في خطوة جديدة تعكس الانبهار العالمي بالحضارة المصرية، وتحديدًا أهرامات الجيزة، كشف معرض "إلى الأبد الآن" السنوي ، الذي تنظمه مؤسسة كالتور فاتور ومؤسسة آرت ديجيبت، أنه يستهدف طمس الخطوط الفاصلة بين الماضي والحاضر، ودعوة الزوار لاستكشاف الأعمال الفنية التي تتطلع إلى التقاطعات بين التاريخ القديم والإبداع الحديث.
وبحسب موقع artnet، فعلى خلفية أهرامات الجيزة، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو والتي يعود تاريخها إلى 4500 عام، يستكشف المعرض في نسخته الرابعة الطقوس القديمة والحضارات والحكايات الشعبية المنسية المدفونة في رمال الزمن.
ويستمر المعرض من 26 أكتوبر إلى 18 نوفمبر، ويقدم للزوار تجربة غامرة تدمج الفن المعاصر مع التاريخ القديم.
يضم معرض هذا العام 12 فنانًا دوليًا، من بينهم كريس ليفين (المملكة المتحدة)، وفيديريكا دي كارلو (إيطاليا)، وجيك مايكل سينجر (جنوب إفريقيا)، وجان بوغوسيان (بلجيكا/لبنان)، وجان ماري أبريو (فرنسا)، وخالد زكي (مصر)، ولوكا بوفي (إيطاليا).
ووفقًا للموقع، يُوصف هؤلاء الفنانون بأنهم "علماء آثار معاصرون" يهدفون إلى اكتشاف السرديات التي تربط الماضي في سياق معاصر. ويقدم المعرض مجموعة من الوسائط، بما في ذلك النحت والمنشآت والأعمال الرقمية، مما يخلق استكشافًا متعدد الحواس للتاريخ والحالة الإنسانية.
ومن جانبه، يقدم الفنان الكوري المولد والمقيم في نيويورك إيك جونغ كانج عملاً جديدًا بعنوان " أربعة معابد" ، وهو تركيب يعرض رسومات من جميع أنحاء العالم، وخاصة من الأطفال وأولئك الذين يواجهون تحديات سياسية واجتماعية، مثل اللاجئين من مناطق الصراع والأفراد النازحين بسبب الحرب الكورية.
ويستخدم العمل الرمزية المعمارية لتعزيز الانسجام العالمي، وربط الروابط بين الثقافات. وبالمثل، يتميز تركيب المتاهة الهندسية لراشد آل خليفة بآثار تخرج من الأرض بزوايا مختلفة، مما يدعو المشاهدين إلى عبور التاريخ واستكشاف الأنماط التي تربط البشرية معًا. تم تزيين كل جزء بزخارف مستوحاة من مخطط المتاهة الذي قدمه العالم اليسوعي في القرن السابع عشر أثناسيوس كيرشر في كتابه " توريس بابل" ، الذي كتبه عام 1679.
وفي قلب معرض "إلى الأبد الآن" تكمن استعارة للحفر، ليس فقط للقطع الأثرية المادية، ولكن أيضًا للقصص والأفكار والعواطف. هذا العمل المتمثل في الكشف هو فكري وعاطفي، ويكشف عن طبقات من المعنى تتحدى فهمنا للعالم. يؤكد المعرض على أن التاريخ ليس كيانًا ثابتًا؛ بل هو سرد متطور باستمرار يتشكل من خلال مساهمات ووجهات نظر كل جيل. في نسخة عام 2023، قدم تمثال الذئب الدائري للفنان أرن كوينز وجهة نظر بديلة للأهرامات الشهيرة، مؤكدًا على التفاعل الدقيق بين الطبيعة وإرث الثقافة المصرية القديمة.
من خلال دمج المواد غير التقليدية، يتحدى الفنانون المشاهدين لاكتشاف أفكار ووجهات نظر جديدة. يكمن التفاعل بين التنقيب والتفسير والإبداع في قلب Forever Is Now ، حيث تصبح عملية اكتشاف التاريخ رحلة عاطفية وفكرية وتشاركية.