الجمعة 15 نوفمبر 2024

عرب وعالم

رئيس طاجيكستان: لا نرى حل للصراعات إلا من خلال السبل الدبلوماسية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة

  • 4-11-2024 | 18:29

إمام علي رحمان

طباعة
  • دار الهلال

أكد رئيس جمهورية طاجيكستان، إمام علي رحمان، أن طاجيكستان لها موقف حازم، بشأن القضية الفلسطينية فهي تدين بشدة أي أعمال عنف وقتل للمدنيين وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار "ولا نرى حل هذه الصراعات إلا من خلال السبل الدبلوماسية والسياسية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة.


وقال رئيس جمهورية طاجيكستان - في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، بمناسبة زيارته الرسمية إلى دولة الكويت اليوم الإثنين- إن الوضع السياسي والأمني في العالم وخاصة في الشرق الأوسط والمناطق الأخرى، أصبح أكثر تعقيدًا لاسيما الوضع الراهن في قطاع غزة في فلسطين ولبنان، مما أدى الى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين من بينهم أطفال ونساء وشيوخ "مما يشكل مصدر قلقنا العميق".


وأكد أن طاجيكستان تؤيد ضمان السلام والاستقرار الدائمين والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن الكامل في أفغانستان، كما تأمل من خلال التعاون النشط من جانب المجتمع الدُّوَليّ أن تصبح أفغانستان دولة آمنة ونامية، مشيرًا إلى أنه لن تنجح أي دولة في مكافحة الإرهاب بمفردها داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات مشتركة وفعالة لمكافحة هذه الظواهر غير المرغوب فيها .


وأوضح الرئيس رحمان، أن قضايا الإرهاب والتطرف الدُّوَليّ تظل تتصدر جدول الأعمال الدُّوَليّ، مشيرًا إلى أن لطاجيكستان والكويت مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف على المستوى الثنائي والدولي.


وذكر أنه من الطبيعي أن يتم التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية في البلدين الشقيقين لمواجهة مثل هذه الأخطار والتهديدات، لافتا إلى أن من أهداف زيارته إلى دولة الكويت بحث سبل توسيع التعاون في هذا الصدد وكذلك المشاركة في مؤتمر دُوَليّ في إطار عملية دوشنبه لمكافحة الإرهاب الذي يعقد بالتعاون مع طاجيكستان ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب معربًا في الوقت ذاته عن الامتنان للتعاون الفعال من الجانب الكويتي في عقد هذا المؤتمر.


وحول تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، اعتبر الرئيس أن قضايا توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع دولة الكويت من الاتجاهات ذات الأولوية في علاقاتنا، مبينًا أنه خلال عهد الاستقلال شهدت بلادنا تطورا سريعًا وحققت إنجازات مهمة إذ وبلغ متوسط معدل النمو السنوي لاقتصاد الجمهورية على مدى السنوات العشر الماضية أكثر من 7 في المئة.


وأضاف أن المنظمات المالية الدولية تقيم طاجيكستان كدولة ذات اقتصاد سريع النمو وفرص استثمارية مواتية موضحًا أن لدى بلاده تعاونا موثوقًا وناجحًا مع معظم المؤسسات المالية الدولية وشركاء التنمية الآخرين.


وأشار إلى أنه منذ عام 2001 استثمر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أكثر من 85 مليون دولار أمريكي في تنفيذ مشروعات الطاقة والنقل والبري في المشروعات الاستثمارية الحكومية في طاجيكستان مؤكدًا الاستعداد للتعاون مع هذا الصندوق في تنفيذ مشروعات استثمارية أخرى في طاجيكستان.


وعن الصناعات في بلاده، قال الرئيس رحمان إن صناعة التعدين في طاجيكستان تتمتع بآفاق جيدة إذ يتم استخراج أكثر من 40 نوعا من المعادن والمنتجات الأخرى هناك ويوجد 800 منجم من المعادن المتعددة والعناصر النادرة والثمينة بما في ذلك النحاس والفضة والذهب والرصاص والأنتيمون والزنك والليثيوم والتنغستن والزئبق.


