رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن الناخبين الأمريكيين على أعتاب قرار قد يؤثر على بلادهم والعالم لعقود من الزمن في إطار خيار الولايات المتحدة المصيري بين مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأسبوع الجاري.
وذكرت الصحيفة - في مقال افتتاحي - أنه لا يزال هناك وقت أمام الناخبين للتروي والتقاط الأنفاس والتفكير في عواقب اختيارهم قبل التصويت في الانتخابات.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن ترامب لم يستبعد أن تنتهي انتخابات هذا العام بالعنف، كما أنه تعهد بأن يكون أول عمل له كرئيس هو العفو عن "الوطنيين" المسجونين بسبب الهجوم الذي حرض عليه في السادس من يناير 2021 على مبنى الكونجرس، وهو يذكر الناخبين في كل تجمع أنه يخطط لمعاقبة أولئك الذين يلومهم على هزيمته في عام 2020.
ورأت الصحيفة البريطانية أن هاريس أيضا بعيدة كل البعد عن كونها مرشحة مثالية، فمنذ دخولها المنافسة في وقت متأخر بعد انسحاب الرئيس جو بايدن، كانت تكافح من أجل تعريف نفسها بشروطها الخاصة. وفي سباق حيث يقود الاقتصاد مخاوف الناخبين، تبدو حلولها المطروحة في أفضل الأحوال غير مدروسة. لكن الأمريكيين ليسوا بحاجة إلى الإعجاب بما هو مدرج في قائمة مهام هاريس ليروا أن هذه انتخابات يقبل فيها أحد المرشحين النظام الدستوري الأمريكي، ويريد الآخر قلبه.
وقالت الفاينانشيال تايمز إن برنامج ترامب الاقتصادي يرقى إلى "رفض" الدور العالمي الذي لعبته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. فهو يعتزم فرض تعريفات جمركية بنسبة 20% على جميع الواردات وما لا يقل عن 60% على السلع من الصين.
ومن شأن شن حرب تجارية عالمية أن يؤدي إلى ردود فعل "انتقامية" من جانب أصدقاء واشنطن وأعدائها على حد سواء.
وأضافت الصحيفة أنه على النقيض من الاضطرابات التي وعد بها ترامب، تمثل هاريس فكرة أن الأمور تمضي في مجراها كالمعتاد. وقد تبدو منصتها التقليدية نسبيا غير مثيرة، ولكنها تتمتع بعدة مزايا ملحوظة.
وتشير تقديرات اللجنة غير الحزبية للميزانية الفيدرالية المسؤولة إلى أن برنامج هاريس من شأنه أن يرفع الدين الفيدرالي الأمريكي المتضخم بنحو النصف فقط مقارنة ببرنامج ترامب. والتحول إلى الطاقة المتجددة، وهو أحد الركائز الأساسية لأجندتها، من شأنه أن يكون بمثابة خدمة للولايات المتحدة والعالم.