القصر» لعمر الشريف وفاتن حمامة، قائلة: الفيلم حقيقى بيخطفنى كلما شاهدته، بما فيه من جمال ورقة ورومانسية، حيث شكَّل عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائياً مبهراً، و«سيدة القصر» من أجمل أعمالهما معاً، أشعر بمتعة كبيرة وأنا أشاهده، وأكون سعيدة لأن حبهما استمر فى النهاية وعلاقتهما نجحت بالرغم من الصعوبات التى واجهتهما. وفى سياق متصل تحدثت «الكواكب» أيضاً مع عدد من النقاد للتعليق على اختيارات الجمهور، والتعرف منهم على أهمية الأعمال الرومانسية، وهل نحن نحتاج إليها حالياً سواء فى السينما أو الدراما.. أم حسب الذوق العام، وجاءت إجاباتهم كالتالى. قال الناقد الفنى طارق مرسى: أبدأ من مقطع لأغنية (من غير ليه) للشاعر حسين السيد، غناء وتلحين الموسيقار محمد عبدالوهاب، فهذا المقطع البديع أرى أنه يلخص أهمية الأعمال الرومانسية فى الفن، التى تخاطب المشاعر الإنسانية، وتساهم فى تحسين المزاج العام وتخفيف ضغوط الحياة وتحفيز الانفعالات الإيجابية. وتابع: السينما المصرية حالياً تعانى من نقص فى إفراز هرمون الحب؛ لغياب الفيلم الرومانسى إلى حد ما، وحسب دراسات علماء النفس فعند مشاهدة فيلم رومانسى يطلق الدماغ هرمون الحب «الأوكسيتوسين»، وهو المادة الكيميائية العصبية المسؤولة عن إنتاج ما تُسمى «المشاعر». واستكمل: تساعد مشاهدة الفيلم الرومانسى على إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين التى يمكن أن تكون ملهمة، وتساعدك على كيفية التعامل مع الحزن، وتجاوزه. وأضاف: بسبب الكوميديا والأكشن فى السنوات الأخيرة ضعفت السينما الرومانسية، وضلت طريقها إلى الشاشة، ففى الاستفتاء الذى أطلقه مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط لاختيار أفضل 100فيلم رومانسى فى تاريخ السينما جاء فيلم «حبيبى دائماً» لنور الشريف وبوسى إخراج حسين كمال الذى أنتج عام 1980، أى منذ 44 عاماً فى المركز الأول، متفوقاً على أفلام شهيرة فى الأربعينيات والخمسينيات التى شهدت العصر الذهبى للسينما الرومانسية، خاصة أفلام سيدة الشاشة فاتن حمامة، وأفلام عندليب الغناء عبدالحليم حافظ، والتى برزت فى قائمة الـ100 فيلم جميعها. وأوضح: خلال الـ44 عاماً الأخيرة وعلى استحياء خرجت أفلام جيدة، لكن على فترات متباعدة مثل «السلم والثعبان»، «سهر الليالى» وبعدهما تجارب «أحلام عمرنا»، «عن العشق والهوى»، «الحب الأول»، «أسوار الحب»، «هيبتا»، و«قصة حب» لأحمد حاتم وهنا الزاهد، ولكنها لاتكفى لحل لغز غياب السينما الرومانسية، وفى الوقت نفسه لا ترقى لروعة فيلم «حبيبى دائماً» هذه النوعية التى نحتاجها فى السينما حالياً، وهذا نداء لكل من يهمه الأمر. ومن جانبه قال الناقد الفنى أحمد سعد الدين: تبرز أهمية الأفلام الرومانسية، عندما يكون الإنسان فى أوقات صعبة، هنا يمكن أن يهرب الإنسان من هذه الضغوط بمشاهدة الأفلام الرومانسية، لذلك نجد أنه أثناء الحرب العالمية الثانية كانت قمة الأفلام الرومانسية حينها. وتابع: حالياً نفتقد الأعمال الرومانسية لعدة أسباب، منها أن السينما خلال الـ25 الماضية كانت بها موجات ما بين الكوميدى وهذه مستمرة حتى الآن، ثم موجة الأكشن، وهى دائماً تحتوى على الحركة، وبعد أن حدثت حالة من التشبع نحن الآن بحاجة إلى وجود الكثير من الأعمال الرومانسية، بحيث تعمل على تهدئة الأعصاب، مشيراً إلى أن الشخص على مدار اليوم أعصابه فى حالة ضغط ويحتاج إلى ساعتين يهرب فيهما من كل هذا إلى حالة أخرى كالسينما، ويشاهد أفلاماً رومانسية تساعده على التخلص من هذا التوتر، لذلك نحن بحاجة لها بكل تأكيد فى هذا التوقيت.