أما في مجال الصناعات الخفيفة والأغذية في طاجيكستان، فقد ذكر أنه يتم إيلاء الاهتمام الرئيسي لإنشاء مجموعات لمعالجة المواد الخام والمنتجات النهائية ذات القيمة العالية، كما تهتم البلاد بالتعاون المثمر مع الجانب الكويتي في تطوير القطاعات المالية والمصرفية وخاصة استخدام الأوراق المالية الخضراء ورقمنة اقتصاد طاجيكستان.


وأوضح أنه يتم حاليًا تهيئة الظروف اللازمة لجذب رأس المال الأجنبي والتجارة الدولية الآخذة في التوسع فقد وفرت تشريعات الدولة العديد من المزايا والضمانات القانونية الواسعة لحماية الأعمال والاستثمار.


وعن مبادرات طاجيكستان الدولية في مجال المياه والمناخ والاعتراف بها كدولة رائدة في هذا الاتجاه، قال الرئيس رحمان "يعلم الجميع أن الماء هو مصدر الحياة وأن دوره مهم في تنمية البشرية وفي الظروف العالمية الحديثة تخضع الموارد المائية في جميع أنحاء العالم وخاصة المياه العذبة للتأثير العميق لمختلف التهديدات بما في ذلك تغير المناخ والنمو السكاني والتحضر والتصنيع ".


وأضاف نؤيد في هذا الصدد ترشيد استخدام الموارد المائية من خلال تنفيذ التعاون الدولي البناء، موضحًا أن بلاده تسعى إلى تحقيق هدف القيام بدور نشط في حل المشكلات المتعلقة بالمياه على المستوى العالمي من خلال تفعيل دبلوماسية التعاون الوثيق في قطاع المياه.


ولفت إلى أنه لهذا السبب ظلت طاجيكستان تتقدم بشكل مطرد في القضايا المتعلقة بالمياه والمناخ على مدى العقدين الماضيين وتلعب دورا هاما في أجندة التنمية العالمية مشيرًا إلى أنه خلال هذه الفترة وبمبادرة من طاجيكستان اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 9 قرارات ذات صلة في مجال المياه والمناخ تهدف إلى توحيد المجتمع الدُّوَليّ لحل المشاكل المتعلقة بالمياه وتسريع الإجراءات في هذا المجال.


وأشار إلى أن طاجيكستان صاحبة 5 مبادرات دولية هي (السنة الدولية للمياه النظيفة) 2003 والعقد الدُّوَليّ للعمل (الماء من أجل الحياة) 2005 - 2015 و(السنة الدولية للتعاون في مجال المياه) 2013 و(العقد الدُّوَليّ للعمل: المياه من أجل التنمية المستدامة) (2018 - 2028) والسنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية (2025) وقد تم الاعتراف بها على الساحة الدولية كدولة رائدة في حل المشاكل العالمية المتعلقة بالمياه والمناخ.


وقال "بالرجوع إلى إحصاءات الأمم المتحدة يمكن الإشارة إلى أن العقد الدُّوَليّ للعمل (الماء من أجل الحياة 2005 - 2015) ساعد نحو 3ر1 مليار شخص في البلدان النامية في الحصول على مياه الشرب النظيفة كما حقق التقدم في مجال الصرف الصحي".


ولفت بشكل خاص إلى إعلان سنة 2025 باعتبارها (السنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية) ويوم 21 مارس (اليوم العالمي للأنهار الجليدية) موضحًا أنه في إطار تنفيذ مبادرة (عام حماية الأنهار الجليدية) ستعقد عدة مؤتمرات في طاجيكستان والدول الأخرى من أهمها المؤتمر الدُّوَليّ الرفيع المستوى لحماية الأنهار الجليدية الذي سيعقد في مايو 2025 في دوشنبه.

 

الاكثر قراءة